بيتها قبة الوحي

🖋️ الشيخ محمد الربيعي
السيد خديجة ام المؤمنين :
هي التي كانت طوال حياتها مع النبي ( ص ) مثلا طيبا لزوجة الصالحة ، التي تعين زوجها على أعبائه ، وتقف معه بالحب والإيناس والعون ، وهي ممن كمل من النساء ، وبقيت معه ( ص ) .
الى ان اكرمه الله تعالى برسالته ، فآمنت به ونصرته ، وكان لها في حياته ( ص ) عظيم الاثر ، ولها عند الله عظيم الاجر و المنزلة ، وكان النبي ( ص ) يثني عليها ويبالغ في تعظيمها ويقول ( ص ) : ( إني قد رزقت حبها ) .
كيف لا وهي اختيار الله ( عزوجل ) لنبيه ، تؤازره ، تخفف عنه مايصيبه ، وتعينه على حمل تكاليف رسالته ، وتعيش همومه ، تلك المرأة العظيم في الجاهلية كان تدعى بالطاهرة ، ومن كراماتها ان النبي ( ص ) لم يتزوح عليها ، وكانت اول من امنة به وصدقته وكانت المفضله عنده حتى من شدة تعظيمها عند النبي ( ص ) تغار منها زوجاته وهي ميته ان تحدث عنها النبي ( ص ) من كثر مديحه لها وتمجيدها .
وقد كانت من جملة الكرامات الممنوحة من الله (عزوجل ) لها انها من خير نساء هذه الامة كما جاء بالحديث ، بل وهي فاضلات الجنة كما هو المبين بالحديث الشريف ( افضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، واسيا بنت مزاحم امرأة فرعون ) .
وتعتبر السيدة خديجة من العوامل الاساسية التي ثبتت دعائم الاسلام من خلال اموالها فهي منذ اليوم الاول وقفت مع زوجها موقف المدافع و المحامي ووضعت كل اموالها في تصرفه لنصرة الرسالة المحمدية ، وكما كانت توفر ايضا له الملجأ و المأوى و القلب الحنون .
ومن الخاصة بالسيد خديجة انها المخصوصة بالسلام الالهي فقد بلغة من قداستها ان الله عزوجل كان يخصها بالسلام كما جاء في بعض الاحاديث ، وهي المبشرة ببيت في الجنة .
ولذلك كان لدار السيدة خديجة مواقف وشواهد جعله ليس بالدار العادي الذي يقاس بغيره …
حيث تعد دار السيدة خديجة، من الأماكن المأثور والمباركة وذات شواهد احداث ربانية ، حيث دارها من المواطن عمرت بالوحي والتنزيل، وتردد بها جبريل وميكائيل، وخرجت منها الملائكة والروح واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر، وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها؛ أن تُعظّم عرصاتها، وتُتنسم نفحاتها، وتُقبل ربوعها، وجدرانها.
في هذه الدار أنجبت السيدة خديجة ، جميع أولا النبي ( ص ) ، وفيها توفيت، ومكث النبي ( ص ) فيها حتى هاجر إلى يثرب.
كانت هذه الدار قد شهدت انطلاق الرسالة التي حملها النبي ( ص )؛ إذ فيها نزل جبريل عليه السلام، على طه الأمين موحيا بالقرآن العظيم.
فنزلت فيها آيات الدعوة والتبليغ. وفيها وجد النبي ( ص ) ، أول نصرة وعون.
وفي هذه الدار نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ،
في هذه الدار كان ينزل فيه جبريل عليه السلام، فيما بعد، وهو قبة (الوحي) .
وفيها أسلمت خديجة، فهي أول من آمن بدعوته ( ص ) إلى الإسلام.
كما وفيها أسلم الامام علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وفيها مكث النبي ( ص ) في هذه الدار نحو ثمان وعشرين سنة: ثلاث عشرة سنة مدة الدعوة بمكة المكرمة، وقبلها مكث خمس عشرة سنة، باعتبار أن النبي ( ص )تزوج وعمره خمس وعشرون سنة ، ونزل عليه الوحي وهو في الأربعين من عمره ( ص ) .
هذه الدار شهدت عدة أحداث؛ فقد درج بعض كفار قريش الذين يسكنون بجوار الدار على إلقاء الأوساخ والدماء أمامها أو على بابها.
واشتهر بذلك عم النبي ( ص ) ، أبو لهب وزوجه أم جميل بالحطب.
وكان بعض كفار مكة، يأتون إلى الدار ليسمعوا القرآن ويلغَوْا فيه. من هؤلاء أبو جهل، الذي كان يستمع، ثم يأتي اليوم التالي ويستهزئ بالنبي ( ص )، ويؤذيه.
شهدت هذه الدار، استقبال المسلمين الجدد، وإكرامهم وإطعامهم من السيدة خديجة.
وأقيمت فيها الدروس خاصة دروس النساء، كما هي دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كان القرآن الكريم يدوّي بها.
وشهدت هذه الدار محاصرة الكفار للنبي ( ص )، عندما أراد الهجرة ليثرب، وعزمهم على قتله.
وفيها بات الامام علي بن أبي طالب ( ع ) مكان النبي ( ص ) الذي خرج منها نهائيا، ولم يعد.
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق وشعبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى