رفقا بالرياضيين الرواد !
رفقا بالرياضيين الرواد !
عادل علي عبيد
الرياضيون الرواد هم ركائز اجتماعية تفتخر بهم كل الدول والمجتمعات ، حتى ان الابطال والنجوم منهم تقام لهم الانصاب والتماثيل والصور الكبيرة والجداريات التي تشير الى منجزهم الرياضي وحصدهم للجوائز والكؤوس والميداليات التي تؤشر على عطائهم المشرق ، وتدلل على مواقفهم الوطنية املا بارتقاء اوطانهم في اعلى مراتب الشرف .
وتقام الى هذه النخب الابطال المواسم والملتقيات والمهرجانات وحتى المؤتمرات ، وتسمى باسمهم الشوارع والمحلات والازقة والقاعات ، بل يصل الامر لان تنقش صورهم على العملات النقدية والطوابع البريدية والمستمسكات الرسمية ، هذا فضلا عن الدعاية التي ترافقهم حتى وهم يغادروننا الى الرفيق الاعلى .
ولطالما رافق هؤلاء الابطال في جولاتهم وسفراتهم حراس شخصيون ومرافقون من نوع خاص ، والسبب هو كثرة المعجبين والمشجعين الذين يؤازرونهم ويتابعون جولاتهم وبرامجهم ، وهو الامر الذي يجعلهم احيانا لا يغادرون بيوتهم او مكاتبهم ، بل لطالما يحجب الزجاج المظلل شخوصهم لانهم يعانون من تحلق المعجبين حولهم ، ومضايقات الاطفال ، وكثرة الذين يتوقون الى توقيع اسمائهم على قمصانهم او مذخراتهم .
واذا تعرض احد هؤلاء الابطال الى مرض او طارئ ما فتجد الدولة تحجز لهم افضل مشافيها ، وتحرص على متابعة حالتهم ، والوقوف على درجات ومستويات الشفاء والبرء .. ولا بأس ان تحجز له جناحا خاصا في المشفى الفلاني او المركز الصحي الكذائي .. كل هذا يعد عرفانا بالجميل لما بذله هذا البطل او هذا النجم او ذاك اللاعب الذي رفع يوما علم بلاده عاليا خفاقا في الملاعب والساحات والمضامير ..
الا اننا وفي هذا البلد المبتلى بالأميين من الساسة الذين لا يفقهون ادوات السياسة ، ولا يعرفون ابعادها ورسالتها ، بل يفتقرون الى ابسط طرق ومتطلبات الدبلوماسية نجد ان امثال هؤلاء الرياضيين والنجوم لاسيما الرواد منهم في خبر كان ، او انهم في زوايا الالغاء ودوائر التهميش والاهمال .. فتراهم يهيمون في الاسواق بملابس لا تشير الى الكارزما التي عرفوا بها ، فهم فقراء محتاجون يموتون ببطء ونسيان ، فلا يد عون تمتد لهم ، ولا زيارة المسؤول الفلاني او الوزير قد شملوا بها يوما .. ومع كل هذا فهم يحتفظون بكؤوسهم وميدالياتهم ودروعهم وصورهم الفوتغرافية الاسود والابيض والمؤطرة بالعلم العراقي ، لانهم ما زالوا يلتصقون بالوطن الام ، بقلوبهم وعقولهم ونفوسهم الابية . اذا ان ما يمتلكونه من اباء وكبرياء وسمو في النفس و- هم الابطال الذين جالوا وصالوا في الميادين والساحات والمضامير وحصدوا افضل العناوين وحصلوا على ارقى الاسماء ونالوا اشرف العناوين – كل هذا يجعلهم يطلقون شعا (الاشجار تموت واقفة ) فلا يستجدون مسؤولا فضائيا ، ولا يستدرون عطف وزيرا طارئا ، ولا مديرا (دمج ) .
نعم ان مواقفهم البطولية الرياضية تجعلهم يغادروننا الى الرفيق الاعلى بصمت العرفاء ، وحكمة الاتقياء ، وزهد الاولياء .. لان مثل هذه الشخصيات التي عرفت ان تتعامل مع من يرادفها في الحصول على الشهرة والمجد تعرف سر المهنة جيدا ، وتخبر سر الوصول الى النجومية حقا .. فما زالت وما برحت هتافات الجماهير ترن في اذانهم ، وما فتئت صيحات مشجعي الملاعب تصدح في افاقهم ، وما برح صوت المذيع والمحرر والمعلق والاعلامي يلهج بمنجزهم الكبير المعزز بمواقفهم وبطولاتهم ..
بين يوم وآخر نسمع عن ان البطل الفلاني في سباق الضاحية او كرة السلة والطائرة وكرة القدم والتنس والملاكمة والمصارعة ورمي القرص واللعبة العشرية وكرة التنس وكرة اليد والقفز العالي والعريض والزانة والثقل وجري البريد والمارثون والدراجات والزوارق والسباحة والشيش وكمال الاجسام والمبارزة والتجذيف والكونغفو … بين يوم وآخر نسمع عن هؤلاء يغادروننا بصمت ، وهم يودعون الحياة مفلسين مهملين مهمشين ، لا لشيء الا لان الحاكم والوزير والمسؤول لم يعرف ماهي الرياضة ، بل قل يجهل ابجدياتها والفبائها ! ولا عجب انه لم ير يوما مباراة واحدة بكرم القدم او السلة واليد ، ولم يزر ملعبا او ساحة او قاعة مغلقة او مكشوفة .
الرحمة على من غادرونا من الرياضيين الرواد ، والشفاء العاجل للمرضى منهم الذين يلازمون الاسرة ويبحثون في الصيدليات والمشافي ، عن دواء يعين حالاتهم القاهرة من امثال بعض منهم اذكرهم على استحياء لاسيما وهناك اسماء اخرى لكنني اخص : الكابتن عزيز عبد الله والكابتن صلاح غني والكابتن خلف كريم والكابتن رعد هامل والكابتن كريم كاظم والكابتن علي تايكر والكابتن حسن حاجم وآخرين يستحقون ان نحبس الانفاس بذكرهم والوقوف على اعتابهم .