يجب ان يكون لزهراء ( ع ) وجودا في حياتنا

🔸 *يجب ان يكون لزهراء ( ع ) وجودا في حياتنا*🔸
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
في هذا الجوّ من الحزن لذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) و الذي يتزامن مع الهجمات الهمجية التي يقودها الكيان الصهيوني ضد الشعب المسلم المغصوبة ارضة و حقة فلسطين ، أريد أن ندعو السيدة فاطمة الزهراء (ع) إلى زيارتنا، أن يزورنا روح السيدة فاطمة وخلق السيدة فاطمة وحركة السيدة فاطمة ودور السيدة فاطمة ومناجاة السيدة فاطمة لله، وحركتها في توجيه المجتمع في الخطّ الذي يرفع للمجتمع مستواه ويقرّبه إلى الله.
ذلك هو ما نحتاجه في ذكرى اهل البيت ( ع ) ؛ أن نقول لها في يوم ذكرى شهادتها : يا سيّدة النساء، ها هو جمهور النساء والرّجال ممن آمنوا بالرّسالة في إيمان أبيك بالرّسالة، وممن انفتحوا على زوجك في حركته في الجهاد، وممن انطلقوا مع ولديك الحسنين ومع الأئمّة من أولاد الحسين (ع) في خطّ الإسلام، يبنون للإسلام قاعدةً في كلّ مكان في خطّ أهل البيت، ويرفعون للإسلام هياكل في كلّ موقع من خلال أجواء أهل البيت (ع).
ونحن عشنا كلّ حياتك يا سيّدة النساء، عشناها في كلّ عاطفتك، وكلّ حنانك الذي أعطيته لأبيك، لا بصفة الأبوّة في شخصيّته، ولكن بصفة الرّسالة في وجدانه وفي حركته ووجوده.
ولذلك، فإنّ عاطفتك تحوَّلت من عاطفةٍ إلى الأب، إلى عاطفة إلى الرسول، إلى عاطفة إلى الرسالة، إلى عاطفة لكلّ الأمّة التي سارت في خطّ الرسالة.
ولذلك، نحن يا سيّدة النساء، في كلّ هذه العاطفة الفيّاضة بالطّهر والحنان، نتحسّسها في كلّ حركتنا، وفي كلّ الآلام التي نعيشها، عندما يحتاج الحزين إلى لمسة حنان، وعندما يحتاج المثقل بالهمّ إلى شحنة من العاطفة.
لهذا، نحن عشناك يا سيّدة النساء، وفينا الذين يشعرون بعقدة النقص من شغل المرأة في البيت، فيخيَّل إليهم أنَّ شغل البيت يمثّل انتقاصاً للمرأة وتجميداً لطاقاتها.
إنّنا عشناك يا سيّدة النساء، وأنت المثقلة بالأولاد ولداً ولداً، والمثقلة بمسؤوليّة الزّوج الذي كان ينطلق من حربٍ إلى حربٍ من أجل الإسلام، وفينا الذين لا يرتاحون للزّوج إذا كان مجاهداً، ولا يرتاحون للبيت إذا كان مثقلاً بالأولاد… وكنت تعيشين مثقلةً بالأولاد، وكنت تعيشين ثقل المسؤوليّة مع الزوج المجاهد، كان يأتي من الجهاد وسيفه مصبوغ بدماء أعدائه، ويعطيك السّيف لتغسليه، لتعرفي كيف استطاع زوجك أن ينصر الإسلام بهذا السّيف، ويعلّق أبوك رسول الله وهو يراكِ تغسلين السيف، ليقول لكِ: هذا سيفٌ طالما جلا الكرب عن وجه رسول الله وعن الإسلام.
وعشناك وأنت في بيتك تعجنين للخبز، وتطبخين وتعملين بكلّ جهد، وأنت الإنسانة الضّعيفة الجسد، ولا تشعرين بمشكلة حتى وأنتِ تقاسين ذلك كلّه، وعندما أرادكِ عليٌّ (ع) أن تذهبي معه إلى رسول الله لتطلبي منه خادمة، لم تتجاوبي، ولكنّك أطعتِ رغبته، لأنّك أردت أن تعطي المثل على أنّ المرأة الفاضلة المخلصة تطيع زوجها فيما كان حقّاً، حتى لو لم يكن ذلك على رغبتها.
