من ينقذ الليث بن سعد؟
سلمى حسن القاهرة
في أحدي جوالاتي بالقاهرة الحبيبة لفت نظري مسجد الإمام الليث بن سعد ذهبت لصلاة العصر وأخذني الفضول لمعرفة الكثير عنه استقبلني حارث المسجد أحسن استقبال، والعجيب أنه قدم لى واجب الضيافة، وقال أن هذا من عادات المسجد، استغربت جدًا وقلت رحم الله الليث كان كريمًا حيًا وميتًا.
وعصف الحزن بي بعد تطلع عيناني لحالة المسجد المزرية، وما أل ألية حال رمز من أهم رموز الدولة المصرية الكبيرة قديمًا.
برغم شهرة الإمام الليث بن سعد الكبيرة لكن تلامذته لم يحفظوا أثره، حتى أن الإمام الشافعي الذى حاول
أن يجمع من تراثه وآثاره قدر ما يستطيع عانى كثيرًا فى سبيل هذا الغرض.
كما عانى أيضًا الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي وهو يجمع ما ورد عنه ليضمنه فى كتابه “الأئمة التسعة” من نفس المأساة التي عانى منها الإمام الشافعي.
وفى الحقيقة، لا يعرف الواحد كيف يندثر أثر رجل كهذا كانت له من المكانة ما جعلته مقصدًا للعامة والخاصة والصفوة، والملوك والفقراء والمساكين، وكيف لا يحتشد تلاميذ الإمام الليث وراءه ليدونوا كل ما يكتب مثلما فعل تلامذة أبي حنيفة ومالك والشافعي.
نشأ الليث بن سعد طالبًا للعلم، حريصًا على أن يتلقاه من الشيوخ والعلماء، فطاف البلاد كثيرًا لأجل هذا الأمر، وتلقى الليث العلم عن كبار شيوخه في مصر، مثل يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وغيرهما من المصريين، ومن غير المصريين أمثال نافع المدني، وعطاء بن أبي رباح وابن شهاب الزهري وسعيد المقبري وابن أبي مليكة وأبو الزبير المكي وعقيل ويحيى بن سعيد وغيرهم.
وقد قال عنه الإمام مالك: كتبت إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا وثياب جيراننا فأنفذ إلينا ما صبغنا به ثيابنا وثياب صبياننا وثياب جيراننا وبعنا الفضلة بألف دينار.
فالعصفر هذا مادة تصبغ بها الملابس والإمام مالك طلب من الإمام الليث قليلًا، فأرسل له ما يكفيه وجيرانه وتبقى منه ما باعه الإمام مالك بألف دينار، يا لكرم الإمام الليث.
ولقد تناولت كثير من الكتب سيرة الإمام وتتبعت بشغف أى قطرة عنه تروي ظمائهم فى معرفته، ألا أننى أري أن كل ما تم جمعه يعد نقطة فى بحر علمة وحياتة.
مصادر الكتب
سير أعلام النبلاء للذهبي.
– حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبو نعيم.
– صفة الصفوة لابن الجوزي.