آخر الأخبار
منوعات

وجع القلب إلصامت


چيان جمال محمد .

في خضم الحياة وصخبها ، توجد آلام لا تجد لها منفذا في الكلمات ، ولا تستطيع الحروف أن تصف حجمها أو عمق تأثيرها . إنه ذلك (الوجع الذي لا يُكتب ولا يُحكى) ، الذي يختار القلب مسكنا أبديا له .

هذا النوع من الوجع غالبا ما ينبع من تجارب إنسانية قاسية أو معقدة . قد يكون فقدا لا يندمل ، أو خيبة أمل عميقة ، أو جرحا روحيا يصعب التعبير عنه . إنها المشاعر التي تستعصي على الوصف ، لأن الكلمات تبدو قاصرة أمام ثقلها ، أو لأن البوح بها قد يزيد من وطأتها أو لا يجد له مستمعا يفهم مداها .

يبقى هذا الوجع حبيسا في أعماق القلب ، يتوارى خلف ستار من الصمت الظاهري . قد يظهر في نظرة حزينة ، أو في تنهيدة خافتة ، أو في شرود الذهن . إنه حاضر دائما ، يؤثر على نظرة الإنسان للحياة ، وعلى تفاعلاته مع الآخرين ، حتى وإن لم يفصح عنه بلسانه .

حمل هذا الوجع الصامت ليس بالأمر الهين . إنه يتطلب قوة داخلية هائلة للتكيف معه والاستمرار في الحياة رغم حضوره الدائم.

قد يكون هذا الوجع بمثابة ندبة عميقة تذكرنا بتجربة مؤلمة ، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون دليلا على قدرة القلب على التحمل والصمود في وجه أقسى الظروف.

في نهاية المطاف يقول الدكتور علاء الموسوي في كتابه شؤون وشجون (ط/٢٠١٢) ، فإن (الوجع الذي لا يُكتب ولا يُحكى) هو جزء من التجربة الإنسانية ، يختبره الكثيرون بطرق مختلفة. ورغم صمته الظاهري ، فإنه يترك بصمته العميقة على أرواحنا ، ويشكل جزءا من نسيج وجودنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى