![](wp-content/uploads/2023/08/F4F193FE-AAFF-4C1B-A4BA-88406B7FC760.jpeg)
مزرعة الحرية
فايل المطاعني/ سلطنة عمان
الأبطال
كوفيد تسعة عشر
ورجال مزرعة الحرية وصحفي
مغامر
الفصل السادس
( الهارب من الموت )
الجزء الثاني
جاء الصباح حاملا معه تباشير السعادة، وكعادتي فأنا أصحى باكرا ، وبعد أداء الصلاة والواجبات الملزمة كمسلم، وبعدها يحين موعد الرياضة فلها حصة في جدولي الصباحي.
ولو لمسافة بسيطة ، رأيته من بعيد أنه ( الصعيدي ) هكذا يحب أن ينادى،جالس يتناول إفطاره ،فأجلت القيام برياضتي فهناك مهمة، لا تحتمل تأجيل وذهبت إليه، جالس لوحده يشرب الشاي الصعيدي الثقيل، وينظر إلى المزروعات بسعادة يبدو أنه في مزاج جيد ، أتوقع في هذا الصباح الجميل أن أحظى بمقابلة ممتعة، كانت ملابسه جميلة الجلباب الصعيدي ذو الأكمام الواسعة بلونه الأزرق الفاتح ، و الصدرية تحت الجلباب والجبة* يلوح بالنبوت الصعيدي*يمين ويسار وكان يدندن بأغنية للفنان الصعيدي الشهير ( قناوي مثقال ) وكأنه أحد فتوات الصعايدة، يستعد لمواجهة خصمه في رقصة النبوت الشهيرة * فتذكرت الفنان الراحل نور الشريف في أحد أفلامه الشهيرة عن الصعايدة.
عندما رآني قادم ، وقف مرحبا بي،
وحينها أحسست أنه يريد أن يبوح لي بما يؤلمه، فأخذت كرسي وجلست بجواره ،وقبل أن أسأله قال: يا باشا نحن تولدنا و بيدنا شايلين كفنا
لم أقاطعه فتركته يسترسل في الكلام ،فقط أحرك رأسي دلالة الموافقه على كلامه وبدا لي أنه لا يريد أن يتكلم أحسست بأن الكلام الذي سوف يبوح به ثقيل ،وثقيل جدا. أضاف بحزن بيننا وبين أبناء عمومتنا من عيلة فرحات ثار من زمان أوي و تقتل مننا و منهم خلق كتير ودارت الدايرة وجت عند أخويه هنداوي ،فقتل واحد منهم وأخويه ده عيل ومخه خفيف ودخل السجن وكان لازم هم ياخدوا بثارهم وكنت أنا الضحية، حاولت أراضيهم ماقدرتش،وبالتالي كان عليه أن أختار يا أموت يا أهرب ،وربنا يتولى ولدي و مراتي برحمته ، ومافيش طريقة غير إني أهرب برع مصر وجيت على عمان ،لكن سمعت أن واحد من ولاد فرحات عرف مكاني وجاء ورايا ، عشان كده أن بقولك شايل كفني بيدي، لم أتفوه بكلمة فقد صدمني ما قال أننا وفي القرن الحادي والعشرين ولا زال هناك من يتعاطى مع مشاكله بالقتل والإرهاب لم أقل شيئا، فماذا يمكنني أن أقول لرجل ينتظر الموت في أية لحظة، فقط ربت على كتفه وأكملت ممارسة رياضتي المحببة وفي الساعة السابعة إلا ربع مساء وجدت الصعيدي يحضن نخلة البونارنجه و قد فارق الحياة ، فقد علم أن ابنه الوحيد مات،طفله كان يعده لمستقبل مزهر، وقد أعد العدة ليتصالح مع أبناء عمومته،وكان يحلم بأن يكون ابنه مزارع مثله ماهر يأكل مما يزرع بيده دون الحاجه لأحد ،لم يبكي بل ذهب إلى نخلة البونارنجه وحضنها ومات فهو الذي زرعها وأعتنى بها حتى كبرت وأصبحت شجرة مثمرة
يتبع ……( عمدة الادب)
يوميات رجال في مزرعة الحرية
★النبوت= عصى تشبه قصب السكر إلى حد كبير
★الجبة: عصبة أو عمامة تضع في الرأس
★ رقصة شهيرة في الصعيد تشبه الرزحة العمانية إلى حد بعيد ولكنها تؤدي بالعصا بدل السيف