اتقنوا فن الاعتذار

اتقنوا فن الاعتذار

بيداء الموزاني

من منا من لا يسيء احيانا التصرف او ردة  فعل لموقف او كلمة  وبعد لحظات يدرك انه تسرع واساء التصرف

او يهفو بكلمة بقصد او بدون قصد واغلب الاحيان يتمنى لو لم تخرج تلك الجملة او الكلمه من فمه

حصيلة هذا المتعمد او غير المتعمد انه جرح المقابل او احزنه . لا يهم العمر في هذه المواقف ان كان اصغر مني عمرا او اكبر المهم  ان نتيجة سوء تصرفي مهما كان نوعه  المقصود او غير  المقصود كان احساس لم يريضيني انا عن نفسي من تسرعي او تهوري وعصبيتي

فالتصرف الاصح الذي يعيد الراحه والرضا للنفس.. هو الترجل لمروج الفطره الانسانيه وقطف منها ثمرة الاعتذار وتقديمها بلا كبرياء لم نعتقد اننا اساءنا  اليه

بعد الاعتراف بالخطأ يأتي الاعتذار وهو سلوك الأقوياء الذين يمتلكون شجاعة الرجوع إلى الحق والاعتراف به، وينبغي أن يتم الاعتذار من دون تعالٍ أو تلاعب بالكلمات وتحريف للمعاني كما يفعل البعض، فالاعتذار اعتراف واضح بالخطأ ودليل على قوة الشخصية التي تقدر أن الوقوع فيه لا يعني أن الشخص سيئ أو أنه فاشل بل هو إفصاح عن سوء الاختيار أو إخفاق في اختيار التصرف السليم.

يكسب المعتذر احترام الآخرين  ويشجعهم على التسامح والعفو معه  ومن لم يقابل الاعتذار بتسامح والعفو هو خارج عن إطار الأخلاق في كل الاديان  التي تلزم الانسان بالعفو والتسامح والرحمة في التعامل مع المخطئ المعترف بخطئه.

إن الإنسان السوي هو الذي يقبل أعذار الآخرين ويتعامل معهم بتسامح ويتسلح بخلق العفو عند المقدرة وقبول اعتذار المعتذر ليس قبولا بالأمر الواقع أو ابتلاع الإهانة  بل هو سلوك المتسامحين المنصفين الذين يعرفون قيمة الصفح والتسامح.

أما الذين يرفضون الاعتذار ولا يقبلون أعذار الآخرين ولا يقدرون الظروف الصعبة التي دفعتهم إلى التجاوز والإساءة فهم أصحاب نفوس متشنجة تغيب عنها أخلاق الإسلام وهؤلاء للأسف غالبا ما يكونون سببا مباشرا في تضخم المشكلات الصغيرة وتكبير التجاوزات البسيطة بحيث تتحول إلى أزمات ومشكلات كبرى تترك أثرا سيئا على المجتمع أمنياً واقتصادياً، فقد نشبت معارك ضارية بين أسر وعائلات بسبب سلوك طفل أو شاب لم يقبل المتجاوز في حقهم اعتذار ذويه وما أبشع جرائم الثأر التي تهدد أمن وسلامة المجتمع  بسبب رفض الاعتذار والإصرار على الانتقام تحت شعار الكرامة والهيبة

كثيراً منا من يُخطئ ولكن القلة القليلة من يتدارك خطائه بباقة أعتذار يُرسلها لمن أخطأ في حقهم، فلماذا كبريائنا يمنعنا من الاعتذار ولا يمنعنا من الخطأ على الآخرين.

وتحضرني جملة  سمعتها من  صديقة قريبة جدا لي حين كلمتها عن فن الاعتذار (قالت لي اني لا اخجل ولا اتردد ان اعتذر ان اخطاءت لكن تفاجاءت ان البعض تتغير اساليبهم وتصرفاتهم بعد ان اعتذر لهم فقررت ان احرص ان لا اخطا حتى لا اضطر ان اعتذر

كم احببت هذه الجملة )لكننا لسنا معصومين

فلنتعلم فن الاعتذار ونرسم بريشته لوحة رائعة نكسب بها قلوب الآخرين ولنحاول أن نعامل من حولنا بزهور الذوق حتى لا نحتاج إلى باقة اعتذار نقدمها وأن سهونا وأخطأنا وتجاوزنا الخطوط الحمراء التي تحكم علاقتنا في الآخرين فهنا نضع كبريائنا جانباً لأننا أخطأنا ثم نبحث عن أرق وأروع باقات الكلمات مع تغليفها بالاعتذار وتقديمها بدون أنتظار

واجمل ما قرات في الاعتذار

_ الاعتذار هو تعبير صادق عن الأسف حيث نادراً ما يتطابق ما نقوله مع ما بداخلنا.

_  أول من يعتذر هو الأشجع، أول من يغفر هو الأقوى، وأول من يتقدم إلى الأمام هو الأسعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى