( سفينة الموت ) لـ صفقة المواشي شبح يقترب من حدود حياة العراقيين
مناشدات شعبية بإيقاف هذه المجزرة المحتملة . أين دور المؤسسات المختصة والجهات الرقابية !؟
تقرير – ميسان / كواكب علي السراي
بالتزامن مع موعد قرب حلول ايام شهر رمضان المبارك لل عام 2024 , وحاجة العوائل العراقية للتبضع والتجهيز لهذه الأيام المباركة كـ عادة العراقيين المتوارثة في كل عام , لكن هذه العادة تقريبا تلاشت او بقى يؤديها الذي لديه الإمكانية المادية , كون الأوضاع الاقتصادية بعد العام 2003 وبالأخص العام ( 2006 ) تراجعت أوضاع العراقيين المالية والاقتصادية , ولاتزال من سيء الى أسوء , كما ان المواطنين اجمع ينتظرون بلهفة ( المفاجآت ) بدل فرحة التجهيز لرمضان .
بالتزامن” مع موعد وصول شحنة الأبقار المستورة من البرازيل او التي أطلق عليها ( شحنة المواشي في سفينة الموت ) , والتي سمحت لها الحكومة العراقية بالدخول الى العراق قبل موجة ارتفاع أسعار اللحوم ,**
حيث أعلنت” وزارة الزراعة “قبل عدة أيام موافقتها” على استيراد ” 17 ” ألف رأس من العجول من مناشئ عالمية معروفة ، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء غير مبرر , كما وجّه وزير الزراعة “عباس جبر المالكي” في وقت سابق ، بضرورة فتح استيراد الأبقار والأغنام لغرض الذبح والتربية .
( موجة غلاء )
لنتفاجأ من جهة , بأخبار عن موجة الغلاء التي ضربت ( سوق اللحوم ) , حيث بدأت تأثيراته تبرز مبكرًا مع قرب شهر رمضان الكريم ، فنصف الزبائن توقفوا عن شراء اللحوم بانتظار وصول شحنة الماشية المستوردة , والترويج إعلاميا بأن “مشكلة اللحوم في العراق متراكمة وحلها بالاستيراد , والتي من المفترض أن تقود إلى انخفاض الأسعار .
( صدى مواقع التواصل )
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات المدونون والناشطون البيئيون : حول شحنة سفينة الموت , كما إنهم بالمقابل فضحوا الصفقات التي تحصل بغياب الرقابة , حيث تؤكد ضعفها في فحص البضائع المستوردة , ومدى توفر معايير الجودة الواجبة توفرها في ما يستورد .
ومن المؤمل أن تصل سفينة “الكويت” المحملة بـ 19 ألف رأس من الماشية قادمة من البرازيل ، الى ميناء أم قصر ، حيث تتواجد حاليا بالقرب من جزر القمر في المحيط الهندي شرق إفريقيا متجه الى العراق .
علما” أن الإخبار المتداولة تقول “القرار” جاء بعد موجه ارتفاع الأسعار ، ملفتا” ان الغاية من استيراد العراق للمواشي وذلك للسيطرة على أسعار اللحوم الحمراء التي ارتفعت كثيرا خلال الفترة الماضية , والأصح” ان القرار جاء بعد تداول المواقع الإخبارية ( خبر ) شحنة المواشي المستوردة من البرازيل الى العراق ” والضجة التي حصلت بسببها بعد ان رست سفينتها في مدينة ” كيب تاون” السياحية .
( حركة بيع اللحوم )
أما أخبار المواشي المستوردة فأنها بدأت “تشل” حركة بيع اللحوم في العراق , والجميع بانتظار وصول سفينة الماشي المستوردة من البرازيل , وذلك بعد مضي (48) ساعة على قرار وزارة الزراعة فتح استيراد الماشية والأغنام وقبل أن تدخل الماشية الى العراق فعليًا .
بالإضافة” , الى ان هذا القرار قد يقضي على ما تبقى من ( مربي القطعان ) إذا ما شعروا بان تجارتهم خاسرة” ، ناهيك ان على “الدولة بدل ان تقوم باستيراد الماشية , يجب ان تذهب الى استيراد اللحوم وتخلق توازن في الأسواق , مع دعم المربين بالأعلاف من اجل وضع مسار عادل لكل الأطراف , فيما يجب الحذر منه في نقل الإمراض الفتاكة .
( تساؤلات )
ما هذا الإصرار من قبل الحكومة , لكي تصدر مثل هذا القرار لاستقبال هذه الشحنة وإدخالها الى الأسواق العراقية , علما” ان رائحة كريهة غزت العاصمة ( كيب تاون ) لـ جنوب افريقيا من سفينة ( الموت ) كما سميت والتي تحمل مواشي إلى العراق , ومن يقف خلف شحنة المواشي النافقة هذه , هل من استوردها جهة حكومية ام قطاع خاص , ولماذا لم تعلن أي جهة رسمية او غير رسمية عائديه هذه الشحنة لها ؟
( رأي وزارة الزراعة )
في نفس السياق صرح مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة بوزارة الزراعة ( ثائر صبري ) قائلا” : أن الشحنة تابعة لمستثمر عراقي , لافتا” الانتباه ان الشحنة ستفحص عند وصولها وستضع المواشي في الحجر الصحي لتقديم الرعاية لها .
أما نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية ( سوزان كوجر ) فقالت : أن اللجنة لا تمتلك إي معلومات بخصوص السفينة المحملة بالآلاف من المواشي القادمة الى العراق , والمشتبه نفوق بعضها خلال الرحلة .
ومن جانبه صرح” المتحدث باسم الوزارة ( محمد الخزاعي ) : أن وزارة الزراعة أعلنت عن اتخاذ “5” إجراءات لإعادة أسعار اللحوم الى معدلاتها الطبيعية ، وأشارت الى تشجيع الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية , وأنها تدعم استيراد اللحوم , وان المواشي المستوردة الى البلاد تخضع لإجراءات صحية وبيطرية معقدة ، شأنها شأن أي محصول زراعي ويدخل ضمن برنامج الرزنامة الزراعية , وتفتح الحدود في حال حدوث شح وغلقها في حال حدوث فائض بالمنتج , كون البلاد تعاني حالة الشح في اللحوم الحمراء وبالتالي ارتفاع أسعارها ، وهو ما دعاها الى اتخاذ إجراءات لمعالجة الارتفاع ، منها تسهيل عمليات الاستيراد ، ومنح الإجازة وتسهيل نقل المواشي بين مختلف المحافظات ، فضلاً عن السماح باستيراد المواشي من الأغنام والأبقار الحية لأغراض الذبح ولأغراض التربية”، منوهاً بأن هذه تعد نقلة كبيرة في قرارات الوزارة ” .
كما أوضح “الخزاعي” : انه لم يتأكد من وجود مرض وبائي بهذه المواشي , وربما أسباب الروائح المنبعثة منها كثيرة أبرزها المخلفات التي تفرزها هذه الحيوانات ولمسافات بعيدة جدا , وقد انطلقت السفينة من ميناء كيب تاون في (21) شباط الجاري أي قبل 8 أيام ، متوجهة نحو بحر العرب ومن ثم الى ميناء أم قصر .
( تواجد المجلي الوطني )
فيما أطلق المجلس الوطني على السفينة اسم “سفينة الموت الكويتية” التي صعد على متنها مفتشون من المجلس الوطني لجمعيات منع القسوة على الحيوانات , وأرجع الرائحة إلى الظروف المروعة التي تعيش فيها الماشية , بعد أن أمضت أسبوعين ونصف في عرض البحار، مع تراكم الروث وغاز الأمونيا.
فيما قال مدير عام دائر البيطرة ( ثامر حبيب حمزة ) : إن “شحنة المواشي المستوردة من البرازيل سليمة وتم منحها الشهادة الصحية البيطرية بالدخول إلى العراق ، بالإضافة إلى شهادة التصريح من دولة البرازيل” , مشيراً إلى أنه “بعد وصول الشحنة إلى العراق ، سيتم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة ، وهي حجر الحيوانات وفحصها بالكامل ، وبعد التأكد من سلامتها تدخل البلاد .
من جهة أخرى , نرى تصريحات الجهات الحكومية “غريبة” , حيث تصب في مصلحة من استورد هذه الشحنة , لنرى أن المجلس الوزاري للاقتصاد قرر تخفيض الرسوم الكمركية على المواشي والأغنام المستوردة بنسبة “50” بالمائة ولمدة ( سنة واحدة ) .
ويذكر” ان مصادر معنية ورسمية في العراق ، تعزو إهمال ملف الثروة إلى ارتباطها بصفقات استيراد مستلزمات الثروة الحيوانية التي تهيمن عليها ( جهات وأحزاب سياسية متنفذة ) ، ما منع الجهات المعنية من دعم قطاع الثروة الحيوانية حفاظاً على مصالح الجهات المهيمنة على هذا , مما تسبب :
- غياب الدعم الحكومي لقطاع الثروة الحيوانية تسبب بترك أكثر “60%” من مربي الحيوانات .
( عمليات تهريب المواشي )
- وزارة الزراعة أوقفت خطط دعم المزارعين بالحبوب العلفية كالحنطة والشعير ما تسبب بتردي قطاع الثروة الحيوانية .
- ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة بشكل كبير .
- ارتفاع أسعار اللحوم من ( 12 الى 18 ) ألف دينار للكيلوغرام الواحد بسبب قلة الأغنام وتناقصها بشكل كبير .
- انخفاض معدل الشراء بنسبة تصل الى تواصل السفينة رحلتها إلى العراق .
حين ننظر الى ما يجري , في الواقع وما نسمعه من تصريحات نستنتج منها ان هناك غموض يلف القضية كلها , لماذا العجب حين نرى الجهات الحكومية تتكتم ولا تصرح بأي شيء ( من جهة رسمية او شخصية مسؤولة ) كأنما الذي يحدث خارج العراق , ولا يخصهم بشي وليس هو من ضمن أولوياتهم , ولماذا التساؤل ان كان واقعنا امتلئ بصفقات الفساد المشبوهة وعم الفساد الإداري والمالي وأصبح له جذور في اعماق الضمائر التي انعدمت , لكن يبقى شيء يجب التنبيه له كـ سلطة رقابية رابعة للمواطنين العراقيين عليهم ان ينتبهوا وهم يحموا انفسهم من ان كانت الدولة لا تحمينا بل هي سبب موتنا وجوعنا , علينا بزيادة الوعي وان لا ننجرف وراء أي تصريح او قرار فيه الأذية والدمار والموت لنا منه ؟