حكايه سبيل بشير اغا دار السعاده بالسيده زينب
حكايه سبيل بشير اغا دار السعاده بالسيده زينب
من أجمل ما مر على مصر من عصور، العصر المملوكي خاصه فى العماره وابداعهم فى التصاميم الهندسيه رغم ما عاناه الشعب المصرى منهم وعيوبهم إلا أنهم تفوقوا فى هذا الأمر، وانتشر جدا فى عصرهم إنشأ الأسبله ونذكر منها سبيل بشير أغا دار السعاده القائم بشارع بورسعيد بحي السيده زينب الجميل ويسكنه حاليًا إحدى إدارت وزاره الماليه،
ولقد انشئ السبيل والكُتاب الذى يعلوه ، عبد الله الفحل مملوك ووكيل الحاج بشير أغا دار السعاده بتكليف من بشير أغا عام ١١٣١هجري و١٧١٨ميلادي، ويعد بشير أغا من جمله العبيد الأفارقة الذين أستعانت بهم الدوله العثمانيه لخدمه الحريم السلطاني بعد ختانهم.
ولقد بلغ نفوذ هولاء السود شانًا ونفوذًا كبيرًا كونهم وسيلة الأتصال بين أجنحة الحريم السلطاني وحاشيته، شغل بشير اغا “خازندار” بالقصر السلطاني، وعندما أدراك ولاة الأمور طموحه الجامح ابعدوه الى قبرص ومنها إلى المدينة المنورة عام ١١٢٨هجري/ ١٧١٦ ميلادي، وبالفعل سافر بشير أغا ليتولى مقاليد تكليفه الجديد وفى طريقه أدركه رسول السلطان عند مكه المشرفه، أبلغه انه تم تنصيبه (خزلار اغاسي دار السعاده ) وهو لقب وظيفي مكون من أغا بمعنى رئيس ودار السعاده يقصد بها القصر السلطاني وقزلار جمع قيز وتعنى البنات، وهذه الوظيفه تعنى( كبير الخصيان السود فى الحريم الامبراطوري، كما ذكرت بعض المصادر، ولما علم بشير أغا بتعينه قزلار أغاسي حج وأعتمر وسافر بصحبه الحاج الشريف المصرى إلى أن جاء إلى مصر ومكث فيها ستين يومًا للراحه ثم كلف وكيله عبد الله الفحل ببناء السبيل، وعبد الله الفحل كان مملوكًا للحاج بشير أغا ولقب الفحل يشير إلى أنه ذكر غير مختون،
ولقد قام بشير بتخصيص وقف خيرى سنويا لأهالي الحرمين الشريفين واغوات الحرم المدني وبخور وماء ورد وغيرها وقد ظل هذا المبلغ ثابتًا حتى مجئ الحمله الفرنسيه إلى مصر، ولقد انشئ بشير هذا السبيل لتعليم أيتام المسلمين القران الكريم وقررت لجنه حفظ الأثار العربيه تسجيله أثر فى ٣١ يونيو عام ١٨٨٨م.
ويتكون السبيل من حجرتين أولهما تطل على شارع بورسعيد بها مدخل رئيسي بسيط وعلى شمال الداخل حجره بها عده مكاتب لموظفين وزاره الماليه وسلم خشبى أمامها للصعود إلي الكُتاب، وسقف الحجره يغطيه عروق خشبيه تزينها بقايا زخارف نباتية هندسية ملونة اسفله ازار خشبي عليه كتابات شعريه طويله فى مدح المنشئ.