ضمير يناجي الوالدين

ضمير_ يناجي _الوالدين
“”””””””””””””””””””””””””””””””””
الإعلامية الدكتورة
مها محمد نجم الزركاني

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ)
من قوله تعالى أوصانا الله جل شأنه بالوالدين ، فهما أغلى شي في هذه الدنيا ولا قيمة لنا من دونهم فقد نشأنا في ظلهم، وكبرنا بين أيديهم وترعرعنا في أحضانهم، فهم الملاذ الآمن لنا في الحياة فكيف لنا ألا نكون ملاذهم الآمن في الشيخوخة وبعدما يُصيبهم الكبر اوالمرض سواء النفسي أم الصحي أم الجسدي .
وكيف لنا الانعتني بهم مثل عنايتنا بأنفسنا، الا يمكن لنا ان نفكر قليلاً بأن كل واحد منّا معرض للوصول إلى هذه المرحلة الحرجة (والأعمار بيد الله عز وجل) ولا أحد يعرف كم سيستمر عمره، ولا الوضع الذي سيصبح عليه في كبره،
هذا من جانب، ومن جانب آخر فالعناية بهما واجب أخلاقي ونوع بر للأشخاص الذين كان لهم دور مهم في حياتنا، ورعايتنا وتربيتنا ولولاهما ماكان لنا وجود في هذه الحياة …
فلننتبه قليلأ لجمال وروعة تلك اللحظات التي يعيشها المرء في طاعة الله وتقديم المساعدة والعون لبني البشر بصورة عامة وللوالدين من كبار السن بصورة خاصة، لحظات أليمة عندما نمسح فيها دمعة أم واب فارقهم أولادهم وتركوهم وحيدين يفتقدون الى الدفء العائلي ، فالعجب ! كيف لقلوبهم الجاحدة والقاسية التي طاوعتهم على مثل هذه التصرفات متذرّعين بأسباب واهية لا يقبلها العقل والمنطق، لتبرير سبب إبعاد الوالدين وفراق أعز من خلقهم الله على هذه الارض؟
نعم إنهما الأب والأم، من ارتبط الإحسان إليهما بعبادة الله وطاعته، رضاهما طريقنا إلى الجنة، وعقوقهما سيلقي بنا في سقر وبئس الجحيم، فيتجرأ بعض الأولاد على إرسال والدته أو والده إلى ما يسمى دار العجزة أو دور رعاية المسنين، ليتخلى عن مسؤولية رعايتهما وخدمتهما في فترة هم في قمة الحاجة ليد حنونة تمتد لهما ولبيت آمن يمضيان فيه ما تبقى من عمرهما، وفجأة من دون سابق إنذار يجد أحد الوالدين نفسه في هذه الدار بعيداً عن الأسرة والأهل، فتبدأ معه رحلة الغربة وألم الفراق لأعز الناس، ولحظات انتظار من يزورهما منهم دون جدوى،هنالك تشابه باللحظات المؤلمة عندما يفقد طفل حنان والديه، فالحالة نفسها عندما يفقد الوالدان عطف وبر فلذات أكبادهما
وكيف يجرؤ بعضهم على أن يتخلى عن قطعة من جسده.
أليس الأم هي من احتضنتك في أحشائها تسعة أشهر وقاسمتها أنفاسها وهمساتها وسببت لها الألم والتعب؟ تأكل لتغذيك، وتسهر ليالي طويلة تنتظر مجيئك، كم من الآهات أطلقتها قبل أن ترى عيناك النور ،
ولا ننسى ذلك الأب الذي كان يصل الليل بالنهار في عمله ليؤمن لك كل ما تحتاجه من متطلبات الحياة المادية والمعنوية.
وشاهدنا على ذلك قوله تعالى :
( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ **) ،
أليس من حقهما عليك أن ترعاهما في الكبر ويكون لهما أفضل مكان في بيتك وتتسابق أنت وأفراد عائلتك على تقديم الخدمة والعون لهما في جو يملؤه الحب والعطف والحنان بعيداً عن التذمر والتأفف من خدمتهما، هذا من واجبنا ..
فلنتكاتف جميعاً ولنكن نحن ابناءهم وبناتهم والمساندين لهم وان تركهم الجميع فنحن لن نتركهم وتبقى العناية بكبير السن واجباً دينياً، ووطنياً وضرورة إنسانيّة، فهي حلقات متشابكة ، والعنوان الوحيد لها هو كبير السن فحقه أن يجد الرعاية المناسبة والتصرف الحكيم من الأشخاص المحيطين به وأن نرفع عنهم المعاناة بالدعاء لهم والصبر عليهم، لكي يتسنى لهم الشفاء و العيش في حياة سعيدة هنيئة.
اسأل الله ان يحفظ اباءنا وامهاتنا ويجعلنا بارين بهم ويرحم كل ام وأب غادروا هذه الحياة اللهم انهم قد قدموا مايستطيعون فأجعلنا نرد لهم شيئاً مماقدموه….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى