تلوث التربة بقضاء بيجي يعود الى مقبرة الارتال المعطوبة للجيش الامريكي
![](wp-content/uploads/2023/05/IMG-20230522-WA0055.jpg)
تلوث التربة بقضاء بيجي يعود الى مقبرة الارتال المعطوبة للجيش الامريكي
اقبال لطيف جابر
عالم عراقي
نظراً للنقص الحاد في فيتامين (د) النماذج المختبرية لدم المصابين بمرض لين العظام والمصابين بمرض هشاشة العظام من سكنة قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين شمال الرعاق ,كما ان الانتشار المتزايد للامراض السرطانية والامارض النادرة والمستعصية
وكذلك اختفاء الضفدع من بيئة القضاء والموت الغامض للحيوانات الاليفة القطط والكلاب وفشل انبات البذور للمحاصيل النباتية والورقية كل تلك المعلومات تم التعرف عليها من خلال توثيقي للواقع البيئي في قضاء بيجي , حيث تقدم اهالي القضاء بمطالبتهم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بتقديم اعتذار رسمي لجمهورية العراق عن غزوهم وتدميرهم البلد وكذلك مطالباتهم بالتعويضات المادية والمعنوية من التحالف الدولي عن الاصابات المرضية الخبيثة وتدمير الاجيال بالتشوهات الخلقية وباعداد كبيرة ومستمرة بالتقديم حتى اعداد هذا التقرير , الامر الذي قاد الى اجراء فحوصات على تربة قضاء بيجي لمعرفة المعادن الثقيلة السامة وتحديد مستواها في التربة ومعرفة مدى تاثيرها على الصحة العامة والبيئة , وتم اخذ عينات من التربة من قرية هونداي في ناحية الصينية وقرية الايوبي شرق قاعدة سبايكر ومركز قضاء بيجي وذلك لاحتساب التوصيلة الكهربائية وحامضية التربة والكلورايد والنترات والفوسفات والكبريتات والمواد الصلبة الكلية والمغنيسيوم والكالسيوم والمعادن الثقيلة مقدرة بوحدة الملغم /لتر وفحصها في جهاز طيف الامتصاص اللهيبي في احدى المختبرات الوطنية المعتمدة في العاصمة بغداد ,فاشارت النتائج الى ارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة في التربة الحديد والنحاس والرصاص والكوبلت والكادميوم والكروم والنيكل والزئبق والخارصين على التوالي عن الحدود المسموح بها دوليا وقد تم التركيزفي قضاء بيجي عن سبب ارتفاع تراكيز الكادميوم في التربة حيث تصدرت قرية هونداي بالمرتبة الاولى ثم قرية الايوبي ثم مركزقضاء بيجي عن الحدود المسموح بها دوليا ذلك لانتشار الامراض الجلدية النادرة بين سكان بيجي وعلاقة ذلك بالتعرض للكادميوم وانخفاض فيتامين (د ) في اغلب السكان بالمنطقة المسبب بمرض لين العظام وهشاشة العظام وهذا يتفق مع الدراسات العالمية , حيث اكدت كاترينا سميرنوفا من معهد سوكولوفسكي لعلوم التربة والكيمياء الزراعية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا إن عينات التربة من منطقة خاركيف أظهرت بالفعل زيادة في تركيز المعادن الثقيلة المسببة للسرطان مثل الرصاص والكادميوم,وذكر ((Gunnar F. Nordberg,1974 تم تحديدالكادميوم كسبب لوباء لين العظام في اليابان لتناول الرز المزروع في تربة ملوثة بالكادميوم,كما وجد (George Kazantzis,2008 ) في دراسته التي أجريت على الحيوانات أن الكادميوم يحفز تكوين ونشاط ناقضات العظم ، مما يؤدي إلى تحطيم مصفوفة الكولاجين في العظام. مما يؤدي إلى الإعاقة وارتفاع تكلفة الخدمات الصحية ,فيما اشار(Hongfu Wang واخرون,2003) إلى أن الكادميوم مادة سامة للكلية ويمكن أن تتداخل مع استقلاب فيتامين (د).وان التعرض البيئي للكادميوم يرتبط بزيادة فقدان كثافة المعادن في العظام لدى كل من الذكور والإناث ، مما يؤدي إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور ، خاصة عند كبار السن والإناث. واشارت دراسة(NHANES) 2003-2006) الى انه يمكن أن يؤدي التعرض البيئي للكادميوم إلى تفاقم مرض الصدفية. وان الكادميوم ملوث بيئي يزيد من مستويات الالتهاب ويؤثر على جهاز المناعة. وفي دراسة ل (انيسة واخرون,2020)قسم الصحة البيئية ، كلية الصحة العامة ، إندونيسا عادة ما توجد عناصر مثل الكادميوم والرصاص والزئبق في أمراض الجلد المزمنة (الصدفية وسرطان الجلد) في اختبار بيولوجي هذا ويؤكد سكان قضاء بيجي ان معارك الانتقام عاصروها بوجود الاحتلال الامريكي هذه المعارك القيت بظلالها على البيئة اثارا سيئة على المدى الطويل وكانت بدايتها في عام 2003حدوث عملية انزال جوي للقوات الامريكية فوق ناحية الصينية بقضاء بيجي وحدث مالم يكن متوقعا لقوات الانزال من اشتباك بري مع اعضاء الفرق حزب البعث لناحية الصينية والعشائر المتصدية للقوات الغازية وباسلحة خفيفة تكبدت فيها القوات الامريكية خسائر ,الامر الذي استدعى الى تدخل طائرتان حربيتان امريكيتان قامتا بالقصف العنيف بقذائف اليورانيوم المنضب على تجمعات المقاتلين البعثيين والعشائر المسلحة وعلى السيارات حتى انصهرت جميع السيارات وحتى اجساد المقاتلين مما تعذرعلى ذويهم التعرف على جثثهم في حين لم يعثرو على جثث البعض منهم بتاتا, ثم انسحبت تلك الطائرتان الحربيتان لتحلق بعدهما سمتيات الاباتشي لتكمل عملية الابادة الجماعية على قضاء بيجي حيث فتحت نيرانها لتقتل كل شيء يمشي على الارض بناحية الصينية وقرية هونداي ومركز القضاء وقصف مصفى بيجي والمصفى الصغير في ناحية الصينية ومعامل انتاج الغاز و انتاج الاسمنت وقصف قاعدة الصحراءء الجوية والتي سميت بعد احتلالها بقاعدة اسبايكر والمقرات العسكرية والمنشات الحيوية مع عمل سواتر ترابية وعزل ناحية الصينية بالكامل بسبب العمليات القتالية للمقاومة العراقية المتواصلة ليل نهار على المقرات الامريكية في قاعدة اسبايكر , كما سيطرت القوات الامريكية على مخازن العتاد للاسلحة الثقيلة لوزارة الدفاع العراقية وتقدر مساحتها بحدود 5 كم فقامت القوات الامريكية بتفجير هذه الاسلحة يوميا وبالتحديد عند الساعة الواحدة ظهرا فيولد هذا التفجير هزات بالارض وتتاثر المنازل والمحلات التجارية بها كما تولد سحابة بيضاء سميكة تحلق في سماء بيجي , ومن الجدير بالذكر ان قرية هونداي تابعة لناحية الصينية في قضاء بيجي كانت تسمى قرية السلام قبل الاحتلال الامريكي وتضم مجمع حكومي ومصنع للصواريخ ومخازن العتاد للجيش العراقي قامت القوات الامريكية بتدميره بالكامل لما تبقى بعد تدميره بالقصف بالطائرات ,هذا وقد شهدت قرية هونداي معارك طاحنة وشرسة بين قوات الحرس الجمهوري وبين القوات الامريكية التي فشلت في المواجهه البرية مع القوات العراقية المسلحة كما فشلت وتكبدت بخسائر كبيرة على يد المقاومة العراقية وان معارك الانتقام هذه ادت الى ظهور المجاميع المسلحة لتنظيم داعش لتزداد ساحة الحرب وقودا من المركبات الثقيلة السامة الضارة على البيئة والصحة العامة ,هذا وقد استقرت القوات الامريكية بقاعدة الجوية الصينية للسمتيات لغاية انساحبهم من العراق اذ كانت هدفا تحت مرمى نيران المقاومة العراقية التي تستهدف الارتال المحتلة القادمة من محافظة الموصل الى قاعدة الصينية الجوية بالعبوات الناسفة والارتال العسكرية والمدنية التي تخرج من قاعدة الصينية ليتم تدميرها بالكامل, فتقوم بعدها القوات الامريكية بسحب الارتال المعطوبة الى داخل قاعدة الصينية الجوية وغسل الشوارع التي حدث بها الانفجار وكأن لم يكن شيئا ولم يبقى اي اثرللهمرات والارتال المعطوبة وبعد التقصي عن مصير تلك الاليات المعطوبة تبين انها اما تذهب للتصليح او تدفن او تحرق داخل السياج الامني للقاعدة مسببة تصاعد لسحب دخان الحرق ذوو اللون الاسود الخانق ,ومن جهة اخرى ان قذائف وصواريخ المقاومة العراقية كانت تطلق يوميا على القاعدة وتصيب الاهداف مباشرة محدثة حرائق داخل قاعدة اسبايكر والصينية فيكون الرد للجيش الامريكي على هجوم المقاومة العراقية باطلاق الصواريخ على المكان الذي انطلق منه الهجوم وهو ما يؤيد تلك المعلومات ماورد عن الجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية قائلا كثير من المعدات الأمريكية تعطلت بسبب الإجهاد والإهلاك، والحركة، كرا وفرا في أرض المعركة, و أن عمليات إصلاح وتعويض هذه الأسلحة ستأخذ وقتا طويلا ,وكذلك في جلسات استماع بالكونجرس في يناير 2007 قال الجنرال تشارلز اندرسون مدير تطوير الجيش أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهوزية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها,وقد أعلن الجيش أن كل الدبابات أبرامز وبرادلي العائدة من العراق تم إرسالها إلي المستودعات لإصلاحها وتقدر بـ( 100000)مئة الف قطعة من الدبابات بكلفة 800 الف دولار للدبابة الواحدة ولكلفة التصليح العالية لجأت القوات الامريكية الى حرق ودفن الاليات المعطوبة في قضاء بيجي وهي تحتوي ضمن اجزائها البطاريات التي يدخل عنصر الكادميوم في صناعتها كما يستخدم في المفاعلات النوووية لقدرته على امتصاص النيترونات .
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع في حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية