برعاية وزير الثقافة احتفلت اليونسكو بأفتتاح البيوت التراثية الثلاثة في البصرة القديمة و التي تم اعادة تأهيلها
برعاية وزير الثقافة احتفلت اليونسكو بأفتتاح البيوت التراثية الثلاثة في البصرة القديمة و التي تم اعادة تأهيلها
كتب – سعدي السند :
إعلام قصر الثقافة في البصرة
برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالشراكة مع وزارة الثقافة والحكومة المحلية في البصرة بأفتتاح البيوت التراثية الثلاثة التي تم اعادة تأهيلها ضمن مشروع اعادة اعمار مدينتي البصرة والموصل القديمتين بتمويل من الاتحاد الأوربي .
تحيات وزير الثقافة للبصرة
واهلها الاكارم
وبدأ الأحتفال بتلاوة ايات من كتاب الله العزيز تلاها المهندس ياسر الجبوري المنسق الفني لمنظمة اليونسكو في البصرة ثم وقف الحاضرون للأستماع الى النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة على شهداء العراق .
رحبت بعدها عريفة الحفل الاديبة تمارا عطية بالحضور الاكارم ثم دعت الدكتور ليث مجيد حسين رئيس هيئة الاثار لالقاء كلمته التي نقل في مستهلها تحيات معالي وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور أحمد فكاك البدراني وتمنياته بدوام الموفقية وتحقيق المزيد من النجاحات مباركا افتتاح البيوت التراثية الثلاثة في منطقة البصرة القديمة هذه المدينة التي يزخر تاريخها بأنها منبت للتميز الثقافي وحقل لفنون وجماليات المعرفة و التي حظيت بميادين شتى وكانت بمرور الأزمنة والى حاضرنا الثقافي منهلا مهما للأبداع مما اكسبها دورا رياديا معروفا عبر تاريخها الزاخر الذي أكد ويؤكد للجميع ان العقلية البصرية تتميز بالأبتكار وتسعى دائما وراء الحداثة والتجديد والتطور …. مباركين لكم هذا الانجاز الذي يعد مفخرة جميلة يعتز بها الجميع معبرين عن اعتزازنا الكبير بمن اسهموا بتحقيق هذا الانجاز ومنهم الجهة المنفذة وهي منظمة اليونسكو والجهة المتانحة وهي الاتحاد الاوربي اضافة الى الدور المهم للمهندس اسعد العيداني محافظ البصرة ونائبيه ومعاونيه والدوائر ذات العلاقة وان هذا المشروع الريادي اعاد الوجه الناصعة للبيوت التراثية وجعلها قبلة للانظار وبكل اعتزاز نسجل شكرنا للجهات المنفذة والمانحة لأدخال عدد من البيوت التراثية الى اعمال التأهيل وقد وصل العمل فيها الى مراحل متقدمة .
بصرتنا العريقة تزداد زهوا بهذا الانجاز
أعقبه الحقوقي حسن النجار معاون محافظ البصرة الذي القى كلمة نقل قيها تحيات المهندس أسعد العيداني محافظ البصرة والشكر والأمتنان لمن تواصلوا لأنجاز هذا المشروع الحضاري المهم وهما منظمة اليونسكو والأتحاد الأوربي وان بصرتنا العريقة تزداد زهوا بهذا الانجاز الذي اسهمت بمتابعته وتحقيق نجاحاته وزارة الثقافة وحكومة البصرة المحلية وكلنا سعداء بهذه الانجازات التي تضاف الى انجازات الحكومة المحلية بأنجاز المئات من المشاريع في شتى المجالات مؤكدين ان هذه المدينة الفيحاء المعطاء ستدخل مرحلة جديدة من اعلان المئات من المشاريع الجديدة في مركزها واقضيتها ونواحيها واهوارها وقر اها النائية بعد ان تمت المصادقة على الموازنة العامة للأعوام الثلاثة القادمة 23 و 24 و2025 وشكرا للجميع .
هذا الانجاز هو فعل جمالي وتراثي
يحاكي تاريخ البصرة وارثها
وفي كلمته قال السيد جنيد سورش رئيس قسم الثقافة في مكتب اليونسكو فرع العراق :
افتتحت اليونسكو ووزارة الثقافة والسياحة والاثار ومحافظة البصرة اليوم رسمياً قصور الشناشيل التاريخية الثلاثة البارزة – قصر الثقافة والفنون، واتحاد الأدباء والكتاب وجمعية الفنانين التشكيليين مما يعد إنجازا هاما في التنفيذ وبنجاح لمشروع إحياء مدينتي الموصل والبصرة القديمتين الممول بسخاء من الاتحاد الأوروبي. ويهدف المشروع إلى إحياء المدن القديمة في الموصل والبصرة مع الحفاظ على تراثهما الثقافي وهويتهما و تتمثل المرحلة الأولى للمشروع في تأهيل وإعادة بناء قصور الشناشيل وقناة العشار … وتم البدء بأعمال الترميم في أغسطس 2022
وهذا الانجاز هو فعل جمالي وتراثي يحاكي تاريخ البصرة وارثها نظرا للأهمية والعمق التراثي العريق لتلك الدور، ونتطلع للوصول لأنشاء محمية ثقافية في البصرة
ونؤكد على أهمية هذه المرحلة الحاسمة في استعادة هذه القصور التاريخية وتجسيد التراث الثقافي الغني لمدينة البصرة القديمة وابراز دورها الحاسم في الحفاظ على تراث العراق وتنوعه الثقافي ونقدم شكر اليونسكو لجميع الذين ساهموا في هذا العمل واليونسكو تؤكد التزامها الثابت بالحفاظ على التراث الثقافي للعراق والعمل عن كثب مع شركائها لضمان نقله إلى الأجيال القادمة و أن المشروع قد اتبع نهجا مشاركًا في تأهيل القصور التاريخية الثلاثة بمشاركة المجتمع المحلي، وفقًا لمعايير الحفاظ على التراث وتشمل المرحلة الثانية من الأعمال، التي تجري حاليًا، تأهيل ثمانية منازل هامة في منطقة الباشا (محلة الباشا) جنوب جسر نظران وقد تم الانتهاء من إعادة تأهيل هذه المنازل بنسبة %80 ومن المتوقع أن ينتهي في الشهرين أو الثلاثة القادمة و تشمل أهداف المشروع ليس فقط تأهيل المباني التراثية، ولكن أيضا تدريب مئات الباحثين عن عمل الشباب من خلال شراكات مع المركز المهني في البصرة وخور الزبير بالإضافة إلى ذلك، فإن الأنشطة الثقافية وحملات التوعية التي تهدف إلى إبراز أهمية الحفاظ على التراث هي مكونات أساسية لهذه المبادرة
هذا الاحتفال هو تعبير عن
الاهتمام الكبير بتراث المدينة
وفي كلمته قال الأثاري مصطفى الحصيني مدير اثار وتراث البصرة : ان وجودنا جميعا في هذا الاحتفال هو تعبير عن الاهتمام الكبير بتراث المدينة وقد جاء هذا الانجاز ليضيف لنا فرحة جديدة في رعاية تاريخ هذه المدينة ودخول المنظمات الدولية في اعمال التأهيل الكبيرة وقد تشرفنا ونحن في الميدان مع شركاء هذا الانجاز ومنفديه من اليونسكو والاتحاد الاوربي وفي ضوء توجيهات وزارتنا وزارة الثقافة والسياحة والاثار ورئيس هيئة الاثار والحكومة المحلية في البصرة بتقديم كل الدعم والتعاون المثمر للوصول الى هذه النتيجة المفرحة التي جعتنا في هذا الاحتفال المبهج
المدينة القديمة تشكل إرثاً
حضارياً مهماً في مدينة البصرة
وفي كلمة القاها مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة الزميل باسم حسين غلب نيابة عن السيد مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة الدكتور علاء ابو الحسن اكد لاشك ان المدينة القديمة تشكل إرثاً حضارياً مهماً في مدينة البصرة، كونها تضم معالم تراثية يعود تاريخ بناء البعض منها إلى مايزيد عن مائة عام، لاسيما قصر الشيخ خزعل الكعبي المشغول حالياً من قبل وزارة الثقافة والسياحة والآثار / دائرة العلاقات الثقافية العامة / قصر الثقافة والفنون كذلك تأهيل قصر عبد السلام المناصير المشغول حالياً من قبل اتحاد ادباء وكتاب البصرة وبيت عبد اللطيف المنديل المشغول حاليا من قبل جمعية الفنانين التشكيليين فرع البصرة بالإضافة إلى تأهيل نهر العشار لما يشكله هذا النهر من بعد تاريخي وجمالي وان اعادة اعمار وتأهيل تلك المباني ، يعد خطوة مهمة في الحفاظ على تراث المدينة وانعاش الحركة السياحية فيها، لهذا وانطلاقاً من حرصها على انجاح هذا التوجهه ، أولت وزارة الثقافة والسياحة والآثار ، إهتماماً كبيراً في متابعة مشروع احياء المدينة القديمة، وكان لدائرة العلاقات الثقافية العامة ممثلة بادارتها ، الدورً البارز في متابعة تفاصيل عمليات التأهيل ، بكافة مراحله وبشكل يومي، و توجيهاتها المستمرة بشان اعطاء الجانب التثقيفي للسكان المحليين والتواصل معهم من خلال عقد ندوات ولقاءات معهم والقيام بزيارات ميدانية لحثهم للإنخراط بحملات تطوعية للحفاظ على جمالية المدينة القديمة. ويأتي هذا ضمن رؤية وزارة الثقافة ودائرة العلاقات الثقافية العامة في ادامة ودعم المشهد الثقافي في عموم المحافظات العراقية.
فيلم تسجيلي وفقرة لكورال طلبة
كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة
تم بعد ذلك عرض فيلم تسجيلي وتوثيقي عن مراحل عمل تأهيل البيوت الثلاثة التي تم الاحتفال بأنجاز اعمال تأهيلهاوقدم شرحا مفصلا عنها المهندس الاستشاري قصي الشمخاوي قائد فريق اليونسكو في البصرة .
وفي ختام الحفل قدم كورال كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة عددا من الاغنيات التراثية بأشراف الدكتور الفنان قيس عودة
استقبلت البصرة بناء هذا النوع
من الشناشيل بأهتمام كبير
يذكر ان بيوت الشناشيل التي يعود بعضها الى أسماء معروفة جدا في ذلك الوقت تتميز هذه بهندسة معمارية في غاية الجمال والتنوع الفني حيث استقبلت البصرة بناء هذا النوع من الشناشيل بأهتمام كبير وعمد اهلها إلى إغنائه بالعديد من المفردات سواء في مجال العمارة ومواد البناء ام في مجال النقوش والزخارف وقد تنوعت الشناشيل في الشكل والمحتوى وجاءت متطابقة مع الذوق العام، وجاء هذا بسبب حرية الحركة في الخشب، وسهولة التصرف به وأن شناشيل البصرة حافظت على طابعها الخاص، فهي مطعمة بالزخارف المتناظرة مع الفسيفساء. ونرى أن أهمية الشناشيل لا تنحصر في خصائصها الفنية فقط، بل تتعداها إلى أهمية اجتماعية أيضا، إذ جاءت الشبابيك ذات المشبكات الخشبية البارزة على صورة مثلثات مسننة متباينة ومتوافقة مع القيم الاجتماعية المحافظة وشكل الشبابيك المطلة على الأزقة والشوارع تسمح لأهل الدار ان ينظروا إلى الخارج، أي الزقاق، بينما لا يستطيع المارة ان يروا ما في الداخل.. وهذه الخاصية مهمة بالنسبة للنساء وهناك بعد اجتماعي آخر للشناشيل يمنح نزلاء الدور المزودة به المزيد من العلاقات الطيبة مع جيرانهم، لأن وضع الشناشيل في الطابق العلوي من المنزل أدى إلى تقارب سكان بيوت الشناشيل، بحيث يسمح للعوائل ان تتبادل التحايا والاخبار وشتى الأحاديث من خلال الشناشيل و يرى المهندسون المعماريون ان الاكتشاف الأهم في مادة بناء الشناشيل هو الخشب، وأن مادة الخشب، لخفتها، سمحت لسكان المدن العراقية ان يرفعوا بيوتهم إلى طابق ثان من غير مخاوف من طبيعة الأرض فضلا عما تؤلفه الشناشيل في الزقاق الواحد من نسق معماري ذي ابعاد هندسية جميلة؛ لأنها في ارتفاع واحد سواء عن مستوى ارض الزقاق ام على مستوى إطلالتها أو طلعاتها الخارجية.