خاچية ..و..الشفافية

خاچية ..و..الشفافية

ا.د.ضياء واجد المهندس

تقول خاچية :
طلبت استاذة الشفافية و مكافحة الفساد من كل مشترك في دورة (محاربة الفساد) أن يحضر كيس بداخله عدد من ثمار التفاح (رمز الاغواء عند الخلق البشري)… وعليه أن يطلق على كل ثمرة تفاح اسم شخص فاسد في الحكومة يعرفه !

وفي اليوم الموعود أحضر كل مشترك كيسا وتفاح موسومة بأسماء الأشخاص الذين يعرفونهم من الفاسدين.

ووضعَ كل مشترك أمامه على الطاولة حبات التفاح التي احضرها أمامه.

بعضهم أحضر حبة تفاح واحدة، وآخر أحضر حبتين وآخر 3 حبات وآخر احضر 5 حبات ، وهكذا..

عندئذ أخبرتهم الاستاذ بشرط الاختبار الوحيد وهو:
أن يُرجع كل مشترك حبات التفاح التي معه إلى الكيس.

ثم على كل واحد منهم، أن يحمل كيس التفاح معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط.

بمرور الأيام أحس المشاركون برائحة كريهة تخرج من كيس البطاطا، وبذلك عليهم تحمل الرائحة وثقل الكيس أيضا.

وطبعا كلما كان عدد حبات التفاح أكثر ،تكون الرائحة أكثر والكيس يكون أثقل.

بعد مرور أسبوع، فرح المشتركون لأن الاختبار انتهى .

سألتهم الاستاذة عن شعورهم و إحساسهم أثناء حمل كيس التفاح لمدة أسبوع؟

فبدأ المشاركون يشكون الإحباط ، والمصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الكيس الثقيل ذو الرائحة النتنة أينما يذهبون.

بعد ذلك بدأت الاستاذة تشرح لهم المغزى من هذا الاختبار فقالت:

هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من تقبل بقاء الفاسدين في إدارة الدولة ، لان وجودهم سيلوث قلوبنا و عقولنا و يدمر تفكيرنا و ضمائرنا وتجعلنا تحمل المأساة والفقر والظلم و الجهل و الكراهية أينما ذهبنا.

فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة حبات التفاح الفاسدة لمدة أسبوع، فهل تتخيلون ما تتحملونه في قلوبكم و عقولكم من الم و معاناة و ظلم و كراهية طول عمركم للفاسدين و ما هو أثره على ابنائكم؟

اللهم انصرنا على أعمدة الفساد ..
وطهر منهم البلاد والعباد..

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى