السيد فالح الخزعلي رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية يعقد اجتماعاً طارئاً مع الهيئة العامة للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق بعد تسلمه منصب مدير عام دائرة الاقاليم عليوي يلتقي مدراء الملاعب لوضع آلية جديدة للعمل الفاعل منتخبنا الأولمبي بالزي الأخضر في مواجهة الأرجنتين غداً في دورة الألعاب الأولمبية بباريس وفداً من رئاسة مجلس محافظة ميسان يزور قيادة شرطة ميسان مقدماً التهنئة لادارتها الجديدة حارس المرمى رئيس الجمهورية يستقبل وزير الشباب والرياضة وعدداً من اللاعبين المشاركين في أولمبياد باريس دراجات الحشد الشعبي تواصل التحضير في دهوك استعدادا للدوري العراقي وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع يزور البعثة العراقية المشاركة في أولمبياد باريس على ضفاف دجلة الخير .. سباحة الحشد الشعبي تعتلي منصات التتويج في بطولة اندية العراق للسباحة الطويلة .. هرب بداخل إطار العجلات وأكياس الرز.. الأمن الوطني يضبط (٢٠٠) ألف حبة من (الكبتاجون)، ويفكك شبكة دولية لتجارة المخدرات

تفاحة المدينة وذكريات قريتي الجميلة

تفاحة المدينة
وذكريات قريتي الجميلة

عبدالامير الديراوي

أنا ريفي بإمتياز وحضري كذلك فصباي كان يعانق النخل والتفاح والرمان والعنب الأبيض وورود كنا نزرعها على ضفاف الأنهار أو عند بوابات المنازل كنت أغتسل عند “الشريعة””
وهي مكان نغترف منه ماء النهر لنشرب ونغتسل ونغسل الصحون والملابس !.
كنت أعرف مواسم زراعة الحنطة وشتال
الرز وكذلك إنفلاق طلع النخيل ليطلب اللقاح ، وأعرف مواسم الحصاد وتركيب شجيرات النبق ببراعم جديدة ، لكن التفاح عندنا لا نعرف موسمه فأشجاره تحتاج الى أرض أكثر برودة وأقل أملاحا ..
في قريتي كانت العصافير توقضنا فجرا لنصلي
وليذهب الفلاح لحراثة الأرض وسقي الحقول ، هناك رضعت الطيبة والمحبة
وكذلك الرغبة بإقتناص فرص التعلم مع تلاميذ مدرستنا الريفية ، كانت الأمهات تدس في حقائبنا المصنوعة من القماش “فندوس””
التمر والخبز رغم أن المدرسة كانت توزع علينا الحليب الذي يجهزه العم روضان محيل وحبوب دهن السمك المقوي حيث يشرف مدير المدرسة بنفسه على أن يتناول التلاميذ حصصهم لتعم الفائدة ، وبعد ظهيرة كل الأيام نطلق للابقار العنان لتخرج من البيوت مثل زرافات ونحن نراقبها ونأخذها الى مكان تكثر فيه الحشائش ، كنت لا أشعر بوجود الفارق بين صبيان القرية وصباياها
فالجميع يلعبون سوية لاينظر أحدنا للاخر نظرة سوء فالبراءة تلمنا كعائلة واحدة ما زلت اتذكر بنات القرية سليمه وفاطمة وصالحة وخيرية وكذلك جدتي “سويه” ووو ومن الأولاد راضي وحسوني ومطر ومهدي ونوري وعبد النبي وحمزة وشخصية (معيبد) هذا الإنسان البسيط الذي فقد عقله
لكن هدوءه وكلامه ونظافة هندامه تشعرك بأنه رجل سوي.
ذكريات تشبه الحلم ، تشعرنا بالخجل لما نراه اليوم في شوراعنا وتصرفات الشباب.
أتذكر إن البيوت كانت تضاء بسراجات وهي جمع سراج تلك القنينة الزجاجية العجيبة التي يوضع فيها النفط الأبيض ويغلق راسها بالتمر على فتيلة من البردي الذي يكثر في المنطقة ، تضاء عند الغروب فلا وجود للكهرباء بل إن المواقد في البيوت والمضايف تبعث بدخانها لتنبئ الناس عن إستقبال الضيوف لتناول القهوة
فالحياة على السجية كنا نحياها بعيدا عن العقد
والتفكير بحاجيات البيت فكل شيء يزرعه أبناء القرية مثل الطماطة والبصل والباذنجان والبامية والباقلاء والخيار وحتى الأسماك نصطادها في الأنهار والجداول الصغيرة، أو تاتي بها النساء ممن يعشن بالهور ليأخذن ما بعادل وزنه
من التمر ، حكايات جميلة وكثيرة تحتاج لتوينها عشرات
الكتب .
+ امس كانت تجلس بجانبي في السيارة أميرتي الجميلة التي إشتق القمر لونه من نورها بل هي أحلى من القمر وعندما قلت فيها كلمات تصف وتطري
جمالها خجلت وأحمرت وجناتها حتى أصبحت كالتفاح الأحمر، فقلت والله لا أدري متى يحل موسم قطاف التفاح فنحن لم نزرع التفاح في مساحات القرية حتى نعلم موعد قطافه ،
آنستي يا جنبذة العشق المعتق في القلب
الضني إن وجنتيك المتوردتان تنطق باشياء
لاأستطيع تفسيرها لكنها غطت وجهها خجلا ، وقلت أنتظر منك لحظة عناق تنعش الروح وترسل النور الى أعماق القلب يا إيتها التفاحة اليانعة .
وهنا تذكرت قول الشاعر:
(وظبي شبهوا خديه وردا
لقد أثموا بما قد شبهوه
فإن الورد يذبل عند لمس
وذا يحمر مهما قبلوه).
تلك من ذكريات القرية التي أعود اليها بين الحين والآخر لأراها وقد تحولت بساتينها إلى خراب وجفت مياه جداولها ، وتيبست سعفات نخيلها تذكرت
شريعتنا على نهر(السكينية) وكذلك نهر (المغلطانية) رغم إني لا ادري من أين جاء أهلنا
بهذه الأسماء التي تبدو بعضها غريبة.
كنا نحن صغار القرية نهاب سطوة الشيخ عندما نكون قريبين من الممر الذي الذي يسير فيه، فإن عصاه لا ترحم من يجده مخالفا للأصول
فهو رجل ورع وأنيق يرتدي حذاء أجنبي الصنع ترى لمعانه من بعيد متلحفا بالصاية والعقال والعباءة المطرزة وهو مهاب من الجميع سواء من سكان القرية أو مجتمع المحافظة ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى