هوس الطب النفسي وعلاقته في حياة الفرد

 

إعداد: هبة حيدر العبادي

دعونا نتفق مبدئياً أن جميع البشر يتعرضون لصدمات في حياتهم وتختلف هذه الصدمات على جميع اصعدة الحياة فمنها الاقتصادية او تثاقل أعباء الحياة عليك او بسبب طبيعة عمل الفرد او الصدمات العاطفية وحتى الخلافات العائلية، تختلف أنواع الصدمات لكنها تتفق جميعها على انها ” الهزة النفسية” القوية التي نشعر بيها داخلنا فتكون اشبه بالشلل الذي يصيب وتيرة حياتنا من التفكير والتعامل مع الناس بصورة طبيعية، الصدمات جزء لايتجزأ من حياة البشر على هذه الأرض فتقلبات الحياة صعوداً وهبوطاً ، ارتقاءً وانتكاساً جميعها من طبيعة وعينا بالحياة.

ما الصدمة تحديداً؟
تعال معي ننظر الى مصطلح الصدمة التي نعاني منها جميعاً بشكل دوري في حياتنا: كيف تطور مفهوم الصدمة في الطب النفسي وأصبح يشمل اي موقف حياتي طبيعي يصادفنا بشكل عادي ، في كتاب المرجع الأول والدليل الإرشادي الأهم الاضطرابات النفسية في العالم، كان الأطباء النفسيين يستخدمون مصطلح الصدمة لوصف اي ضرر مادي للجسم فقط ، مثل صدمة إصابات الدماغ الرضية، لكن توسع تعريف الصدمة مع صدور الجزء الثالث ليشمل ” اضطراب مابعد الصدمة ” وهي أول صدمة يتم تعريفها في الطب النفسي بلا اي ضرر مادي لصاحبها، فقد عرف الدليل الثالث حينذاك اضطراب مابعد الصدمة بأنه تجربة عنيفة وشديدة الهول يمر بها المريض وكان معيار هذه التجربة واضحاً وموضوعياً (فالاعراض الضاهرة هي الضيق والحزن من جميع البشر) فالاطباء لم يتركوا المعيار ذاتياً للشخص على وفق منضوره الخاص بل كان محدد بضروف معينة مثل الحرب، التعذيب، التعنيف، كل هذه قد تسبب انسحاباً للشخص من الحياة ويتم تشخيصه باضطراب مابعد الصدمة.
اما فقد أحد الأشخاص المقربين لبسبب مشاكل او موت طبيعي او حادث ما أو الرسوب في الامتحانات فلم يكونوا حينذاك مسبباً للاضطراب لان هذه الأمور كانت تقلبات حياتية عادية وليست اضطرابات،  نعم تشتمل هذه التجارب على الحزن وألم، لكن الحزن ليس كالاكتئاب ولا الألم كالصدمة، لان ببساطة الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الأمور يستطيعون ان يتعافون منها مع الوقت والأنشطة المختلفة.
فالشخص المكتئب يفقد القدرة  في مواجهة الاكتئاب وفقًا للنوع والعمر والخلفية المعرفية والتكوين النفسي للشخص، ومع ذلك يعتبر الاكتئاب من الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج نفسي ودوائي من أجل القضاء عليه لأن تركه دون تدخل أو علاج يطيل من مدته ويصعب من مرحلة العلاج ويتسبب في الكثير من الأضرار النفسية والجسدية للشخص من خلاله تفكيره في التخلص من حياته.
أن المريض يبدأ تدريجيًا في فقدان الشغف في الحياة، ومن ثم يعاني من وجود اضطرابات في النوم، فضلاً عن فقدان التركيز والانتباه، كل ذلك يدفعه إلى الرفض التام للحياة، مؤكدًا أن المريض ينظر إلى الموت والتخلص من الحياة على أنه القرار الصائب.
فإنه يحدث نتيجة الضغوط الاجتماعية أو العاطفية أو عند التعرض إلى مرض معين، فعندها يشعر المريض بأن الموت هو الخيار الأفضل.
عند النضر الى هذه المشكلات نجد أنفسنا أنّنا نعقد الأمور اكثر مما عليه ونجدنا عن حدوث اي مشكلة بسيطة نقول اننا بحاجة إلى علاج نفسي وخصوصا فئة المراهقين الذين لم ينمو نفسياً ولاذهنياً نراهم منهارين ومحطمين بسبب أبسط الأشياء. يجب على الفرد ان يمرن نفسه ويقويها على تحمل الصعاب والازمات
وان لا يكون هش ورقيق لكي لا ينكسر بأول هبوب رياح الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى