17 / 3 تذكيرا للمسؤولية

🖋️ الشيخ محمد الربيعي
نتحمل جميعا مسؤولية تفشي الظلم وسلب الحقوق، فلو اعتبرناه منكرا فأنكرناه بيننا، وغيرناه بقلوبنا وساهمنا في تغييره بألسُننا ثم تعاونا على تغييره بأيادينا لما طغى الظالم، ولو تكلم المظلوم عن مظلوميته ولم يسكت لما تجاوزه ظالمه لضحيةٍ أخرى فظلمه واستمر في ظلمه. ربما الخوف قد سيطر على مجتمعاتنا منذ عقود وقرون، وربما طغت المصالح الفردية للناس على فطرتهم في الدفاع عن المظلوم والوقوف معه ضد الظالم، وربما أصبحت مصالح الناس تُقضى عند من يعرفون أنه ظالم دون قدرتهم على الإقرار بذلك، وربما أيضا قد يُعتبر الظالم مظلوما والفاسد المُفسد صالحا ومصلحا نتيجة لسياسة تضليل الرأي العام وترويج المغالطات والتعتيم على أصحاب الحق..
لكن كل هذه الحقائق والوقائع والأحداث لا ترفع عنا الحرج ولا تعفينا من مهمتنا ودورنا في فضح الظالم ثم مواجهته بهدف القضاء على الظلم والطغيان والحد من انتشاره.
هذا ما جعل تلك الثلة في ذلك التاريخ ( 17 /3 / 1999) الشاهد والشهيد في ذات الوقت على الظلم الذي احدثته تلك السلطة الظالمة مع من خضع الكثيرين لها ، ان يكون لها حركة ثورة تمثل صفعة في وجه الظالم صح هي لم تقتله ولكن كانت تمثل اكبر تنبيها له ولكل العالم ان في الامة من هو حرا متاكمل القوة في مواجهتك فهي وان لم تسقط ولكن غيرت في داخل منظومة الجسم الظالم كثير من التصورات وافشلت كثير من مخططاته المستقبلية ومنها قتل الحوزة جميعها ، بل ارادوا من دمائهم تكون القربان لدعاء لله عزوجل بالنصرة والتمكين بتسليط الظالم على هذا الظالم الذي طغى ولم يكن له رحمة بشعب محمد وال محمد عليهم السلام .
محل الشاهد :
نعم معول العنف هدام لايبني شيئا ولا يأتي بخير، ولكن نبذ العنف وتبني السلمية لا يعنيان الركون إلى الظلم وقبوله مخافة الدخول في صراع مع الظالم.
لأن كلمة الحق قوة لا تصل بالضعف والخنوع، وإنما بالتضحية والصبر ونصرة المظلوم بالوقوف معه لاسترجاع حقه ونصرة الظالم بمواجهته وردعه عن فعله.
يكفي أن نعلم بأن عين المظلوم لا تنام وأن دعوته ليس بينها وبين الله حجاب وأن الظلم ظلمات يوم القيامة حتى نستنهض هممنا ونُسخر طاقاتنا ونضحي بالغالي والنفيس من أجل تغيير حال مجتمعاتنا التي يغلب عليها الظلم والجور والتسلط والاستبداد، تغييرٌ لن يتأتى إلا بتظافر جهود جميع مكونات المجتمع من صغار وكبار ونساء ورجال وأفراد ومؤسسات وأحزاب وجمعيات وتنظيمات بمختلف توجهاتها ومرجعياتها.
فسلاما الف سلام على شهداء ( 17 / 3 ) ، الشهداء الاحرار فهو ماتوا احرار شهداءً ابطالا ، كان النصر الحتمي سيكون حليفهم لو ان الامة استهضت واخرجت قواها كما تخرجها اليوم باقل خلاف عشائري مثلا او صراع سلطوي او مالي ، ولكنهم بقوا وحدهم في ساحة فقلة الناصر و المعين ، تطيح بالحر ولكن الحر يبقى حرا و الزمان شاهد وشهد انتصار تلك الدماء بعد حين ….
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى