الخارطة الاقتصادية للعام الجديد

24 – متابعة

✒رياض العيداني
12/11/2020

من المعرف أن العالم يشهد حدثين اقتصاديين مهمين هما طريق الحرير الجديد بقيادة الصين , وخارطة الطريق التي تقودها إسرائيل , إذ أن الصين دخلت بشكل رسمي بمشروع طريق الحرير الجديد والذي دخل حيز التنفيذ وكما هو معروف إذ يمر هذا المشروع العملاق بـ(68 دولة) منتشرة في ثلاث قارات هي (آسيا وأوربا وأفريقيا)
وما يقابل هذا المشروع العملاق هو مشروع خارطة الطرق الذي قادته إسرائيل مع بعض الدول التي تقع خارج طريق الحرير , لترسم بذلك طريقاً تجارياً جديداً قد يكون بديلاً عن طريق خط الحرير في حال كانت كلف النقل أقل من كلف النقل في طريق الحرير وكذلك وقت وصول البضائع , وبذلك ستكون الغلبة للطريق الذي يخفّض التكاليف من جانب ويقلل وقت نقل البضائع من جانب آخر .
فالسيد الحقيقي للعالم الجديد اليوم هو الذي يمتلك (الاقتصاد والقوة معاً) ولذلك تنافست الصين مع اكبر قوة اقتصادية وهي الولايات المتحدة الأمريكية متحديةً إياها من خلال رسمها لطريق الحرير والذي ستكون نافذة الصين لتسويق منتجاتها لأوربا .
فإسرائيل تسعى جاهدةً لرسم طريق آخر قد يكون منافساً قوياً لطريق الحرير لتسويق منتجاتها من سلع وخدمات للدول التي تنضم رسمياً معها في خارطتها الجديدة ولأوربا أيضاً , بل قد يتم تسويق بعض العلامات التجارية من خلال إنشاء مصانع ومعامل مشتركة بين البلدين كي تبدي حسن نيتها مع الدول الصديقة.
وكان أول الغيث افتتاح (مطعم كوشير ) في دولة الإمارات العربية المتحدة لصاحبته ( إلي كريل ) والتي وسعت عملها بعد زيادة الطلب على منتجها من خلال إبرام عقد شراكة بينها وبين عدد من الفنادق الإماراتية لتقديم (طعام الكوشير) فضلاً عن عزمها بناء معبد في الإمارات سيفتتح في عام 2022م , إذ أن أعداد اليهود المتوافدين للإمارات قد أصبح في تزايدٍ مستمر بعد أن كان عدد العوائل المقيمة بما يقارب ( 150 عائلة سنوياً ).
وما بين طريق الحرير الصيني وخارطة الطريق الإسرائلية ضاع العراق ودخل في دوامة الديون والصراع السياسي والنفوذ الاقليمي والعالمي وكذلك في دوامة ( الدول العميقة ) , ( فكل حزب من الأحزاب الكبيرة الحاكمة تمتلك دولةً عميقة تقودها من خلال الاقتصاد والسياسة سواءً كان لمصلحتها أم لمصلحة الدولة التي تدعمها بشكل مباشر أو غير مباشر )!!!!
لذا يجب على قادة هذا البلد الجلوس على طاولة واحدة والتفكير بشكل حقيقي بالمصلحة العامة , ووضع خارطة طريق للعراق خاصة للخروج من هذه الأزمة بعيداً عن أي تدخلات خارجية .
واعتقد أن هذه الرؤية لا تخرج من ثلاث سيناريوهات هي كالتالي :
أولاً : أما يكون العراق جزء من خارطة طريق الحرير وبذلك يجب على الحكومة العراقية الإسراع في بناء ميناء الفاو الكبير وإنشاء القناة الجافة له من سكك حديد وطرق برية سريعة ذات حمولات عالية بما يتلائم مع حجم وأنواع البضائع التي سيتم نقلها من العراق الى باقي بلدان العالم.
ثانياً : أو أن مصلحة العراق تقتضي أن يكون جزء من خارطة الطريق الإسرائيلية وهنا يجب عليه أيضاً الإسراع في بناء ميناء الفاو الكبير لكن تتغير خارطة القناة الجافة بما يتلائم مع النظرة الإسرائيلية وكذلك حجم البضائع المنقولة من والى العراق .
ثالثاً : أو إنشاء خارطة طريق مستقلة وبإرادة ورؤية عراقية 100% تتلائم مع المصلحة العامة للبلد وتخرجه من جميع أزماته الاقتصادية والسياسية الخانقة على أن يكون أولها بناء ميناء الفاو الكبير و(عاصمة اقتصادية للعراق) لكي يتحول العراق بعد ( 10-15 سنة ) من الدول التي لها تأثير ودور كبير في العالم الاقتصادي والتي يأخذ العراق من خلالها موقعه الحقيقي كقطب من أقطاب الاقتصاد العالمي وهذا ما نتمناه ونتطلع إليه .