في مستشفى الاطفال

بقلم / فراس الحمداني

في العراق ظروف خاصة واستثنائية قد تختلف عنها في البلدان الاخرى .. ولأجل ذلك فأنك في أي مؤسسة حكومية لن ترى الحقيقة الكاملة الا اذا تعايشت مع تفاصيلها وأسبرت اغوارها .. هنا سأروي لوزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي المحترم ما شاهدته في مستشفى الاطفال في كركوك بكل شفافية ومصداقية وأرجو ان يتسع صدر معاليه لما سأرويه فانا شخصيا” قد صدمت من الواقع الذي تعايشت معه خلال مرض طفلتي الصغيرة التي رقدت لأيام هناك ..
و القضية بدأت عندما دخلنا للمستشفى وابرزت للموظفة المعنية هوية نقابة الصحفيين العراقيين تطبيقا” لما وردني من قرار ينص على ان علاج الصحفيين وعوائلهم مجانا” في المستشفيات الحكومية وقد.توقت ولم اتفاجىء من رد الموظفة المعنية بعد اتصالها بمسؤولتها حيث قالت بان هذا القرار غير معمول به عندهم ولم تردهم اي كتب رسمية او تعليمات لتطبيقه..
وحقيقة انا لست بصدد هذا الامر وللامانة المبلغ كان رمزيا” ولكني فقط اردت ان اتأكد من مدى صحة تطبيق القرار المعلن سابقا” لا اكثر ..
بعدها وهذا هو المهم.. دخلنا الى المستشفى فوجدت ((بلا اي مجاملة)) خلية نحل منظمة وملائكة رحمة حقيقيين .. ادارة و اطباء وكادر .. الكل يواصلون الليل بالنهار ويقدمون خدمة ومهنية عالية قل نظيرها في زماننا هذا..
أقسم بالله اني رأيت بعضهم يركضون ركضا” ليقدموا للاطفال المرضى الرعاية الطبية المطلوبة .. حتى هنا الامور طيبة .. ولكن .. وآآآه من ال(لكن) .. يا معالي الوزير .. المستشفى ردهاتها صغيرة لا تكفي لمحافظة كبيرة مثل كركوك ترتبط بها اقضية ونواحي وقرى كثيرة جدا” وللامانة واكررها فان الكادر يبذل جهود كبيرة جدا” ولكن تلك الجهود قد تفقد نصف قيمتها حين تصطدم بواقع المستسفى والزخم الكبير عليها .. يا معالي الوزير تعال الى كركوك وقم بزيارة الى مستشفى الاطفال وستجدها اكثر من غيرها بحاجة لرعايتكم.. وبحاجة لتوسعة وتجديد وتجهيز وتاثيث وصيانة وبنى تحتية .. نعم تحتاج لرعاية واهتمام ودعم الوزارة بل تحتاج الى عناية الوزير بشكل مباشر .. فانني أكاد اجزم ان بعض اسرتها ومعداتها القديمة عقود من الزمن!!
و لكي تتاكد بنفسك من كلامي يا معالي وزير الصحة ادعوك وانت اهل لدعوتي ان تقوم بزيارة الى مستشفى الاطفال في كركوك وان تكرم كادرها ليكونوا قدوة لغيرهم .. ولانه وكما يقال الوحدة بآمرها .. فانني وبأسم اهالي مدينتي اقدم تحية مهنية اليك اولا ومن بعدك للدكتور نبيل حمدي مدير صحة كركوك وللدكتور شاهين كامل مدير مستشفى الاطفال في كركوك وللدكتور علي موسى مسؤول الردهة الثانية في مستشفى الاطفال وكل كادرها وهم يستحقون كتاب الشكر والتقدير من معاليكم وجدارة ودون اي محاباة ومن يشك بكلامي فليسأل عني وسيجد انتي لست ممن يجاملون على حساب الحق او الحقيقة…
اللهم أني بلغت.. اللهم فأشهد.