لقاء في الساحة الحمراء.

لقاء في الساحة الحمراء.
بعد انقضاء مدة عملنا على سفينة الصيد. فوريل. العراقية والعاملة ضمن اسطولنا البحري في مياه المحيط الاطلسي. لمدة ستة اشهر. توجهنا بعدها الى جمهورية انكولا حيث رست السفينة فوريل في ميناء porto. de. luandaفي العاصمة لواندا. وهي اكبر مدن انكولا وعاصمتها. وتقع على ساحل المحيط الاطلسي ويعد هذا الميناء من الموانى التجارية الكبيرة والاكثر ازدحاما بالسفن على مدار السنة بعدها توجه طاقم السفينة فوريل من الروس والعراقيين إلى مطار لواندا الدولي في انكولا لكي تقلنا الطائرة الى العاصمة الروسية. موسكو في رحلة جوية مدتها اثناعشر ساعة من الطيران المتواصل تخللها وقوفنا ساعتين ترانسيت في مطار برازافيل في جمهورية الكونغو ومن بعدها توقفنا في هنغاريا وبعدها مباشرة كانت محطتنا الأخيرة في مطار موسكو عاصمة الثلوج والضباب والبرد القارص لنبقى في ربوعها اسبوعا كاملا منتظرين الطائر الاخضر العراقي لكي يحلق بها إلى العاصمة الحبيبة بغداد. كانت فرصة جميلة لكي نتجول في الساحة الحمراء وزيارة قبر مؤسس الاتحاد السوفيتي فلاديمر ايلتش لينين في هذة الساحة. وكذلك زيارة أسواق كوم الكبيرة المتنوعة في بضاءعها وسلعها منه التحف والملابس والهدايا والعطور والاكسسوارات النسائية المختلفة انها مدينة السحر والجمال والتطور في كل مناطقها السياحية والترفيهية. ومالفت نظري في تجوالنا هذا أنا وصديقي حسن في الساحة الحمراء ذلك الرجل البدين والذي يقارب عمره الثمانيين عاما والمبتورة احدى ساقيه وذو الشارب الكثيف والموشح صدره بالاوسمة الذهبية والفضية. وبرفقته زوجته التي كانت ماسكة إحدى يديه لكي تعينه على السير معها. اعجنتني تلك الانواط والمداليات التي كان يحملها على صدره. وقد تبختر بها امام الناظرين من الزوار في اهم الاماكن السياحية لهذة المدينة. دهشت كثيرا لجمال هذة المداليات وبريقها الاخاذ عند هذا الرجل. فما كان مني إلا إن بادرته بالسلام عليه وعلى زوجته. رحب بنا بعدها عرف اننا من العراق. موضحا لنا عمق العلاقات والتعاون الكبير بين بلدينا في مجالات عديدة وبالخصوص في مجال التسليح والخبرات العسكرية. بعدها طلبت منه ان يعطيني واحدا من انواطه أو مدالياته المعلقة على صدره.. ماذا تقول كان سؤالي مثل الصاعقة على راسه. قطب حاجبيه ونظر الي بعينين غاضبتين تقدحان شررا. ياولد اللعنة عليك إلا تعلم اني مقاتل في الحرب العالمية الثانية وقد بترت احدى ساقيي وأنا ادافع عن بلدي. وهذة الاوسمة والانواط كرمت بها نظير بسالتي وشجاعتي في الحرب ضد عدونا الاكبرالمانيا النازية. لمدة اقل له شيء. بلدي عقد لساني وزادت حرارتي وطارماانتشيته من شراب الفودكا والكونياك من راسي سلمت عليه مودعا أنا وصديقي حسن ونحن في حالة من التاسف والاحراج لما حصل معنا في اهم الاماكن السياحية في العاصمة موسكو واقسمت على نفسي بأن لااكررها مرة أخرى.