امام الاسلام جعفر الصادق ( ع )

🔸 *امام الاسلام جعفر الصادق ( ع )* 🔸
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
الحديث عن الإمام جعفر الصادق(ع) طويلٌ وعميقٌ عميق، فقد ملأ هذا الإمام العظيم دنيا الإسلام علماً وحركةً ووعياً وتقوى، واستطاع المسلمون من خلال علمه أن يجدوا لكلِّ مسألةٍ جواباً في كلِّ ما يشعرون أنَّ عليهم أن يسألوا عنه، ولكلِّ مشكلة حلاً في كلِّ ما يواجهونه من مشاكل الفكر والعقيدة والشريعة والحياة..
ولا سيما أنَّ حديث الأئمة(ع) يُعتبر امتداداً لحديث النبيّ(ص) ومتفرّعاً عنه ومستمداً منه، فإنَّهم(ع) أمناؤه على شريعته وخلفاؤه في أمته، يُوضحون للناس دينهم، ويقرّبونه إليهم بأساليب متعدّدة، ومهما اختلفت فإنَّها لا تنفصل عن الينبوع الصافي الذي يتفجّر من حديث النبيِّ(ص) وكلامه، ولهم من عصمة الله في ما يقولون ويفعلون ما يرفع عنهم الخطأ في القول أو الغفلة في الحكم..
وقد صرّحوا بذلك في ما روي عن الإمام الصادق(ع)، حيث قال: “حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله(ص)، وحديث رسول الله قول الله تعالى”..
محل الشاهد :
إنَّ الإمام (ع) كان قبل أن يتسلّم زمام الإمامة، يخطّط لأن يكون الناس الذين ربّاهم أبوه، والذين يعيشون معه بعد ذلك، على تربية علمية وثقافية، بحيث يملكون العلم بالمستوى الذي لا يحتاجون فيه إلى أن يسألوا أحداً، وهذا هو المستوى العالي من التخطيط لإغناء الناس بالثقافة، بحيث إنّه لا يقتصر في حركته العلميّة على أن يسألوه ليجيب، بل إنَّه كان يريد أن يحيط بهم من جميع الجوانب، حتى يعطيهم هذا العلم، وليتمثّلوا هذا العلم في أفكارهم وعقولهم.
وكان (ع) يركّز في خطِّ الدعوة وهو يعلّم أصحابه منهجيّة الحوار، على مجانبة الأسلوب الجدليّ الذي يحاول أن يستفيد من الباطل، في سبيل إسكات الطرف المحاور الآخر، فكان (ع) يؤكّد أنّ الدعوة إلى الحقّ ينبغي أن تعتبر الحقّ هو العنصر الأساس في الوسيلة، والعنصر الأساس في النتيجة، لأنَّك عندما تأخذ من الباطل حجّةً على حقِّك، فإنَّ معنى ذلك أنَّك توحي بضعف الحقّ عن مواجهة التحديات التي توجَّه إليك، ولذلك تلجأ للاستعانة بالباطل في مقام تأكيد صوابيّة رأيك.
ومن هنا، فإنَّنا نرى الإمام الصّادق (ع) يوجّه أصحابه إلى مجادلة أحد المخالفين، ثم يتوجَّه لنقدهم بعد أن تغلَّب أحدهم عليه بطريقة غير منطقيَّة، فينتقده قائلاً له: “إنَّك تمزج الحقَّ بالباطل، وقليل الحقّ يكفي عن كثير الباطل”، فكأنَّه يقول له: ما الفرق بينك وبينه؟ إنَّه جحد
حقّاً وجحدت مثله، فهو جحد الحقَّ في النّتائج، وأنت جحدت الحقّ في الوسيلة.
وهكذا، فإنَّ الإمام (ع) يريد أن يوحي لنا بأنَّ على الإنسان ألا يظلم الآخر عندما يستعين في الحوار معه بأمور غير حقيقيّة في سبيل تركيز الفكرة، لأنَّ القضيّة الأساس هي أن نعطي الإنسان الحقّ كلَّه، لينطلق الحقُّ بكلِّه في عقله ووجدانه.. وهذه قاعدةٌ من قواعد أسلوب الدعوة عند أهل البيت (ع)، وكم لهم من أساليب كثيرة تتمثَّل في كلِّ حواراتهم وكلِّ حياتهم.
وهكذا ان استوعبا حياة الائمة ( ع ) نكون بذلك قمنا بالاحياء الحقيقي لا صوري ….
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى