المنحة بين مطرقة الثقافة وسندان المالية !!!

المنحة بين مطرقة الثقافة وسندان المالية !!!
كتب / عبد الكريم ياسر
منذ عدة أشهر تحديدا بعد إقرار الموازنة استبشر الأدباء والفنانين والصحفيين خيرا متأملين تسليمهم المنحة التشجيعية السنوية التي هي تعتبر أقل حق من حقوق هذه الشريحة المظلومة شريحة المثقفين الذين يعتبرون من النخب !!!
ولكن ما يؤسف أن هذه الشريحة اعتادت على سماع الاخبار والوعود وما إلى ذلك من حقن مورفين إن صح التعبير ولا اعرف لماذا هذا الاستخفاف بعقول هذه الشريحة ولماذا هؤلاء المثقفون لا يطالبون بقوة بهذا الحق لهم ؟!!!
على ضوء البيانات والاقاويل والاخبار المكررة المتواصلة أصبحت هذه المنحة بين مطرقة وزارة الثقافة التي تعتبر المسؤول عن توزيعها حيث أن مبالغها مودعة في خزينتها وكان المعنيون في هذه الوزارة يعلنون عن سبب تأخير توزيعها على المستحقين هي المؤسسات المعنية ويعنون نقابة الصحفيين واتحاد الأدباء ونقابة الفنانيين بأعتبار هذه المؤسسات لم تقدم قاعدة البيانات الخاصة بالمستحقين !!!
وعندما أكملت هذه المؤسسات ما عليها قبل أكثر من ثلاث شهور تغير حديث وزارة الثقافة واعلنت من جديد نحن ننتظر وزارة المالية أن تزودنا بمبلغ ست مليار كي يكتمل مبلغ المنحة ليتسنى لنا توزيها ترى هل سيخرج هذا المبلغ من تحت سندان وزارة المالية ام ستمضي الأيام وتنتهي هذه السنة المالية ويعود المبلغ إلى خزانة الدولة وبالتالي لا ( خبر لا حامض حلو لا شربت) ( وليمسح المثقفين اياديهم في الحيطان ) كما يقال طلعوا من المولد بلا حمص !!!
عموما اي مثقف نتحدث عنه في عراق ما بعد عام ٢٠٠٣ ؟! وأي حق نطالب به في ظل وجود الفساد وانتشار الفاسدين ؟!
لنقارن ما بين السياسي ( النصف ردن ) مع الأديب والفنان والصحفي الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة العراق لوجدنا ليس هناك وجها للمقارنة الاول متخم بثروات العراق والاخرون يهلكهم الجوع !!!
السياسي الذي لا يفقه ابجديات السياسة يمتلك الأموال والثروات والعقارات والمثقف العراقي يسكن هو وعائلته في بيت مستأجر يصعب عليه تسديد مبلغ الاستاجار في كل نهاية شهر هذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن يغيرها الا الله أو الامريكان !!!