الامام الهادي ( ع ) والجواسيس
![](wp-content/uploads/2024/01/IMG_20240113_085140_996-1.jpg)
🔸 *الامام الهادي ( ع ) والجواسيس* 🔸
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
لو درسنا تاريخ أكثر الأئمة (ع)، لرأينا الجواسيس تحيط بهم من كلّ جانب، ممن قد يخبرون صدقاً وممن قد يفترون كذباً، ورأينا أن الحاكمين آنذاك يعملون على التعسف في تصرفاتهم معهم، فقد يسجنون إماماً هنا، وقد يحصرون في بيته هناك، وقد يستقدمونه من بلده إلى أماكن سلطتهم ليكون تحت رقابتهم، حتى إنهم كانوا يبعثون بجماعتهم أو بموظفيهم ليهجموا عليهم في منتصف الليل، كما فعلوا ذلك مع الإمام الهادي (ع)، حيث وُشِيَ به إلى المتوكِّل بأن لديه أموالاً وأسلحة.. ودخل الزبانية عليه في الليل، وكان يصلي لربه في صحن الدار، وعندما أحسَّ بهم، تحدث معهم برفق، كأنه خاف عليهم أن يسقطوا وقد جاءوا متسلّقين الجدار، فقال لهم اصبروا حتى أبعث إليكم سراجاً، ثم قال لهم دونكم البيوت ـ أي الغرف ـ ففتشوها، ولم يجدوا إلا كتب العلم والمصاحف وما إلى ذلك.
وهكذا عانى الإمام الهادي (ع) الكثير من خلفاء بني العباس، فقد عاش مع المعتصم في بقية خلافته، ثم بعد ذلك عاش مع أكثر من شخص من هؤلاء …
أنه ( ع ) ، عاش مدة في بقية ملك “المعتصم”، ثم مع “الواثق” خمس سنين وتسعة أشهر، ثم مع “المتوكل” أربعة عشر عاماً، ثم مع ابنه “المنتصر” ستة أشهر، ثم مع “المستعين” ابن أخ المتوكّل ثلاث سنين وتسعة أشهر، ثم مع “المعتز” وهو ابن الزبير بن المتوكل، وقد استشهد في آخر ملكه، لأنه (ع) كما مات مسموماً.
محل الشاهد :
اذن نستفيد من حياة الامام ( ع ) ان كيف كيون نشاطنا وفق المضايقات و الجواسيس ، حيث رغم كل ذلك كان الامام متواصل الدعم الفكر للامة وحاول من خلال الحوارات و النقاشات ايصال المفاهيم و المعارف و العلوم ، و احتضن ابناء الاسلام الحقيقي من شيعته علميا وماليا ، اذن على قادة الاسلام ان يعلموا ان الجواسيس اداة يستخدمهم الاعداء و الاحتلال ورغم ذلك على القائد الحقيقي ايصال تقدمه و الحر تكفية الاشارة ….
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه