لتكن مستعدا

🖋️ الشيخ محمد الربيعي
الخطاب الى اصحاب السياسة و السلطة و النفوذ والحكم و المناصب و الاموال بالدرجة الاولى ومن ثم الى بقية عامة الناس ….
يعيش الإنسان في هذه الحياة الدنيا منصهراً في زخرفها ومتاعها، حتى يصل الحال إلى أن ينسى هذا المسكين أنه سيصل لأجل محدود، ووقت معدود، وأنه لا بد من النهاية التي لا مفر منها ألا وهي الخروج من هذه الدنيا، وهذه والله هي أكبر الآفات المتفشية في أوساط الغالبية العظمى من الناس بل أوساط المجتمع المسلم – إلا من رحم الله عز وجل -؛ أعني اللهو في الدنيا، والانشغال بزخرفها دون أن ينظروا إلى العواقب من وراء هذا.
وكثير من الناس – إن لم نقل الكل – إذا ما عُرض عليه أمر، أو صفقة، أو مقابلة هامة مع مسئول؛ فإنه يستعد لها أتم الاستعداد، ويتجهز بأفضل ما لديه من الثياب الحسنة، والعطر الجميل، والمظهر اللائق، وما إن يأتي الموعد حتى يكون هذا الشخص على أتم الاستعداد له، فإذا ما سُئِلَ: هل أنت مستعد لهذا الموعد؟ تراه يجيب بكل ثقة بالإيجاب، وهذا السؤال يطرح نفسه في كل جوانب الحياة، حتى إنه ليطرح نفسه في جانب غفل عنه الكثير من الناس، ولم يرعوا له أي اهتمام، وهذا الجانب هو جانب انقطاع العبد من الدنيا وزينتها وزخرفها، وانتقاله إلى الموت، وحياة البرزخ، والبعث والنشور، والحساب والعرض على الله – عز وجل -، ثم الجنة أو النار.
محل الشاهد :
تخيل أنك الآن في بيتك وبين أولادك، وفجأة نزل عليك ملك الموت ليقبض روحك، فهل أنت مستعد للموت؟، وهل أنت مستعد لأن تقبض روحك وتدخل القبر؟ وماذا ستكون آخر كلمة تنطقها أهي لا اله إلا الله أم ستكون كلمة أخرى؟ هل ستكون ممن قال الله – عز وجل – فيهم: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}، أم ممن قال الله فيهم: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} فيكون الرد القاسي من رب العزة والجبروت: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، هل أنت بالفعل مستعد لملاقاة الله – تبارك وتعالى -؟.
وأنا على يقين أن هذا السؤال لو طرح على الكثير من أبناء المسلمين اليوم لأجاب الأغلبية العظمى بالنفي، وعدم الاستعداد لهذا الموقف الذي لا محيد عنه، ولا مهرب من دخوله؛ رغم كونه محققاً.
والإنسان العاقل لا بد أن يستعد للأمر الذي يعلم متى سيقع، لكن الأمر الأشد والأعظم أهمية هو أن يستعد للأمر المتأكَّد من حدوثه، والذي لا يدري متى سيقع؟
وإن الموت والحياة نعمتان أنعم الله – سبحانه وتعالى – علينا بهما، حياة للعمل، وموت للجزاء والحساب، فأين نحن منهما؟ ولو سئلت عن حياتك التي تعيشها الآن كيف تعيشها؟ وهل هي عيشة الطائعين المخبتين لرب العالمين، أم عيشة التائهين الضائعين الهاربين عن طاعة أرحم الراحمين؟ فماذا سيكون جوابك؟، ثم إن سُئِلتَ عن موتك وهل أنت مستعد له فماذا يا ترى سيكون جوابك؟
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق وشعبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى