جريمة التعنيف

 

إعداد: دعاء فاضل

ماذا يقصد بالعنف الأسري وما هي أنواعه وأسبابه وطريقة الحد من هذه الظاهرة؟

يعدُ العنف الأسري من الجرائم الشائعة في الوقت الحاضر وانتشاره بصورة مُرعبة في الآونة الأخيرة ونقصد هنا بالعنف الأسري الاعتداء اللفظي أو الجسدي، يمارسه فرد في الأسرة ضد فرد أو مجموعة أفراد فيها أضعف منه، مسبّباً لهم أضراراً نفسية وبدنية واجتماعية، ومن أشكاله عنف الزوج ضد زوجته، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما ضد الأبناء، أو الحرمان من جميع الحقوق أو بعضها، أو الإهمال بطريقة متعمدة، والعنف الأسري سلوك مُكتسب غير صحيح، يترك آثاراً نفسية مؤلمة على الأفراد يصعب علاجها في وقت قصير، مما يهدد أمان المجتمع.
وهناك أشكال من العنف الأسري منها،
١.استخدام الأطفال ضدك
كما يستخدم مرتكبو العنف المنزلي الأطفال أحيانًا لمحاولة السيطرة على شركائهم وإلحاق الأذى بهم ، سواء أكانوا والد الطفل أم لا.
٢.الاعتداء الجسدي:
ربما يكون الإيذاء الجسدي أكثر أشكال العنف المنزلي التي يمكن التعرف عليها بسهولة. يمكن أن تتصاعد أنواع العنف المنزلي الأخرى – بما في ذلك الإساءة اللفظية والعاطفية – أو تتطور إلى إساءة جسدية ، مما يعرض حياة الضحية / الناجية للخطر.
٣.الإساءة العاطفية:
الضحايا / الناجين من الإساءة العاطفية غالبًا ما يتضرر احترامهم لذاتهم وتقديرهم لذاتهم. يمكن أن يؤثر هذا على حياتهم بطرق عديدة ، من مواجهة صعوبات في الوصول إلى الأصدقاء ، للانخراط في الدراسة أو العمل.
٤.العنف الجنسي:
يتم العنف الجنسي من خلال محاولة إجبار الضحية على الممارسة الجنسية دون موافقته/موافقتها، وغالبًا ما يشمل أيضًا العنف الجسدي باستخدام الضرب.
٥.العنف النفسي:
يقوم المعتدي بإثارة الخوف من خلال التهديد والترهيب، وتدمير ممتلكات الضحية مثل؛ إيذاء الضحية أو الأطفال أو عائلة الضحية أو أصدقائها، بالإضافة إلى عزل الضحية عن محيطها وعن علاقاتها الاجتماعية.

ما هي الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة العنف الأسري؟

١.سوء تنشئة الزوج أو الزوجة، كنشأتهما في بيئة تلجأ إلى العنف وتستخدمه، فالعنف يُنْتِجُ العنف، والاضطراب يورث انعدامَ التوازن في التفكير والسلوك.
٢.العواملُ النفسيةُ التي ترجع إلى الشخص ذاته كالإحباط، وضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب، ونحو ذلك من العوامل.
٣.انعدام الأخلاق الإسلامية في التعامل بين أفراد الأسرة.
٤.التفكك الأسَرِيُّ، وفقدان لغة الحوار، واتساع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة.
٥.ضعف الوازع الديني، والبعد عن الأخلاقِ الحميدة التي حثَّ الإسلامُ أتباعَه على الاتصاف بها، ومنها الرحمة والرفق والحلم.

كيفية الحدّ من العنف الأسري؟

١.منع العنف عن طريق علاج الأطفال والشباب والأسر المعرضين للخطر، وطرح برامج مهارات الأبوة والأمومة والعلاقات الأسرية، والإثراء في مرحلة ما قبل المدرسة وذلك بمشاركة الأسرة.
٢.تطوير بيئات آمنة وتحسين السياسات التنظيمية داخل المدرسة ومكان العمل، بالإضافة إلى تعديل البيئات المادية والاجتماعية للأحياء الفقيرة.
٣.تعزيز الدعم الاقتصادي والأمن المالي وفرص العمل للأسر.
٤.دعم الناجين من العنف الأسري لزيادة السلامة وتقليل الأضرار؛ وذلك من خلال تعزيز الخدمات التي تركز على معالجة الضحايا، والحماية القانونية المدنية، والاهتمام بالصحة النفسية للمتضررين.
٥.حماية سلامة ضحايا العنف الأُسري وتشديد مُساءلة الجاني من قبل الشرطة بصفتهم المستجيب الأول في معالجة جميع حوادث العنف.

وفي النهاية قد حث الإسلام على نبذ العنف داخل الأسرة بكافة أشكاله. قال تعالى : ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾، [البقرة ، 263] وقوله تعالى : ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [ آل عمران، 159 ]، وهذه الآيات تورد بوضوح موقف الإسلام الرافض للعنف الأسري بكافة أشكاله، المادية والمعنوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى