سفراء..لو ..سفهاء

*سفراء..لو ..سفهاء*

ا.د.ضياء واجد المهندس

قبل أكثر من (3000 ) سنة، كان في بابل ملك و حكومة و دبلوماسية ..
كان حمورابي “رجل دولة داهية”، وفقاً ل(كيلي آن دايموند) ، أستاذة التاريخ المساعدة الزائرة في جامعة فيلانوفا، والتي تشمل خبرتها تاريخ الشرق الأدنى القديم وعلم الآثار ،وهي تشرح كيف نجح الملك القديم في المناورة بمهارة في طريقه إلى الهيمنة.
تقول دايموند: «لم يكن لدى حمورابي أي مشكلة في تشكيل تحالفات ومن ثم كسرها حسبما يراه مناسبًا». “كان لديه شبكة معقدة من الدبلوماسيين الجيدين والجواسيس المخلصين الذين يعملون لصالحه ليكون الحاكم الأكثر علما” في المنطقة”.

خلال معظم فترة حكمه، اعتمد حمورابي على الدبلوماسية لتعزيز مصالح بابل، أثناء بناء جيشه. لم يلجأ إلى القوة إلا في السنوات اللاحقة. لقد كانت لعبة بعيدة المدى، لكن كان لديه الوقت لممارستها، حيث تم تتويجه في سن أصغر بكثير من ملوك المنطقة

يعتبر حمورابي واحداً من أوائل المروجين السياسيين العظماء في التاريخ، و كان حاكما محسنا حقا أراد أن يتمتع رعاياه بحياة أفضل. في مراسلات الملك القديم مع مسؤوليه، يوضح أن أي شخص يشعر بأنه تعرض لسوء المعاملة من قبل بلاطه يمكنه تقديم طلب إلى الملك للحصول على إرجاء
وكما كتب كاتب السيرة الذاتية( فان دي ميروب)، “لقد ضمن أن يتم الحكم على جميع الناس بشكل عادل ولم يكن عليهم أن يخافوا من سلطته”.

لم يكن للعراق دور فاعل و مؤثر لأكثر من ربع قرن بسبب غياب ( المطبخ السياسي ) لوزارة الخارجية ، و ( الدور المميز ) أو ( الحضور الفاعل والمؤثر ) في المنطقة والعالم بسبب غياب القدرة والحكمة والمهنية لدى معظم سفراء العراق للاسف..

تناقلت الأوساط العلمية أنباء عن محسوبية في تعيينات السفراء من أقارب مسؤولين كبار و مرشحون ليس لهم علاقة بالدبلوماسية، في وضع إقليمي و دولي يحتم علينا اختيار قامات سياسية قادرة لإبعاد العراق من شبح الانفجار والعدوان ..
لقد كشف تسريب أسماء قائمة المرشحين لمنصب السفراء في العراق، ما أثار موجة من الجدل والغضب. فقد سربت قائمة تضم (122) اسماً، وهي تفوق بكثير الحاجة الفعلية، مما يعكس حالة من الفوضى وعدم التوازن في التعيينات الدبلوماسية.

تشمل القائمة أسماء معروفة بعدم الكفاءة، بالإضافة إلى أشخاص عليهم ملفات فساد وأعضاء سابقين في حزب البعث المشمولين بالمساءلة والعدالة والذي تجاوز عددهم (35).
وفي تطور غير مسبوق، ورد اسماء مدراء مكاتب مهمة، ضمن المرشحين، رغم أنهم ليسوا موظفين في وزارة الخارجية، مما يعد مخالفة صريحة للقوانين.

وورد في القائمة اثنين من أبناء عمومة رئيس الحكومة محمد السوداني وهم كل من حسين يونس حسين علي السوداني و حازم صدام محمد السوداني ، الأمر الذي يعيد سياسة (صدام حسين ) في تكديس اقاربه في المناصب القيادية المهمة للحكومة ..

كما تضمنت القائمة أسماء اثنين من أبناء عمومة وأقارب المسؤولين من مختلف الأحزاب المشاركة في الحكومة، مما يثير تساؤلات حول الشفافية والعدالة في هذه التعيينات.
تقول خاچية : لا تغرنكم المناصب والكراسي ، فإن الله لن يغفر لكم ما انتم تفعلون ..

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى