تلوث جزيرة الخالدية واختفاء السلحفاة والبومه وعلاقته بالسلاح الامريكي وتنظيم داعش والقاعدة
اقبال لطيف جابر
عالم عراقي
قضاء الخالدية هو احدى مدن محافظة الانبار غربي العراق وتقدر مساحتها حوالي 4.71 كم وموقعه على نهر الفرات كان مناسب لانشاء بساتين النخيل وزراعة المحاصيل الاستراتيجية والحبوب وتربية المواشي والطيور حتى عام 2003 بعد احتلال العراق تحولت جزيرة الخالدية الى ارض معارك متواصلة ودامية وعند توثيقي للواقع البيئي في جزيرة الخالدية ومدى انتشار الامراض السرطانية والاوبئة والتشوهات الخلقية من خلال المطالبات الحقوقية للسكان بالتعويضات المادية والمعنوية عن الضرر الفادح الذي اصابهم نتيجة احتلال العراق واستخدام الجيش الامريكي اسلحة محرمة دوليا على قضاء الخالدية وتسبب الولايات المتحدة الامريكية بظهور التنظيمات الارهابية داعش وتنظيم القاعدة وقد كانت الاصابات بسرطان الثدي والغدة الدرقية والدماغ وسرطان البنكرياس والكبد والكلى والرئة وغيرها كثير بالاضافة الى انتشار ضمور الدماغ والصرع العنيد ولهذه الاسباب تم اخذ عينات من مياه نهر الفرات وعينات تربة من جزيرة الخالدية في تشرين الاول /2022 لقياس ( Mg ,Ca, Cu, Ni, Co, Zn, Cr, Cd, Pb , Hg , SO4-2 , T.D.S , EC,PH( ) في جهاز طيف الاتصاص الذري ضمن المختبرات الوطنية بالعاصمة بغداد , وجد ان ارتفاع تراكيزالمعادن الثقيلة في التربة الماخوذه من جزيرة الخالدية حيث كان الرصاص <من النيكل <النحاس <الزئبق<الكادميوم<الكروم<الكوبلت<الخارصين وجميع القيم اعلى من الحدود المسموح بها دوليا فيما أشارت النتائج اعلاه الى ارتفاع تراكيز العناصر الرصاص والنيكل والنحاس في المراتب الثلاث الاولى لدخولها في صناعة الاسلحة مما يدل على تلوث التربة نتيجة تعرضها الى مختلف الاسلحة من الجماعات التي شاركت في معارك جزيرة الخالدية كما ان زيادة تراكيز هذه المعادن تعتبر احد اسباب الاصابة بالامراض السرطانية وانتشارها وكذلك ظهور الامراض النادرة والتشوهات الخلقية واختفاء التنوع البايلوجي وتدهور انتاجية النخيل في قضاء الخالدية ,كما انها تسببت في تلوث مياه نهرالفرات والتربة في قضاء الخالدية والذي نجم عنه اختفاء التنوع البايولوجي في الثروة السمكية والسلحفاة وطائر البومه وان اختفاء السلحفاة يعود لعوامل عدة ومنها الجفاف وتصحر جزيرة الخالدية وهجرة زراعة الاراضي بسبب المعارك المتواصلة منذ 2003 وبلا هوادة وكذلك انخفاض منسوب نهر الفرات وارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة وهي الرصاص والنيكل والنحاس والكادميوم والزئبق والكروم والكوبلت والالخارصين عن المعايير الدولية حيث تعتبر السلحفاة المصدر الغذائي للاسماك ولها دور في التوازن البيئي في مياه الانهر وكذلك اختفاء طائر البومه عن سماء جزيرة الخالدية لم يلاحظها اويسمع صوتها اي شخص بقضاء الخالدية بعد 2003 وطائر البومه يتغذى على القوارض مما يدل على تلوث هواء جزيرة الخالدية وان اختفاء السلحفاة وطائر البومه يعتبر من الكوارث البيئية ومخالفة لمعاهدة واتفاقية التنوع البايلوجي 1992 والتي عقدت في مؤتمر قمة الارض بمشاركة 193 دولة باستثناء الولايات المتحدة الامريكية والتي تنص على ضرورة الحفاظ على التنوع البايلوجي واستدامته كما يعتبر من جرائم الحرب التي اقدمت عليه قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .وعلى النقيض من ذلك ظهور حيوان الشيبه المفترس للبشر والمواشي والافعى التي يطلق عليها الافة ويبلغ طولها من 10 – 15 متروكذلك الخنازير البرية ولم يعهده سكان الخالدية قبل عام 2003 .
لقد شهدت قضاء الخالدية اشد المعارك التي جرت بعد عام 2003 حيث حاصرت المقاومة العراقية ويطلق على قواتها بالمجاهدين من قبل صغار المنطقة انذاك حيث حاصرو القوات الامريكية والتي اقامت الاخيرة نقطة عسكرية لتكون مقرا لهم قرب نهر الفرات ومحصنة تحصينا قويا وصبات عالية وممر محصن بصبات عاليه ايضا لينتقل فيه الجنود الامريكان من غرفة الى غرفة اخرى خشية استهدافهم من قبل المجاهدين ومع هذا صارت النقطة العسكرية صيدا سهلا بيد المقاومة العراقية والتي استخدمت كافة انواع الاسلحة التقليدية كالقناصة والعبوات الناسفة بتفجير الارتال والهمرات واطلاق الهاونات والصواريخ على تلك النقطة موقعة قتلى وجرحى بين صفوف جنود التحالف الدولي بعمليات مستمرة ليل نهار , الامر الذي دفع بالسلاح الجوي الامريكي بضرب المدينة بمادة كمياوية ادت الى اختناق العديد من السكان بهذه المادة الكريهة الرائحة وتشبه رائحة الغاز حيث غصت المستشفيات بضحايا الاختناق فيما شوهد نفوق الكثير من الطيور والدجاج والاغنام والمواشي كما استخدم الجيش الامريكي مادة سامة اخرى يطلق عليها الـ ( أم سكستين) وهي عبارة عن طلقة حين تصدم بالجسم على شكل ثقب بحجم ابرة ولكن تخرج بحفرة كبيرة منها وانفلاق وجهت بشكل عام على القناصة المجاهدين المتحصنين في البنايات العالية والنخيل وقد كانت جزيرة الخالدية عصية على الجيش الامريكي وقوات التحالف الدولي ولهذا السبب كان لظهور تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الارهابي لشن معارك على سكان المنطقة مستخدمة تلك التنظيمات الارهابية اسلحة كمياوية اخرى وتحت انظار القوات الامريكية ظلت اثارها شاخصة حتى الان في المدينة بشهادة ضباط وعشائر الخالدية الذين حاربو تلك التنظيمات وطردهم من القضاء الا ان القوات الامريكية كانت تمنعهم من العبور الى الجهة الاخرى التي تتواجد بها تلك التنظيمات ,هذا وقد منيت قوات التحالف بخسائر كبيرة بالارواح والمعدات في جزيرة الخالدية كما شوهد الكثير من جثث قوات التحالف التي سقطت من هجمات المقاومة العراقية لتلقى بوادي حوران
هذا وقد طالب اهالي جزيرة الخالدية بضرورة تدخل المجتمع الدولي في تطهير التربة والمزارع لسقوط صواريخ الامريكية غير منفقلة في التربة والضغط على دول المنبع في الحفاظ على الحصة المائية لنهر الفرات في الاراضي العراقية وتعويض المرضى المصابين بالامراض السرطانية والتشوهات الخلقية ماديا ومعنويا كما اطالب بضرورة معاقبة المتسبببين باختفاء التنوع الحيوي والتي من شأنها مصدر رئيسي لغذاءالانسان كما انها تحافظ على التوازن البيئي
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع في حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية