اجتهادات تسعيرة قيمة الزوجة تحدث ظاهرة انتقادية واسعة بمحافظة إب اليمنية

اجتهادات تسعيرة قيمة الزوجة تحدث ظاهرة انتقادية واسعة بمحافظة إب اليمنية

د.اكرم عطران
قابلة وثيقة تيسير الزواج ذات الشروط الثمانية انتقاد واسع من قيل اكادميين وسياسيين واعلامبين وناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير …ااالخ .
الاستاذ الدكتور اكرم عطر ان
يتحدث حديث العقل والمنطق والمصلحةقائلا.
“هل يجوز تحديد (تسعيرة) مناسبة للفتيات حتى يتسنى للشاب (دفع) مايناسبه ليحصل على (فتاة) (وكالة) أو (مستعملة)؟!

مع اعتذاري على الألفاظ المذكورة أعلاه إلا أنها إجباريا تنطبق حرفيا على قرار تحديد (المهور)، الذي يجعل من الزواج أو (النكاح) عبارة عن صفقة (تجارية) تكون الفتاة فيها (سلعة) لها سعر محدد (يشتريها) (الزبون) الجاهز حسب المواصفات، وبعد أن يدفع تصبح من مقتنياته الخاصة!!

فما نجهله أو نتجاهله بأن الغاية من الزواج ليست إشباع رغبات الذكر الجنسية حتى نحدد له تسعيرة .. فالرغبة الجنسية حاجة بشرية موجودة أيضا عند الفتاة وستحصل هي أيضا على إشباع جنسي مماثل، فلماذا يدفع الذكر دون الأنثى وقد استمتع كل منهما بالآخر؟!

في الحقيقة أن الأمر أبعد من ذلك بكثير وإذا أردنا تقبل الفهم الصحيح علينا أولا أن نستبعد من رؤسنا بأن الزواج هو عملية بحث عن (فروج) و(أجساد) لتفريغ شهواتنا الحيوانية..!

بل إن الزواج هو أرقى وأسمى من ذلك بكثييير جدا .. فالزواج هو علاقة إنسانية راقية تسمو فوق سنن تزاوج بقية الحيوانات بحيث يحقق فيها كل من الذكر أو الأنثى الارتباط بشريك حياته (المناسب) الذي سيقضي معه بقية عمره، والذي سوف ينجح معه أو معها في تكوين أسرة وعائلة جديدة سعيدة وصالحة..!

أي أنه ارتباط مصيري بين ذكر وأنثى لا ينعقد أبدا بأي مال أو ثمن كـ(مالك أو مملوك)، وإنما ينعقد فقط بتراضي واقتناع كل منهما بالآخر وقبوله به كـ(شريك) للحياة مرغوب ومناسب لتكوين أسرة وعائلة وفق عهود ومواثيق يتوافقا عليها معا وعليهما الالتزام والوفاء بها..!

فالزواج ليس صفقة وإنما علاقة شراكة، والفتاة فيه ليست سلعة، والشاب ليس زبون، وإنما كل منهما هو شريك أساسي له حق الاختيار والقبول والرضى والرغبة والموافقة على الارتباط بنفس ماللآخر من تلك الحقوق..!

لذلك فإن الشرط الوحيد المطلوب لانعقاد النكاح هو:
أن (يؤمن) كل منهما بالآخر .. وخلوا بالكم من كلمة (يؤمن) لانها قد تثير جدلا لاحقا..!

وجميعنا نعلم أنه يمكن عقد النكاح ويكون صحيحا بدون الحاجة لأي (أموال)، وبدون دفع فلس واحد من أي طرف للآخر، فيكفي أن يقول أحدهما (مؤمنا) ومقتنعا (زوجتك نفسي أو أريدك زوجة) ويقول الآخر (مؤمنا) ومقتنعا (قبلت) لينعقد النكاح بينهما ويكون صحيحا..!

فما هي قصة مايسمى ب(المهور) من أين جاءت؟! ولماذا وكيف صارت عقبة في طريق الشباب والفتيات؟!

في الحقيقة إن مايعرف بالمهور هي تكاليف يفترض أن يتم توفيرها لتأمين (حصن) أو مسكن وبيت للزوجية لإتمام الزواج باستقلال الزوجين معا في ذلك (العش) الذي يبنيه ذكر وأنثى الطيور ليكون حصنهما الجديد، لأن الأصل في الزواج هو (التحصين) ومايلزمه لتكوين أسرة جديدة مستقلة بذاتها كما سنبين لاحقا، ولكن للأسف مع سيطرة الطمع والجشع على نفوس الناس، ومع بعض العادات والتقاليد السيئة التي طرأت أو تطورت للأسوأ تحولت تلك التكاليف إلى نفقات باهظة يبددها الأهل بإسراف وبذخ في الولائم وما يسمى الكسوة والذهب والطلبات المعجزة والعادات الدخيلة التي لاحاجة لها ولافائدة منها غير المحاسدة والمكابرة والتفاخر حتى صار الزواج عبئا ثقيلا بل ومستحيلا أحيانا على الطرفين معا، وكل هذا بسببنا نحن ولا علاقة للدين والمشرع به من قريب أو بعيد..!

نحن لا نحتاج إلى تحديد للمهور ولكننا بحاجة لإعادة ضبط المصنع لوعينا وثقافتنا وتفهمنا لهذا الأمر الأخلاقي والإنساني والذي لم يعد من السهولة لدى البعض تقبل فكرة التخلي عنه..!
والحقيقة أن في تخليه عنه خير له ألف ألف مرة من أن تبقى ابنته عانسا أو ولده عازبا حتى يفوتهما قطار العمر ويطالهما إما الحرمان أو الحرام..!

فكم من أسرة قتلت وقهرت بنتها بسبب تلك التقاليد الظالمة وحرمتها من شاب أحبته أو فقير محترم ومناسب أرادها وأحبها وكان على استعداد ليحفظها في حدقات عينيه ثم (باعوها) لمن أهانها واحتقرها بماله الذي بددوه على الحفل والمظاهر الفارغة ورماها هو بعد أن مل منها أو لشايب حرمها ماحلمت به من سعادة أو تسببوا في عنوستها وحرمانها نهائيا من دفئ الأسرة والأبناء..!

والذي نفسي بيده أنه خير للآباء والأمهات أن يستروا أولادهم وبناتهم بكلمة (قلدك الله فيها وفيه)، و(من ذمتنا إلى ذمتك) ويعقدوا لهما بثيابهما التي ترتديها ويرتديها من أرادها وأرادته واختارها واختارته إن علما فيه وفيها خيرا، وأن ذلك خير لكليهما من كنوز الأرض التي قد تكون بعد ذلك سببا في تعاسة وشقاء أو تحطيم مستقبل أي منهما أو ضياع أطفالهما..!

مالذي سيحدث لو زوجتها بما لديها من كسوة؟!
مالذي سيحدث لو زينتها بذهب أمها أو إحدى قريباتها وتعيده بعد العرس؟!
هل سيحتقرها أهل العريس؟!
لن يحدث ذلك طالما لم يدفعوا شيئ بل سيرحبوا بها ويعوضوها بالحب والامتنان..!
هل سيضحك عليكم الناس؟!
ألف طز بكل الناس إذا كان الثمن سعادة وستر ابنتي..!

والوقائع حولنا كثيرة انظروها واعتبروا ولنتقي الله في أبناءنا وبناتنا الذين لايقف أحد في طريق سعادتهم غير جهلنا والكبر والمحاسدة والمكابرة لاغير ..!

من أراد أن يعمل وثيقة تيسير زواج فليبدأ بضرب أمثلة لزيجات لاتكلف غير اليسير جدا مما يتطلبه الإعلان والإشهار والفرح والذي يمكن أن يتم أيضا بدون اي نفقات تذكر ويمكن أن يتكفل بها الأهل والأصدقاء جميعا كمجابرة منهم .. عندها يكون قد سن سنة حسنة ويقتدي بها غيره ويكون قد يسر فعلا للزواج .. ووالله أن هذا ممكن جدا جدا..!

وأخيرا فإن المتدبر لكتاب الله تعالى لن يجد فيه مايدل صراحة على اشتراط الأموال والأجر مقابل النكاح ولكنه سيجد فيه أنهما مقابل (الإحصان) و(المتعة) وهذا موضوع آخر سيتم توضيحه وتفصيله في المنشور القادم بإذن الله تعالى والذي سنبين فيه حالات النكاح وما يتعلق بكل حالة..!

وفقنا الله وإياكم للحق والفهم الصحيح من تدبر آيات كتابه الكريم وهدانا به إلى الصراط المستقيم..!”

https://www.facebook.com/100001364059073/posts/4047199182002177/?app=fbl