شهيد الكرامة

شهيد الكرامة

 

إعداد: غدير العوادي

 

قتل الفتنة في ارض وطنهِ فقتلوه ظلماً

 

الشهيد المقلب بالنمر الأسمر

أبو بكر عباس ياسين الدراجي (السامرائي)، الملازم الأول في قوات حرس الحدود، مواليد 1986

احد سكان حي العامرية في العاصمة الحبيبة والجريحة بغداد

 

 

“مشتاقاً ولي لوعتاً

وقلبي لا يطيق الفراق” أمي

 

كانت هذه الابيات التي يُسمعها لوادتهِ كُلما

ألتحق لأداء واجبه تجاه أرض الوطن

 

عُرف بأنه غيورا مدافعا شريفا ذو كرامة

وايضا كان ابناً باراً بوالديه

لم تتم ترقيته بسبب اسمه “ابو بكر”

 

و عن لسان والده: كان ذو قلب لا يخشى الموت ولا يعرف الخوف

وكنت دائما احاول اقناعه ان ينقل واجبهُ من هذه المنطقة الخطرة لكنه كان يرفض ويقول “لا يأخذ الروح ألا من اعطاها لصاحبها”

 

اما عن لسان والدته: انه لم يكن ابناً فقط بل كان صديقاً وحبيباً لي

لا تمر ليلة ولا يذهب للنوم الا وجائني يلقي لي من اشعارهُ الجميلة ويتحدث معي وينقل لي تفاصيل دقيقه ليومه

 

 

كان قبل كل التحاق يقضي الليل بأحضانها ويجمع معها الحقائب للالتحاق والاستعداد لنداء الواجب

الا تلك الليله

ليلة الرحيل..

 

في 25 من كانون الثاني /يناير 2017

كان قد خرج  في مهمة لايصال صهاريج الوقود الى  وحدتهُ قرب الحدود السعودية

لم يكن يعلم انها كانت آخر مهمة يخدم فيها تراب الوطن

وبعد انجازها اثناء عودتهُ اعترض طريقه مجهولون في نقطه تفتيش وهمية

اعتقلوه مع اثنين من المنتسبين معه بحجة التحقيق معهم

وتُرك خمسة ايام دون طعامً ولا ماء

بعد ايام من اعتقاله من قبل تنضيم داعش تواصلوا مع اهلهٌ

 

وبوجه الخصوص والدتهُ

اتصل احد الخاطفين بها وكان الحديث:

-ابنكِ كافر عندما قرر ان يصبح ضابطاً

-الأم:كي يدافع عن ارض وطنه

-أي ارضاً وأي وطناً يدافع عنه

-دعني اراه مرة واحدة واسمع صوته أليس حراماً عليكم  تركهُ دون طعاماً ولا ماء

اليست لديك أم؟

-ارسل لها صورة ابنها وهو مقيد الايدي رافعا رأسه مبتسم

-ارجوكم هو المدلل لدي هو ابني وحبيبي وصديقي كل شي

اغلق الهاتف وقطع التواصل بينهم

وبعد اياماً لم تطول كثيراً

 

تم اعدامه ذبحاً ونشر البث الذي يضهر فيه اعداء الاسلام بقتل الشجاع المدافع عن كرامة ارضهِ

 

في آخر لحظاته  بقي رأسا شامخاً رافض أنزاله لمن يدعون الاسلام ناضرا لهم نضرة متحدية وشموخ عراقي كشموخ جبالهُ كانت دمائه التي تفيض من رأسهُ تسقي ارض وطنه الكرامة والوفاء ،اخرست تلك الدماء الطاهرة السن الطائفية

في حين التنضيم انكر اسمه الاول لكي يبث ان الذي قُتل كان شيعياً

لكن شجاعتهُ و دمائه كان لها رأيي آخر

اثبتت أن دينهم القتل والتفرقة وديننا الشهادة

قتل ورميت جثته في الصحراء لم يسمحوا لاحد بالاقتراب منها ودفنها بل كان كل من يقترب يقتلونه واستمر البحث عن جثة شهيد الكرامة مدة عامين ونصف

 

لم يبقى من جسده الأ بقايا العظام

تم التعرف عليها عن طريق الدلائل واعتراف احد القتله بمكان الجثة

 

مات شهيدا تُرك جسده على الأرض

لحق بركب الحسين مرمياً على التراب التي ضحى لأجلها تحت حرارة الشمس

 

استقبلت الأم بقايا جثمان ولدها بطقوس أي ام عراقية فاقدة لقطعة منها استقبلتها بالورود وراحت تزف ولدها بدموعها الممزوجة بلوعة روحها الهائجة وقلبها الذي يتقطع ألمً

أمنيتها الوحيدة الى الآن هي ايجاد رأس ولدها لدفنهِ مع الباقي من جسدهُ

 

و على الرغم من كل ذلك الحزن على شهيدها لا تريد أن ترى قاتل ابنها يُعدم

أي قلباً تحملين؟ واي حنان ممزوج بقوة داخل روحكِ المتشبعة بالألم

 

لكن لم يمنعها الحزن من الفخر بالرأس والجبل الشامخ

بالشجاع الذي لم يهاب الموت

الذي سقا أرضه من دمائه الطاهرة

قاتل الفتنة

يحق لكِ الفخر بشهيدكِ

شهيد الكرامة

 

 

“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”..

 

هنيئا لك شموخك قبل شهادتك

شهيد الكرامة والرأس المرفوع.