تصحيح الصحيح
![](wp-content/uploads/2023/03/IMG-20230305-WA0076-12.jpg)
تصحيح الصحيح
ـــــــــــــــــــــــــــ
ليس من المعقول أن المثقف لاتصعب عليه المسائل العلمية والفكرية , فهو أولا ً وآخرا إنسان معرض للخطأ والصواب , ومن الصعب عليه إدراك كافة العلوم المختلفة سواء كانت علمية أو أدبية , وبات من المعروف من خلال أسس وطرق التدريس , إذا ماتعرض المدرس أو المعلم لسؤال لأحد الطلاب ، وكان من الصعب معرفته للإجابة عليه مما قد يعرضه للحرج من عدم قدرته على الأجابة , فهنا وبالاستناد على اسس وفن التدريس يلجأ إلى التأكيد من أن هذا السؤال له من الأهمية بمكان , وعلى الطلاب البحث عن الأجابة بورقة تقدم له في الدرس القابل , وهناك مكافئة لأفضل إجابة , وبالتالي يتملص من الأحراج ريثما يبحث ويحصل على الإجابة الناجعة , وهذا بالتأكيد وسيلة إنقاذ لذلك المدرس أو المعلم , فهي طريقة تحفظ له مكانته مابين طلابه , وعلينا الإدراك ماستكون عليه فيما اذا كانت إجابته خاطئة أو عندما يقولها بصراحة من أنه لايعرف الإجابة , فهنا بالتأكيد ستكون نتيجته معكوسة سلبيا على مكانته مابين طلابه , وقد حدثت مثل هذه الحالة عندما كنت أشارك في دورة عسكرية إذ سأل أحد طلاب الدورة المدرس الذي كان برتبة مرموقة , لماذا يحمل الضابط خريج كلية الأركان علامة حمراء على رتبته العسكرية ؟ ويبدو أن السؤال كان مبهما على المدرس , فإذا به يؤكد علينا بتقديم الأجابة له بورقة منفصلة في المحاضرة القابلة وأنه سيكافيء صاحب أفضل إجابة صحيحة , حينها أدركت حقيقة أمر أستاذنا القدير لمعرفتي المسبقة باسرار المهنة , ولكن علينا الإدراك أن الوقوع بالخطأ من شخص ما , ليس بالأمر السيء بل ربما سيكون تحصيل حاصل لحالة إيجابية على مستوى الآيام اللاحقة التي بالتأكيد ستزيد من مداركه , وقد قالوا من لايخطأ لايتعلم , وهذا الأمر قد يبدو أقرب إلى الحقيقة , ولكنه ليس بشكل قطعي , اي اننا اذا ما اردنا التعلم وجب علينا أن نخطأ وكأن الخطأ بات من ضرورات التعلم وهذا الامر مستبعد تماما , ولكن المؤسف في الأمر أن المخطئ لايعترف بخطئه ويصر على صحة ما يعتقد سواء كان ذلك في اصدار الأمر أو قيامه بعمل ما وهذا مايؤدي الى أن يتجه الامر نحو السلبية وربما إلى نتائج لاتحمد عقباها , وهنا نتناول حالة خاصة لأحد المعلمين الذي يبدو أن تدرجه التعليمي ليس على مايرام , اذ أنه من الطبيعي يكون الطالب معرض للخطأ في اجابته ، سواء كان ذلك في الرياضيات او في اللغة او في فهم بعض مفردات العلوم المختلفة وبالتالي تأتي اجابته خاطئة ، وهذا امر لايمكن إنكاره , وهنا يبرز دور المعلم في تقويم إجابة الطالب وتحديد خطئه بغية أن لا يكرر ذلك الخطأ , وهنا يحضرني ماقاله الشاعر الكبير ميخائيل نعيمة طيب الله ثراه ( تعلمت حياتي من أخطائي ) ، ولكن العجيب في الأمر أنه بات من الأمور المسلم بها ان المعلم عرضة للخطأ أيضا لمادة يدر ّسها لسنوات عديدة لاسباب مختلفة قد تكون سهوا او فهمه الخاطئ لبعض المفردات ، ولكن عندما تكون اجابة الطالب صحيحة ويذهب المعلم على محاسبة الطالب على ان إجابته خاطئة ، هنا تسكب العبرات , الذي كان عليه تقويم الخطأ إن وجد فتراه يقوم الخطأ بشكل سلبي خاطئ , والأدهى من ذلك تراه لايتوانى في إنقاص درجة الطالب لهذا الأمر فهذا ما يدعو الوقوف عنده وتأشير الخلل حتى لايكون الطالب في مفترق الطرق في فهمه لمفردات المواضيع المختلفة ، وكذلك حتى لايقع المعلم في الملامة من قبل الطلاب أيضا ، ومن هذه الحالات ذهب أحد المعلمين ليضع خطا احمرا تحت كلمة ( اللـّون ) التي كتبها الطالب وكما يجب أن تكتب ، وراح يكتب الصواب فوق الكلمة الخطأ( من وجهة نظره ) وبهذا الشكل ( الون ) ولم يكتف بهذا ولكن ذهب إلى إنقاص درجة الطالب وجعلها تسع درجات بدلا من العشر درجات ، وهنا أقول للمعلم وحسب معلوماتي المتواضعة ان كلمة اللون تكتب اللام فيها ثلاثة لامات وقد تم ابدال اللام الثالثة بشدة على اللام الثانية ( اللـّون ) لأن اللام التي جاءت بعد ال التعريف حرف شمسي , لذا وجب عدم لفظ اللام الأولى وتشديد اللام التي بعدها وحسب ماتقتضي قاعدة كتابة الحروف الشمسية والقمرية ، وهنا اصبح السؤال مشروعا ، هل نشهد يوما يتم فيه اخضاع المعلم وقبل مباشرته بالتعليم لدورة في الكتابة تحت اشراف اساتذة متخصصين في هذا المجال ؟ اظن انها مسألة تحتاج إلى مراجعة ودراسة .
ســــــــــعد عبدالوهاب طه