السيد فالح الخزعلي رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية يعقد اجتماعاً طارئاً مع الهيئة العامة للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق بعد تسلمه منصب مدير عام دائرة الاقاليم عليوي يلتقي مدراء الملاعب لوضع آلية جديدة للعمل الفاعل منتخبنا الأولمبي بالزي الأخضر في مواجهة الأرجنتين غداً في دورة الألعاب الأولمبية بباريس وفداً من رئاسة مجلس محافظة ميسان يزور قيادة شرطة ميسان مقدماً التهنئة لادارتها الجديدة حارس المرمى رئيس الجمهورية يستقبل وزير الشباب والرياضة وعدداً من اللاعبين المشاركين في أولمبياد باريس دراجات الحشد الشعبي تواصل التحضير في دهوك استعدادا للدوري العراقي وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع يزور البعثة العراقية المشاركة في أولمبياد باريس على ضفاف دجلة الخير .. سباحة الحشد الشعبي تعتلي منصات التتويج في بطولة اندية العراق للسباحة الطويلة .. هرب بداخل إطار العجلات وأكياس الرز.. الأمن الوطني يضبط (٢٠٠) ألف حبة من (الكبتاجون)، ويفكك شبكة دولية لتجارة المخدرات

الفنان يوسف العاني

الفنان يوسف العاني

التتبع سفـر الفنان المبدع ( يوسف العاني ) يحتاج الى الكثير من الجهد البحثي أو الاستقرائي , لتسجيل مراحل حياته الفنية الغنية , لتكوين نظرة مختبرية ثاقبة عبر المشاهدة الحقيقية الموثقة لِجُـل منتجه الإبداعي الفني المتنوع , ليكون باستطاعته سبر أغوار رحلة ( العاني ) الفنية الطويلة ومسيرته الحافلة الزاخرة بالعديد من الاعمال الفنية على مستوى المسرح , والسينما , والتلفزيون , تأليفا وإعدادا , وتمثيلا , وربما لن يحتاج ذات الباحث او المتتبع الى الكثير من العناء , او الجهد , في رسم صورة ابتدائية محلقة عبر زمن إخصاب الفن العراقي الجميل , او الجلوس قبالته ، لتحليل شخصيته البغدادية الاصلية النادرة , فحينما يقف الباحث في فسحــة ( العاني ) الإبداعية ، يكتشف بأنه رجل واضح كل الوضوح , بل بسيط كل البساطة , وسفره الفني , سجل ملحمي خالد , يستطيع المتتبع أن يتصفحه في كل الاحايين , بل في كل الازمنه والامكنة , ليتمتع ويسمو وهو يتواشج بكل تلك الطبائع الشعبية الرائعة , وجل تلك الملامح البغدادية الجميلة الاصيلة , التي ارتسمت على محياه بطمأنينة أخاذة ، وربما يحيط به عبر تلك الجدران العبقة ، وملامح تلك الأزمنة الفائتة ، كل ذلك الأريج والعبق العراقي الجليل المتألق , الذي يفوح من بين ثنايــا (العاني ) الوديعة .

ولد الفنان ( يوسف العاني ) في 1/7/1927 بمحلة بغدادية شعبية قديمـــة تعرف بـ ( سوق حمادة ) وسط بغداد ويبدو أنه قد أخذ الكثير من أصول وركائز وأشكال كتاباته المسرحية , من اجواء وملاذات محلته تلك ، الغير مكترثة البتة بالمتغيرات التي كانت تحيط بها ، ( سوق حمادة ) تلك المحلة الصاخبة , والآمنة والوديعة , بذات الومضة السريعة لحركة الازمنة , والتواريخ , والتي ما تزال في ظني المؤكد , تخلد في نبض مسمياته القرائنية الدلائلية الذهنية , بصورها المنكسرة العتيقة الشفيفة , حيث تلتصق بماهياته الغير مرئيه , وتعيش خالدة في ذاكرة ( العاني ) وما زالت عالقة في ذهنه المتقد , بملامحها البنائية الطرازية البغدادية المنقرضة , وبوجوه اهلها البغداديين الطيبين النجباء , الذين عاش بينهم وتعلم منهم , وأفاد من عِبرهم الحكائية الملحمية في كتاباته المسرحية , والتي أطلقتُ على عروضها في أحايين متفاوتة بـ( الفرجة البغدادية ) , والتي أخضعت النص , او الخطاب المسرحي , لتوليفة تدعو للاعجاب , والوقوف امامها باحترام بالغ , وهي تحاول تأصيل الحكاية والبيئة ، والشخصية ، والمثنولوجيا البغدادية , من اجل توثيق المناخ الحكائي الملحمي البغدادي , عبر المنتج المسرحي داخل عمق صيرورة تلك الفرجة التي أسَسَ لها عمليا في عروضه العديدة ، فيما بعد ، يُعدُ الفنان ( يوسف العاني ) أحد أهم أعمدة المسرح العراقي , ومن رواده الأوائل الذين أسسوا اللبنات الاولى في دعائمه الحاضرة في الباحة المسرحية والثقافية العربية , بل وارتقت تلك الدعائم المتألقة أعلى مراتبها على المستوى المعرفي التنظيري والاستقرائي , أو على مستوى المنتج الابداعي في إحالته لـ( العرض المسرحي ) أسس ( العاني ) عام 1952 فرقة ( مسرح الفن الحديث ) مع الفنان الراحل الكبير ( ابراهيم جلال ) ونخبة من الفنانين العراقيين الرواد ولقد اسهمت هذه الفرقة في رفد المسرح العراقي بجملة من الاعمال المسرحية الرائعة والتي أرخت لحقبة تاريخية متألقة في سجل المسرح العراقي , والتي ستنقشها ذاكرة الباحة المسرحية العراقية , باحرف من ألق , لتظل زاهية بأبهى صورها المشرقة المضيئة , وكانت هذه العروض محط أنظار الجمهور العراقي بكل شرائحة , فقد توافدوا على مشاهدتها من كل حدب ثقافي , ومن كل صوب شعبيّ , ونخبويّ , حيث عرضت الفرقة اعمال مسرحية مهمة كـ( الشريعة والخرابة ) و ( اني امك يا شاكـر ) و ( الخرابة والرهن ) و ( نفوس ) و ( خيط البريسـم ) و ( المفتاح ) و ( الخان ) والعديد من العروض المسرحية الرائعة ، وسيبقى الفنان الرائد ( يوسف العاني ) ظاهرة متميزة ، فريدة من نوعها , تُصهر في بودقتها الاستثائية جل تصانيف الفنون الجميلة وشتى المعالم المعرفية الثقافية والادبية المتنوعة , بتواشج أخاذ جميل يثلج صدر المعرفة , ويسرُ قلبَ ( الفرجة البغدادية ) الجليلة وسيشمــخ ( العاني ) على الدوام , نخلة عراقية باسقة , متألقة يرفرف فوقها , علم الذاكرة الحية للفن العراقي النبيل الخلاق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى