المرأة الاستثنائية ،،

المرأة الاستثنائية ،،
________________
حلا حمصي …

المرأة الاستثنائية هي امي التي منحتني روحا من روحها ، واهدتني كل كياني ، أنجبتني وربتني منذ اليوم الأول لي . ولدتني بعمل جراحي تحملت تسع شهور من الحمل الصعب ..
نعم يا أمي تحملتي الصعب لأجلي . جئت إلى الدنيا هذه صارخة باكية، فتاة جميلة صغيرة ، وانا التي اتعبتك في بطنك تسع شهور الم ، ثم بدأت حياتك بعد ولادتي ببضعة شهور حملتي هما جديدا وعبئا كبيرا كيف نعيش والظروف الصعبة ؟؟!!
. انها حواء بروح ملاك ، تحممت بالجنة ، وأصرت على العمل في عدة مجالات من الأشغال ، تكد وتعمل ليل ونهار لتؤمن لنا سبل العيش الكريم بكرامة .. عانيتي يا حبيبتي ويلات حرب دخلت البلاد ، استذكرك حين حملتيني ، وانتٍ تركضٍ خائفة علي من الرصاص الطائش، بعد أن دمرت ديارنا ، تكبدتي تعب وسفر هنا وهناك كي تحافظين على حياتي يا أمي …
اقول لكم يا سادتي الكرام أن هذه الأم العظيمة كانت تمشي بالخطر وتجازف لأجلي ، هي التي لايطاق حبها ، ورد فوق نار ، أنها صبر الجبال ، ورقة الظلال . عملت بخياطة الثياب ، وحياكة الاصواف وعمل الصنارة ، واشتغلت في معامل البلاستيك أيضا بسبب الحرب التي اجتاحت البلاد والعباد ..
ياسادتي الكرام أمي كانت قبل اندلاع الحرب !! سيدة أعمال وتملك محال تجارية لبييع الأزياء وتجهيز العرائس ، وامتهنت التجارة والصناعة ، وخسرت كل شي بسبب الحروب والدمار التي أفنت كل شيء نملكه . امي يا سادتي سفيرة سلام ، شاعرة وكاتبة متصوفة. واخيرا وليس اخرا أكملت دراستها العلمية وأصبحت خبيرة العلاج الطبيعي والطب الفيزيائي والرياضي ، وهي امرأة في سن الخمس وثلاثون ..
امي ضمدت جراح الكثيرين بيديها الرقيقة المتعبة ، أنها شهقة وشمة وقبلة نجاة .
نعم هي صاحبة لقب المرأة الاستثنائية ، التي وهبتني سعادتي لاقصاها ، وكنت سببا لاحزان لها لا اراها ، هي بعيوني ملاك الرحمة ، هي عطاء البحار ، نبضها حب لايتوقف ، ويكفيني فخرا أنها منحت لقب الدكتورة بدراستها النظرية وخبرتها العملية ، وحينما يراجعها المرضى للعلاج تقول انا اساعدكم ووهبني الله علما لخدمتكم ، امي ملكة المعجزات ، وأميرة الكائنات ، ويحدثني الناس وكلماتهم تهتف بأذناي قائلين .. ياليت لدينا أما كأمك ، بل امك تستحق أن تكون الأم المثالية والطبيبة الإنسانية الافضل ، لأنها سخرت وساعدت الكثير والكثير على الشفاء ..
أنه قدري المحبب لتلك الام العظيمة ياسادتي ، لم أكن محتاجة لصديقاتي أن تكون امي كامهم ، بل هن يتمنن قائلات ياليت لدينا أما كأمك ، ومنذ ولادتي كانت لي أما وأبا واخا واختا ، واليوم هي صديقتي أيضا ، عشت بدون أسرة ولكنها عوضتني عن الجميع. ادعوا واطلب واناجي الله في الخفاء أن يحفظ لي أمي الحبيبة ، هي المرأة الاستثنائية ..
تحية لكل امرأة فوق المعدل وصفا وتوصيفا ، ولامي الاستثناء بين نساء الارض ، التي لاتخدش سطح الماء بدموع حزنها ، فعلميني كيف اركع تحت ظلك …
انا حلا بنت قمر خالد كريم سفيرة السلام والنوايا الحسنة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى