آخر الأخبار
ألمقالات

قمة انعقدت قبل الوقت المحدد لها

■ *الشيخ محمد الربيعي*
♦️{أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}♦️
لا عزّة الكبرياء، فالله لا يريد لنا أن نعيش الكبرياء بمعنى العقدة الذاتيّة التي يشعر فيها الإنسان بعلوّ الذّات تجاه الآخر، أيّاً كان الآخر، ولكنّها العزّة التي بمعنى الشّعور بأنّ الإيمان يجعل الإنسان أعلى وأكبر، ويجعل الآخر أصغر وأسفل، {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ}.
لا في ذاتيّاتكم، ولا في أحسابكم وأنسابكم، ولا في ثرواتكم {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} فالعلوّ بالإيمان هو أن لا تسقط أمام الكافر حتى لو كان يملك الدّنيا، حاول أن تقف وقفة العزيز بالإيمان أمام ذلّ الآخر بالكفر، حاول أن تقف وقفة العزيز بطاعة الله أمام الإنسان الذّليل بمعصية الله.
محل الشاهد :
وهناك الجانب السلبي الذي يختلط بالجانب الإيجابي، أي فيه سلبٌ من جهة، وفيه إيجاب من جهة! {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ }، في عقولهم وفي قلوبهم وفي إحساسهم وشعورهم، بحيث تهتزّ كلّها للّذين حادّوا الله ورسوله احتراماً. كلا، لا يجتمع في قلب إنسان حبّ الله وحبُّ مَن عادى الله، ولقد قالها عليّ(ع) وهو يحدِّدُ لنا أعداءنا وأصدقاءنا: “أصدقاؤك ثلاثة، وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدوّ عدوِّك، وأعداؤك: عدوُّك، وعدوُّ صديقك، وصديق عدوِّك”.
النتيجة :
إنّ “التولّي” و”التبرّي” خطّان يتحرّكان ليجتمعا عند قاعدة الإيمان في النّفس: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}، أي عمّق وخلّد، والله عندما يكتب شيئاً في قلبك، فإنّه لا يكتبه إلاّ إذا كان كلّ قلبك لله: “ما وسعتني أرضي ولا سمائي، ولكن وسعني قلبُ عبدي المؤمن”، فقلبك إذا كنت تحبُّ الله هو عرش الله.
{كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ}؛ إنّها كلمة يهتزّ لها كلّ كيان الإنسان، فإنّني عندما أقرأها أشعر بفيض السّعادة والروحانية واللّطف الإلهي الّذي ينهمر على الإنسان، عندما ينطلق ربّ العالمين ليكتب في قلبك أنّك مؤمن {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}، كما أيّد عيسى بروح القدس، فالله يؤيّد المؤمن الذي لا يوادُّ من حادّ الله ورسوله حتى لو كان أقرب أقربائه، إنّه يؤيّده بروح منه كما يؤيّد الأنبياء بروحه {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
محل الشاهد :
ان ماظهر من لقاء جمع الكفر و النفاق وغاب عنهم المؤمن ، كان واضحا منه الشر و اجتماع هدفه سحق قوى الخير واضافة للشر قوى اخرى ….
لقاء اوضح ما سيكون بقمة سمية قمة ، وبالحقية لن تكون اي قمه وعلو فيها في ضوء ماظهر من اجتماع ( الكفر و النقاق ) ، حيث سياسة الايام القادمة كانت واضحة بدعم المنافقين و القاتلين وان هناك استهداف واضح لقوى الخير وقوى الايمان ……
ان اللقاء ( الكفر و النفاق ) بارض تعتبر عاصمة التوحيد رسالة صاروخية ارسلت لمن يسموا لقائهم بالقمة ، ان القمم نحن نحدد سياستها ونحن نحدد ماسيكون فيها و مايجب ان يكون فيها ….وان القضية حسمت بما يريده الكفر و النفاق …
على الامة ان تعي ان لقاء ( الكفر و النفاق ) بارض التوحيد رسالة واضحة لمحور الشر انه متماسك وان محور الكفر هو من يحدد متى يريد هذا ارهابي غير مقبول وبين هذا مقبول رغم انه سافك للدماء وان قول الفيصل بيده وحده يصول ويجول في قلب ارض الاسلام ويفرض على الاسلام واهله مايريد الكفر واهله ….
ان اهل الكفر اليوم واضح بيانهم ان شخصية دجالية ذات المصلحة بعين واحدة ( الاعور الدجال ) ، وانها لها صفاته من يكون معها فهو في بارد المعين و من لا يكون سيكون في نار مبين …
ولكننا نقول :
ان الارادة الالهية الربانية واضحة ويجب ان نكون بعز وايمان وان نار الدجال بعون الله ستكون :
( يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )
اذن نحتاج القاعدة الابراهيمية ليتحقق شرط الانتصار على نار الدجال والحر تكفية الاشارة
الرحمة و الرضوان على الشهداء السعداء في سبيل الله تعالى
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى