مسح الكتاف ؟! والتعكز على الفارغين

 

بقلم : محمد جواد الدخيلي

بعد عام 2003 كنت اعتقد ان الانسان العراقي خرج من معطف التسلط على ذاته وبدأ يعيد نفسه و مكوناته ومكنوناته كي يبقى انسان حضاري دون تملق أو خضوع لاحد ما ، ويلبس لباس العفة، تذكرت قول الامام علي (ع) : (دينكم دنانيركم ونساءكم قبلتكم يا أهل الشقاق والنفاق ويارجال واشباه الرجال وياعقول ارباب الحجال ) قد يكون هذا القول بصمة عار على أهل العراق وعلى مرور الزمن لم نتعظ ولن نأخذ العبرة ، ومازلنا راكضون وراء الدنانير وعندما نتحدث بالمثاليات تجدنا ألسنة لاتقاومها السيوف ، ولو تحدثنا عن أنفسنا ماذا أقول لمن لا يفرق بين ضل وظل ويزعم أنه صاحب موهبة وشأن ، وماذا أقول: لمن يستهين بمشاعر الانسان الحقيقية ويقول أنا صاحب الشأن وربكم الاعلى ..!! ، وماذا اقول من باع ويبيع نفسه للسلاطين بحسب المصالح المادية ويمسح كتوف الاراذل والسراق وناهبي ثروات الشعب مثلما نجد اليوم اشخاض يضحكون على الذقون .. لم يديموا وان وصلوا الى كل ما من شأنه أن يسعد البشرية ويزيد من رفاهيتها، ويضيّق مساحة مشكلاتها، فلا بأس من التعّرف الى سلوكيات الحيوانات والحشرات مثلاً وانفاق الملايين على مثل هذه شهواته (المهمة)، التي ستغير وجه التاريخ لا محالة(!) أي التأريخ المزيف . مثلما نجد الكثير من الفقراء والمتعففين والمرضى بحاجة الى مد يد العون والمساعدة ، فضلاً عن هناك مرضى تعاني ، لاتجد اجور العلاج من اجل ذلك يقاوم علله .. بل يتستر بشرفه ومن ثم يفارق الحياة بشرف وعفه .. إذن هناك اقتراح أود أن أتقدم به بكل تواضع للسادة المهتمين بالثقافة والفنون والصحافة والشعور بالانسانية ( والعلم عند الله) مغزاهم من ذلك ، ألا وهو الخوض أكثر في التخصصات الدقيقة؛ فمثلما يوجد اليوم أطباء متخصصون في جراحة القلب وآخرون في جراحة الأوعية وفئة ثالثة في جراحة قلب الأطفال ..الخ، يجب أن يكون هناك علماء متخصصون في التفصيلات الصغيرة جداً في علم وسلوكيات هؤلاء ( المدعين )، المختصون بالضحك على الذقون . لا شك في أن الضحك شيء جميل، وجميل جداً، وفي مقدوره أن يفتح آفاقاً فسيحة أمام بني البشر، وليس بجديد القول إن الضحك يقرّب المسافات بين النفوس ويزيل الحواجز من بين القلوب.. وربما يتشارك الانسان مع الحيوان في ذلك. ولكن هناك أنواعاً للضحك، تماما مثلما هناك أنواع للكذب.. ولا أعتقد أن الانسان والحيوان يتشاركان في ذلك. ولعل أكثر ماطوّر الانسان من أنواع الضحك وتفوّق به على شركائه في الحياة والطبيعة، هو الضحك على الذقون (!).. نعم انه صناعة بشرية خالصة مئة في المئة، خصوصا أن بني البشر كلهم يمتلكون ذقوناً، في حين لا يمتلك معظم الحيوانات هذه الذقون .. !! لذا نرى عجباً في بعض الاشخاص يمسحون الاكتاف مثلما يمسحون تأريخهم قد كان مشرفاً ونحن شهود عيان على ذلك نجد البعض كان له أسماً كبيراً ، لاذى بجانب الفارغين من اجل (الدينار) ليس عيباً من يعمل ويبحث عن لقمه العيش ولكن خزياً من يلجأ وراء الفساد .. من تجده راكضاً وراء وزيراً فاسداً أو برلماني سارق أو مسؤولاً جلس على كرسي كيان وبالامس كان مجرماً أو موظفاً بسيطاً ثم اصبح صاحب اموال وثري … لذلك التعكز على الفارغين صفه من صفات المارقين ، ومن يعتقد غلقت الافواه والعيون ولم يشاهده احداً .. أعلم أن تأريخ يدون والشرفاء يسجلون جميع المواقف مثلما دون الـتأريخ الاسود والابيض .. أتأسف كل الأسف حين اكتشف ان ( اللوكية ) مازالت في العراق وذلك يعني ان التملق مرض نفسي واجتماعي وسياسي ما زال يجر أذياله وراء السلاطين .. والله من وراء القصد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى