الهشاشة النفسية فايروس بشري.. اخطر من فايروس كارورنا
الهشاشة النفسية فايروس بشري.. اخطر من فايروس كارورنا
الكاتبة
الاعلامية رنا الربيعي
الهشاشة هي ظاهرة صاعدة بين الشباب والفتيات والمراهقين ، مما يجعلهم عرضه تسيطر عليهم مشاعرهم السلبية النفسية والمزاجية .
تدفعهم للتشبث بأي شخص تشعرهم بأنه المتيم بهم أعجابآ وحبآ ظنآ منهم انه يحبهم بينما الحقيقة انه يعوض ضعفه من خلالهم ، وماأكثرهم في الوسائل التواصل الاجتماعي ..
يعرف علماء النفس الهشاشة النفسية على انه مصطلح يطلق شكل من أشكال الاضطراب النفسي والذي يكون فيه الشخص غير قادر على التعايش والتكيف مع المحيط به ، الا بوجود مصدر للدعم النفسي والمعنوي له ؛ وانه حاله غير متزنة يعاني منها البعض مما تجعلهم ضعفاء النفس معرضين لتأثير بالعوامل الخارجية كالصدمات نتيجة تعرضعهم للضغوط والتوتر والقلق المستمر . كونهم لم يتمنكنوا من التكيف وبالتالي يصابون بالهشاشة النفسية ، ترجع هذة الظاهرة لعدة اسباب ، منها المشاكل العائلية والدراسية ، ايضآ لأصل التنشئة وطريقة ألاسرة في تربية أطفالها . كذلك سياسة التخويف التي يلجأ اليها بعض الامهات لتجهل طفلها حتى يتوقف من البكاء او عدم انصياعه للنوم ، حيث تتبع الام سياسة التخويف والرعب الهام الطفل بلأساطير المرعبة ، تشبه بشخصيات وهمية مثل ، السعلوة ، الوحش، الخ . اعتقادآ منهم ان تلك التصرفات ستجعله هادئا مطمئنآ ، بل العكس تلك التصرفات المرعبة يجعله ينام مضطربا ، اذ يرى احلام المزعجة مصاحبة بالخوف والقلق ، حيث يزاد الخوف يوم بعد يوم الى ان يتحول الى صعوبة توافق وتكيف مع البيئة المحيطة به . فضلآ عن الخلافات الأسرية والحرب النفسية بين الوالدين مع الصراخ والشتم والضرب ، كل هذة الاسباب تجعله طفلآ خائفا مهزوزآ قليل الثقة بالنفس ذو تفكير سلبي مرتبك عاطفيا ، يميل الى العدوان والعنف وقد يلجأ الى الانتحار ، بسبب تعرضه للضغوطات نفسية وأجتماعية تجعله يفقد الأمل بالمستقبل ويستسلم للواقع المرير . كثير الشكوى والضجر والملل ..مما يجعل فايروس الهشاشة سريع الانتشار والعدوى يتغلغل الى الاعماق الفرد فيحوله الى كتله هشة قابلة للكسر عند اول السقوط ، فكل قيس يبحث عن مجنونته ليلى وكل ليلى تبحث عن قيس ، المفقود المنتظر فقد تحول العالم لقيس وليلى وعنتر وعبله ، عبر التواصل الأجتماعي غير مبالين بالصدق والجد والروح والأخلاص . وان الحب لايولد بخيالات وأفتراضات وتهيؤات بعيدة عن الواقع الذي يعيشه الفرد . يتمسك بالهشاشة العاطفية التي صنعتها الافلام والاغاني والمسلسلات الغرامية ، لاشك للعلم الفلك والنجوم الابراج لها الدور والاغاني التي تغني بالحب واللوعة والاتنظار وتوصف مرارة الهجر والحجود والتنمر ، مما يكشف عن جانب النفسي المريض يوافق الهشاشة ، او يسمى الجفاف العاطفي من اخطر مايفسد سعادة الانسان ، في الحياة هو ان يكون ضعيف من الداخل يحزن بشكل سريع وتتغير نفسيته ويبالغ في رد الفعل بالمواقف ، التي يخوضها ، فيرخي لمن هب ودب ، ويقتنع بأي فكرة مهما كانت دون تفكير بها وتحليلها تحليل منطقي عاقل ، وهو لا يعلم بأنه هو المسؤل وليس من ادخل الفكره وزعها في عقله ، كالزواج بالسر دون علم الاهل، او الهروب الى عالم اخر مع اشخاص غير مؤهلين للثقة الخ .
غياب تحديد الهدف في الحياة يؤدي الى التشتت والشعور بعدم اهميته وكيانه بالمجمتع ، وهذا الشعور يجعل الفرد يعيش بحاله نفسية هشة وبالتالي تضعفه وتدخله في متاهات تضره . فالمحارب ليس فقط من يحمل السلاح ، ويحارب به أيضآ من يملك القوة النفسية والجسدية للتغلب على نقاط الضعف واخفاقاته من أجل المضي قدمآ . لان النفس جامعه لكل شيء فمن عرف نفسه ووثق بها عرف كل شيء ومن جهل نفسه جهل كل شيء وفقد كل شيء .