وذهبتما إلى رسول الله، ولم تتحدّثي له عن شكوى، ولكنّ عليّاً كان المتحدّث، وهو يعيش في حسِّه كلّ آلامك التي كان يتحسّسها في كلّ يوم، قال: “يا رسول الله، إنّها استقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها، وطحنت بالرّحى حتّى مجُلت يدها، وكسحت البيت حتى غبرت ثيابها، وأوقدت النّار تحت القدر حتّى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيتِ أباكِ فسألتيه خادماً يكفيك ضرّ ما أنت فيه من هذا العمل”.
وكان رسول الله (ص) لا يريد في مرحلته تلك لأهل بيته أن يبتعدوا عن المستوى العاديّ للناس، فقال لهما: “أفلا أُعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما، فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبّرا أربعاً وثلاثين”.
وأخرجت (ع) رأسها وقالت: “رضيت عن الله ورسوله” .
لماذا أطلق رسول الله (ص) هذه الوصيّة لهذه الإنسانة المثقلة بالجهد والتّعب، لماذا ذلك؟ لأنّه كان يعرف ابنته فاطمة، ربّاها على يديه، وعاشت روحيّته عندما كان يناجي الله في اللّيالي، وانطلقت تأخذ أخلاقه خُلقاً خُلقاً، وكانت تراقبه والآلام تشتدّ ضغطاً عليه والنّاس يقسون عليه، كانت تراقبه وهو يتخفَّف من كلّ آلامه بالجلوس مع ربِّه: “إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي”.
وتعلّمت من رسول الله أنّها إذا اشتدَّت بها الآلام، ولم تجد هناك أيّ مجالٍ تستطيع من خلاله أن تتخفَّف من آلامها بطريقة ماديّة، انفتحت على الله، فرأت في ذكر الله بلسم كلّ جراحاتها، ورأت في ذكر الله التّخفيف عن كلّ آلامها.
ولذلك، كان يقول لهما: “إذا أخذتما منامكما”.
والإنسان عادةً ينام بعد أن يقضي كلّ نهاره بالجهد، ويشعر بالتّعب الذي يفرض عليه أن يرتاح، ليذكر الله بأنّه الأكبر من الألم ومن كلّ شيء، فيقول: “الله أكبر”، وليتحسَّس مواضع نعم الله عنده فيقول: “الحمد لله”، وليستجلي عظمة الله في الكون، الّذي خلق اللّيل والنّهار بقوَّته، وميَّز بينهما بقدرته، وخلق السموات والأرض، ليستجلي عظمة الله فيقول: “سبحان الله”.
وانطلق هذا الذّكر ليخلّد للزهراء اسمها وآلامها.
وها نحن بعد كلّ صلاة نسبّح تسبيح الزهراء، وقبل كلّ منام نسبِّح تسبيح الزّهراء.
وهذا ما ينبغي لكلّ الإخوة والأخوات أن يتحسّسوه؛ أن لا تعيشوا مسؤوليّاتكم في البيت عن الأولاد وعن الزّوج وعن الأب وعن الأمّ على أنّها عمل روتينيّ جامد جافّ نمارسه لأنّ الوضع يفرض علينا أن نمارسه، إذا عشتم المسؤوليّة بهذه الطريقة، فلن تستطيعوا أن تستمروا في المسؤوليّة، لأنّ الإنسان إذا لم يحبّ عمله، فلن يستطيع أن يُبدع في عمله، وإذا لم يحبّ دوره، فلن يستطيع أن يرتفع بدوره، وإذا لم يحبّ الناس الذين هو مسؤول عنهم، فإنه لا يستطيع أن يفيدهم كثيراً.
اذن علينا نتيجة القول : ان نعيش وروح السيدة فاطمة معنا بحقية الوجود المتمسك بقولها و فعلها المنفتح على كافة اصعدة الحياة
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى