استغاثة للمجتمع الدولي لأنقاذ محافظة كربلاء من تدهور النظام البيئي
![](wp-content/uploads/2023/09/IMG-20230908-WA0013.jpg)
استغاثة للمجتمع الدولي لأنقاذ محافظة كربلاء من تدهور النظام البيئي
اقبال لطيف جابر
عالم عراقي
تقع مدينة كربلاء جنوب العاصمة بغداد وغرب نهر الفرات ,يحدها من الغرب مدينة الانبار ومن الشرق محافظة بابل ومن الجنوب محافظة النجف الاشرف,اشتهرت بالمعالم الدينية لتصبح مدينة سياحية تستقطب مختلف الاجناس من العالم ,كما اشتهرت بالسلة الغذائية لانتاج التمور والموالح ,حيث تبلغ مساحة الاراضي الزراعية فيها مليون و88 ألف دونم منها 125 ألف دونم من الأراضي الصحراوية,فقد كانت انتاجيتها السنوية كانت بنسبة 99% لخصوبة التربة وونقاوة مياه نهر الفرات فعلى صعيد الانتاج النباتي كانت تسمى كربلاء مدينة الحمضيات الا انه تراجعت هذه النسبة بشكل كبيرقد تصل الى 90% من الانتاج الرزاعي بعد عام 2003 وبموازاة ذلك شهدت محافظة كربلاء تصاعدا في انتشار الامراض السرطانية والتشوهات الخلقية ,ومن خلال توثيقي للواقع البيئي في الاقضية والنواحي ومركزمحافظة كربلاء مركز المدينة وهي الغديروحي الميلاد والفاروق والقائم وحي الحسين والعسكري والبوبيات والجدول الغربي والولاء والعباسية والطف وعون والهندية وطويريج والحر والحسينية , تم اختيار موقع قضاء الحسينية لأخذ عينات من تربة اكتاف نهر الحسينية ومياه ورواسب النهر ,لاجراء فحوصات عن التلوث الاشعاعي والتلوث الكمياوي في تلك العينات وبالاجهزة (inspector) و( Atom TEX) و(AAS) لقياس تركيز الاس الهيدروجيني والتوصيلة الكهربائية والمواد الصلبة الذائبة الكلية والفوسفات والنترات والكبريتات والكلورايد والمعادن الكمياوية السامة الرصاص والكادميوم والزئبق والكوبلت والكروم والنحاس والخارصين ,فأشارت نتائج تحليل العينات ان التلوث الكمياوي في تربة اكتاف نهر الحسينية اعلى من تلوث مياه النهر وان جميع قيم تلك الملوثات الكمياوية اعلى من الحدود المسموح بها للمواصفات العراقية لمياه الانهر ولمنظمة الصحة العالمية والاغذية والزراعة ووكالة حماية البيئة , لقد عانت محافظة كربلاء من التلوث البيئي على حد وصفهم ويعتبرون مدينتهم اكثر تضررا من باقي محافظات القطر فقد كانت بدايتها العدوان المعادي للتحالف الدولي عاصفة الصحراء عام 1991 مستهدفا البنى التحتية واحداث مجازر في صفوف المدنيين مرورا باحداث دخول المجاميع المسلحة الغوغائية بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت ليرى المواطن الكربلائي بأم عينه كربلاء وهي تحترق بحصار دام خمسة عشر يوما ,اذ احرقت تلك المجاميع كل شيء من المؤسسات المدنية والخدمية والمدارس ودوائر النفوس ومكتبات عامة ومراكز شرطة ومستشفيات ومراكز صحية بحرق اعمى فاحالتها الى رماد في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على القطر مرورا باحداث غزو العراق عام 2003 بعد ان تمكنت القوات الامريكية دخول كربلاء من منطقة الابراهيمية قامت بالرمي العشوائي على كل المارة وقصف المنازل بشكل مكثف بحيث الشظايا التي سقطقت في المنزل تسببت في ظهور امراض سرطان الرئة والدماغ وتشوه الولادات وموتها ,وكذلك قصف على المقرات العسكرية للحرس الجمهوري ومعسكر تدريب المشاة قرب الامام عون والمنشآت الحيوية ومنها منشأة القعقاع ومقرات حزب البعث فرع كربلاء والدوائر الامنية ومراكز الشرطة ودوائر المخابرات والاسواق والمستشفيات ومنها مستشفى الحسينية الحالي بصاروخ تسبب بحرق المستشفى وكذلك السيارات ومن بينها سيارات الاسعاف وهي تنقل الجرحى فيما بقيت جثث المقاتلين البعثيين الذين قضو بالقصف الامريكي ملقاة على الارض ثلاثة ايام لم يتكمن ذوييهم من اخلائهم لشدة القصف الوحشي على المحافظة في الوقت نفسه اكد المختصون في المنطقة ان الاسلحة التي استخدمتها امريكا بقصف كربلاء هي من النوع الاسلحة المحرمة دوليا اذ بدونها يتعسرعلى قوات التحالف من اخماد نيران القوات المسلحة العراقية واحتلال كربلاء وهذه الاسلحة المحرمة دوليا تسببت فيما بعد بانتشار الامراض السرطانية والتشوهات الخلقية وتلوث التربة والمياه والهواء في ظل الفساد المستشري في المؤسسات بعد 2003 وربما يكون تبطين نهر الحسينية الممتد من شط الفرات الى نهاية كربلاء من احد اسباب التلوث البيئي , مشيرين الى نقل تربة المجصة قرب منشاة القعقاع التي دمرت بالقصف الامريكي في عام2003 لتبطين النهر وبعد حدوث جدل عن تلوث التربة المنقولة لتبطين النهر ,لجأت الحكومة الى القاء الامر على عاتق الخبراء الذين اكدو في حينها ان التربة خالية من التلوث ,الا انه وبعد تبطينة تم اخذ عينات من النهر من قبل منظمات انسانية وفحصها لتثبت تلوث النهر ورواسبه جراء التربة المستخدمة في التبطين حيث لاحظ المزارعون واصحاب البساتين ان مياه نهر الحسنية لايصلح لري المزروعات ولشرب الثروة الحيوانية ,بحيث يصعب انبات بذور وشتلات الحمضيات وكذلك اشجار المشمش بشكل تام وكذلك محاصيل الخضر الصيفية والشتوية اما على صعيد الانتاج الحيواني فقد تسبب القصف بالاسلحة المحرمة دوليا من قبل قوات التحالف الدولي بنوعيه الكمياوي والاشعاعي كما اكده مختصون تسبب في ولادات مشوهه بالابقار تمثلت في تشوه الاطراف للاعلى وكذلك راس العجول حديثة الولادة مقلوبة وبالتالي موتها بعد ساعة من الولادة وعسر الولادة والاجهاض قبل موعد الولادة واصابة الابقار بشكل عام بالدودة الامرييكية كل تلك العوامل ادت الى انخفاض انتاجية الحليب واللحم , كما ظهرت انواع سرطانية كثيرة ونادرة في سكان كربلاء ومعطمها تركزت في منطقة الراس والرقبة وتم التركيز هنا على انتشار سرطان الحنجرة من المسجلين لدي والمطالبين بالتعويضات من التحالف الدولي ويماثل انتشاره في جسر ديالى والزعفرانية والمدائن / بغداد والحبانية / الانبار وخان بني سعد /ديالى وسفوان والهارثة والمدينة/البصرة والرميثة والخضروالسلمان /المثنى والبطحاء / ذي قاروشيخ سعد والحفرية /واسط والمناذرة والكوفة مسلم بن عقيل/ النجف والشنافية والدغارة والبدير والحمزة الشرقي /الديوانية والعمارة وعلي الغربي /ميسان ,واشار (علياء واخرون ,2019) الحنجرة هي عضو جنسي ثانوي تظهر تغيرات فسيولوجية خلال فترة البلوغ , وتم تحديد سرطان الحنجرة باعتباره ثاني أكثر الأورام الخبيثة شيوعًا في الجهاز التنفسي، يصاب الذكور أكثر من الإناث في الغالب وهو أيضًا مرض هرموني ومناعي, وذكر (كينغوين تشين.2019 ) يمثل سرطان الحنجرة حوالي 14% من سرطانات الرأس والرقبة و2% من جميع الأورام الخبيثة. ما يقرب من 96٪ من سرطانات الحنجرة هي سرطانات الخلايا الحرشفية. وحدد (mayoclinic,2020)ان من اسباب سرطان الحنجرة التعرض للمواد الكمياوية السامّة, ووجد (إيان تشي كي وونغ,2014 ) انه تم تصنيف تلوث الهواء الخارجي مؤخرًا على أنه مادة مسرطنة من الدرجة الأولى للإنسان من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO). تظهر الأدلة التراكمية من جميع أنحاء العالم أن الهواء الملوث يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة والرأس والرقبة وسرطان البلعوم الأنفي كما شهد ارتفاعا في نسبة الاصابة بسرطان الحنجرة في كل من الصين والهند وكاليفورنيا ,وكذلك تمثل محافظة كربلاء تحتل موقعا كبيرا للسياحة الدينية حيث يتوافد اليها ملايين الناس من داخل وخارج القطر وعلى مدار السنة وتزداد خاصة خلال المناسبات الدينية وبالمقابل يتطلب استخدام المواد البلاستيكية ذوو الاستعمال الواحد للطعام والشراب وبكميات كبيرة وكذلك لمواد التنظيف المعبأة من البلاستيك والمواد الطبية كالمغذيات والحقن ,الامر الذي يؤدي الى تراكم مئات الاطنان من النفايات البلاستيكية ويتم التخلص منها بطرق غير آمنه على النظام البيئي اما ان تحرق او تتكدس على جوانب الطرق او على اكتاف الانهر, وبالمقابل لايوجد لدى الحكومة العراقية مشاريع طمر النفايات البلاستيكية بشكل صحي وكذلك تفتقر الى محارق نظامية تقلل من حجم النفايات قبل دفنها , فقد ذكر (مات سيمون,2022)ان البلاستيك يتكون من 10000 مادة كمياوية ويتحلل ببطيء الى جزيئات اصغرفاصغربحيث يكفي لدخول الرئتين أو امتصاصه بواسطة المحاصيل أو اختراق الأنسجة العضلية للأسماك, ويسبب البلاستيك تلوثًا بيئيًا خطيرًا مثل تلوث التربة وتلوث المياه وفي تقرير لمنظمة الفاو للاغذية والزراعة مشددا على ضرورة حماية الامن الغذائي من خلال حماية الموارد المائية والتربة ,اذ ان من ملوثات التربة هي المنتوجات البلاستيكية حيث وجد ان بقايا جزيئات النانو البلاستيكية في التربة ناتجة من 12.5 طن سنويا وهذه الجزيئات تنتقل عبر السلسة الغذائية للانسان بدليل تم العثور على 0.5 ملم في براز الانسان والمشمية وينتقل الى الاجنة من الامهات الحوامل, وكان يعتقد ان التلوث البلاستيكي يتكون في النظم البيئية اكثر لكنه وجد في التربة اكثر من المحيطات والتي يمكن أن تتسرب بعد ذلك إلى المياه الجوفية أو مصادر المياه المحيطة الأخرى وهذا يمكن أن يسبب ضررا خطيرا للأنواع التي تشرب الماء فيما يولد من حرقها في الهواء الطلق غازات كغازالميثان واكاسيد الكاربون مسببة تلوثا في الهواء واضرار صحيه بالغة على صحة الانسان
هذا ويرى اهالي كربلاء بعدم جدية ووطنية الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 بمعالجة التلوث البيئي ومعالجة مرضى السرطان الذين تكتظ بهم المستشفيات الحالية والتي تعمل بالحجز وقد تصل الى ستة اشهر للمريض مقارنه بالمستشفيات السرطانية في فترة السبعينات من القرن الماضي الخالية من المرضى كما لايرجون من الحكومة املاً في مقاضاة الدول التي شنت الحرب على العراق وتسببت بمآسيهم والا ماذا تنتظر الحكومات المتعاقبة بعد ان ثبت للقاصي والداني اعلان كل من امريكا وبريطانيا احتلال العراق ومن جانب اخرى ثبت للعالم ان العراق لايمتلك اسلحة دمار شامل , مصرون على ان الحكومات والبرلمان والاحزاب لاتمثلهم ابدا.
ومن هنا وبأسم اهالي كربلاء استغيث المجتمع الدولي بأنقاذ محافظة كربلاء بساكنيها من التلوث الاشعاعي والكمياوي وطرحه على طاولة المنظمات الدولية وحقوق الانسان ومقاضاة المتسببين بذلك التلوث في كل سنوات الاحداث على المحافظة ,بتقديم اعتذار رسمي من الدول التي شنت جريمة العصر على العراق وتعويضهم ماديا ومعنويا بملايين الدولارات وتطهير التربة والمياه السطحية واقامة مراكز للحجر الزراعي للحد من دوخول الثمار التي قد تكون مصابة بامراض فايروسية تدمر الاقتصاد الوطني
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع في حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية