انتصر الشهيد

■ *انتصر الشهيد* ■
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
السلام على كافة شهداء المقاومة ، واعظم الله اجر احرار العالم بفقدهم الشهداء الشجعان …
اللهم العن امريكا و اسرائيل و المنافقين من كان معهم و منهم و ساندهم ورضى بفعلهم ….
محل الشاهد :
الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الأوطان والكرامات والمقدسات هي السلاح الأمضى الذي يقف في وجه أعتى الجيوش والقوى، فمن طلب العز والحرية والكرامة والأمن والسلامة والوطن والدين لابد له أن يبذل الدم والنفس والروح ومن طلب النصر فلابد له من أن يستعد للشهادة، وهذه معادلة وسنّة إلهية في خلقه لا تختص بالمؤمنين بالله فقط بل بكل بني الإنسان، إن المؤمنين بالله يملكون من خلال معنى الشهادة الراقي ـ الذي اختص بهم ـ يملكون الحافز والدافع الإضافي والأعظم للاستعداد للشهادة طلباً للحياة الكريمة والمصونة من ذل الاحتلال والاستعباد والتسلط وهيمنة أهل الدنيا والطواغيت الكبار والصغار.
وبهذا السلاح تتكسر المعادلات وتختل الموازين وينتصر الدم على السيف لأن أقصى ما يمكن للعدو فعله بعد التهديد بالقتل هو القتل عينه، فكيف يخاف من كان القتل في سبيل الله أمنيته ومبتغاه. لذلك فإن امتشاق سلاح الشهادة يفقد الأسلحة المادية كل تأثيراتها فلا يعود لها أي قيمة رغم قوتها وجبروتها وقدرتها التدميرية.
عندما نتكلم عن الشهادة فهذا يعني أن الكلام قد وصل إلى الكشف عن رمز النصر وجوهره وعزه فالشهادة عز أبدي، و الشهادة رمز النصر، و الاستشهاد في سبيل الإسلام فخر لنا جميعاً ، و إن الاستشهاد بالنسبة لنا فيض عظيم ، فالشهادة على المستوى الشخصي للشهيد هي أعظم الفوز وأرقى النصر وها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يعلن عن فوزه العظيم بالشهادة “فزت ورب الكعبة” رغم أن فقد الأمة له عليه السلام كانت الخسارة الفادحة التي لا عوض لها هذا أثر الشهادة بالنسبة للشهيد أما أثرها بالنسبة للأمة عندما يسقط الشهداء دفاعاً عنها فإن بشهادة هؤلاء الشهداء تتحول إلى عز ومنعة لها وحصن منيع مقابل كل من يفكر في الاعتداء عليها أو النيل من كرامتها وسؤددها.
فنحن في محضر الشهادة إذن أمام عنوانين أساسيين: نصر الشهادة والنصر بالشهادة، وقد يجتمع لشخص أو جماعة أو أُمة كلا العنوانين فينتصرون بالشهادة وينصرون بها أمتهم ودينهم والأجيال وهذا حال شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته الأبرار
حيث في ثقافة عاشوراء يعتبر كل من النصر والشهادة فتحاً، والفتح أشمل من النصر العسكري واستنادا إلى ما يؤكده القرآن فانّ كلا الحالتين فتح (احدى الحسنيين) والمجاهدون في سبيل الله منتصرون سواء قتلوا أم قُتلوا. والنصر يتحقق في ظل العمل بالتكليف، كان الحسين بن علي عليهما السلام في شوق بالغ إلى الشهادة، حتّى أنه كما قال الإمام الباقر عليه السلام: “لما نزل النصر على الحسين بن علي حتّى كان بين السماء والأرض ثم خيّر: النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله “.
فهو عليه السلام كان يعتبر الشهادة نصرا أيضا، لأن فيها الفوز الأبدي من جهة، وإحياء الدين من جهة أخرى.
وقال الإمام الحسين نفسه: “أمّا والله أنّي لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قُتلنا أم ظفرنا”.
فالشهادة بنظر الإمام هي سعادة وشرف ورفعة للشهيد لا بل للإنسانية، وكم هو عظيم عندما يتحول شعب بأسره إلى شعب عاشق للشهادة في سبيل الله ويعتبر الشهادة سعادة، إذ إن شهادة أفراد في أمة تحييها فكيف إذا تحولت الأمة إلى أمة مستعدة للشهادة!!
هنيئاً لهؤلاء الشهداء ما نالوه من لذة الأنس ومجاورة الأنبياء العظام والأولياء الكرام وشهداء صدر الإسلام، وأكثر من ذلك هنيئاً لهم بلوغهم نعمة الله التي هي “رضوان من الله أكبر .
أيها الشهداء، إنكم شهود صدق، والمذكور بالعزم والإرادة الثابتة الفولاذية، وأفضل الأمثلة لعباد الله المخلصين. فقد أثبتم انقيادكم لله تعالى وتعبدكم له ببذل الدماء والأرواح”.
إن الشهداء هم الأكثر استحقاقاً لنيل النعم الإلهية الكرى والفوز بالرضوان لأنهم أثبتوا ببذل الدماء والأرواح صدق إخلاصهم وطاعتهم لمولاهم وخالقهم، فانتصروا وفازوا حيث النصر الأكبر.
“الشهادة هدية من الله تبارك وتعالى لمن هم أهلٌ لها”.
وهذا إشارة واضحة إلى قضية اختيار الله تعالى للشهيد من بين أقرانه حيث يعلم منه الصدق والوفاء والأهلية لذلك.
إننا أرى الشهادة في سبيل الحق، وفي سبيل الأهداف الإلهية فخراً أبدياً ، وأي فخر يسمو على الفخر الأبدي الذي لا انقطاع له في محضر الباري عز أمسه وفي محضر الأنبياء والأولياء والشهداء،وهل فخر الدنيا له أي قيمة إزاء هذه الفخر الأبدي. رزقنا الله وإياكم هذا الفخر الأبدي.
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى