خاچية…عراب الحكومة الأهلية
![](wp-content/uploads/2023/06/IMG-20230604-WA0040-6.jpg)
* *خاچية* *… * *عراب الحكومة الأهلية* *… .. …. …. ..
ا. د. ضياء واجد المهندس
عندما تقدم (حمودي القندرجي)، ابن العشر سنين، إلى مديرية الأوقاف العامة في بداية الحكم الملكي في عشرينيات القرن
الماضي، لكي يصبح (كيشوان) في جامع الإمام أبي حنيفة… سأله الشيخ: ماذا تعمل؟!!!!!! أجاب حمودي: صانع عند (عموري القندرجي) (معاون إسكافي)… قال الشيخ: هل تعرف القراءة والكتابة؟، قال القندرجي: لا، وهل عمل الكيشوان يحتاج القراءة والكتابة، سمعت من أستاذي، الشغلة هي استلم واحرس النعل والكيوات والقنادر؟!!. قال الشيخ: نريد كل من يتعين في الجامع يقرأ ويكتب، ليقرأ القرآن ونطمئن لأمانته ويصبح من المؤمنين…
خرج ( القندرجي) وأخذ مسار جديد في عمله، حيث عمل مع الإنكليز في السكراب ومواد البناء والأسفلت والنفط والإعاشة، حتى ظفر من أحداث مايس في بداية الأربعينيات ليصبح من أثرى أثرياء العراق… عندما بدا يأخذ مشاريع عملاقة في السكك والإسكان والري طلبوا منه أن يكون له حساب في البنك العراقي. فتح حمودي القندرجي حسابا “، وطلب مدير البنك العراقي من حمودي أن يكتب اسمه وتوقيعه، أجاب حمودي أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب!!!!… استغرب مدير البنك وقال لحمودي: إذا أنت أمي ،لا تقرأ ولا تكتب، وصرت مليونيرا (يعادل ملياردير الآن )، طيب لو كنت تقرأ وتكتب كيف تكون؟!!! . ضحك حمودي القندرجي: كان وجدتني أصطف واحرس النعل بجامع أبي حنيفة…
يقول القندرجي الذي غير اسمه فيما بعد: إذا أعطيت الطفل ليرة ذهب وجكليته ، يأخذ الجكليته لأنها حلوة مجربها ، ويترك ليرة الذهب الذي تعادلت شاحنة من الجگليت!!!!
هذا هو حالنا، دفعونا مثل الأطفال نحو الوظيفة والراتب المحدد والبصمة ب ٨ الصبح وب ٣ الظهر، قتلوا حافز الإبداع والابتكار، لأنهم دمروا بيئة الاستثمار، ولوثوا كل منافذ العمل الحر والقطاع الخاص، وأصبح الاستثمار للساسة والأحزاب والكتل، حتى وصل الأمر لإبليس على حد زعم خاچية فقرر مغادرة العراق، لأنه علمهم السرقة والرشوة والتزوير ووضع اليد والتلاعب، فأنكروا فضله وكتبوا على ملكهم وصحتهم الحرام (* هذا من فضل ربي *)، وتقسم خاچية بعد عودتها من الحج ان المسؤولين الفاسدين لم يرموا الحجر عليه (ابليس) بادعاء احدهم: صاحبنا، ما يصير نغدر بيه، ونحتاجه من نرجع…
منذ صغرى وأنا أعمل في السوق العراقية، وتعلمت أن أبواب الرزق مفتوحة ومتاحة لعباد الله، لأن الله عادل…
اللهم تقبل منا صالحا أعمالنا…
وأعفو عن سهونا وآمالنا…
البروفيسور د. ضياء واجد المهندس.
مجلس الخبراء العراقي