وفد وزاري يمثل وزارة الثقافة والسياحة والآثار اطلع على حملة تأهيل البيوت التراثية في البصرة ومنها قصر الثقافة
وفد وزاري يمثل وزارة الثقافة والسياحة والآثار اطلع على حملة تأهيل البيوت التراثية في البصرة ومنها قصر الثقافة
كتب – سعدي السند :
إعلام قصر الثقافة في البصرة
سلسلة من زيارات العمل شهدتها البيوت التراثية في البصرة القديمة والتي تتواصل عمليات تأهيلها وأعمارها من قبل منظمة اليونسكو وبأشراف من وزارة السياحة والسياحة والآثار والحكومة المحلية في البصرة وبتمويل من الأتحاد الأوربي .
الوفد أثنى على جهود
العاملين في الحملة
فقد زار وفد وزاري اليوم الثلاثاء 23 اب 2022 يمثل هيئة الآثار التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار وضم ّالسادة سعد حمزة مدير التحريات في هيئة الآثار والدكتورة آية بدر مالك المنقبة في الهيئة وعمر زبن المنقّب في الهيئة ايضا واطلع الوفد على عمليات تأهيل قصر الثقافة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة وأيضا بناية اتحاد الأدباء والكتّاب في البصرة وبناية جمعية التشكيليين العراقيين فرع البصرة وقد رافقهم في جولتهم بهذه البيوت التراثية عدد من ممثلي الدوائر ذات العلاقة من وزارة الثقافة والحكومة المحلية في البصرة والمعماري السيد فابرس استشاري الهندسة المعمارية لليونسكو وبلال الحمايدة منسق مشروع الاعمار والمهندس الأستشاري قصي الشمخاوي ممثل منظمة اليونسكو في البصرة وكذلك مدير الشركة المنفذة لأعمال البيوت التراثية وعدد من مهندسي الشركة واطلع الوفد الوزاري موقعيا على تفاصيل الأعمال في الوجبة الأولى من البيوت التراثية المشمولة بالتأهيل والأعمار واثنوا على الأعمال وأشادوا بالجهد المبذول من قبل المعنيين ودقة العمل والألتزام الأمثل بكل الفقرات التي أعدتها اليونسكو ضمن مخططاتها لأنجاز الأعمال بالشكل المطلوب وقد ابدى الوفد ملاحظاته للأرتقاء بالعمل بالشكل الذي تنجز فيه الأعمال بالتوقيتات المحددة لها أو قبلها لحاجة أهل البصرة الكرماء الطيبين الى الفعاليات الأبداعية المتنوعة التي كانت تنفذها الجهات التي تتخذ من هذه البيوت التراثية مكانا لأنطلاق تلك الفعاليات .
تصريح لمدير آثار البصرة
وخلال تواجد مدير آثار البصرة مصطفى جاسم خلال جولة الوفد الوزاري قال : ان مديرية آثار البصرة ستكون مع كل خطوة تخص العمل لتأهيل واعمار هذه البيوت للوصول الى نتائج مشرفة تخدم العمل وتحقيق النجاحات المرجوة فأننا جميعا بهذا التعاون ومع جميع المعنيين سنكون أكثر ابداعا وحرصا لتحقيق كل ماهو مطلوب في هذه الحملة التي ماوجدنا فيها لغاية اليوم سوى روعة الأداء وهمة العاملين جميعا وهم يتسابقون لتنفيذ هذه المهمة بالشكل الصحيح والدقيق .
بناية قصر الثقافة
وبما يخص بناية قصر الثقافة فقد تم استقبال الوفد الوزاري من قبل الزميلين عبدالحق المظفر مدير القصر ومعاونه باسم حسين غلب وكادر القصر من الموظفين والموظفات وقد قدم المعنيون في منظمة اليونسكو والشركة المنفذة للعمل شرحا عن الأعمال التني تخص تأهيل وأعمار قصر الثقافة وأشاروا الى حرصهم في المحافظة على كل تشكيلات القصر الهندسية التراثية كالشناشيل وغيرها و تبديل بعض مقاطع الشناشيل المتآكلة والتالفة القديمة و المتهالكة وتنفيذ كل الأعمال بالشكل الدقيق .
يذكر ان بناية القصر شهدت منذ اوائل الاسبوع الحالي حضورا هندسيا وفنيا كبيرا وواسعا من خلال تواجد ممثلين عن جميع الجهات ذات العلاقة اضافة الى عدد من الشباب الذين تدربوا في مركزي التدريب المهني في البصرة وفي خور الزبير والذين أدخلتهم منظمة اليونسكو على نفقتها ليكونوا جزءا من عملية اعادة تأهيل البيوت التراثية في البصرة بعد ان اكتسبوا مهارات فنية في عدد من التخصصات التي تحتاجها هذه البيوت ومنها البناء والخرسانة و النجارة والتأسيسات الكهربائية وغيرها حيث تواجدوا لترتيب بعض الأمور التي تخص تبديل بعض مقاطع الشناشيل المتآكلة والتالفة القديمة و المتهالكة ووضع مقاطع جديدة تم تصنيعها لهذا الغرض حيث ان الحكومة المحلية في البصرة اتخذت قرارا مهما بألزام الشركات التي ستعمل في اعادة تأهيل البيوت التراثية أن يكون هؤلاء الشباب هم من سيعمل مع تلك الشركات وكوادرها الهندسية والفنية لأنهم تدربوا واكتسبوا الخبرة المميزة لكل مايخص اعمار وصيانة هذه البيوت خصوصا وأنهم دخلوا الى هذه الدورات كعاطلين عن العمل وتحققت لهم المهارة المطلوبة ليكونوا جزءا من هذه الحملة.
بناية قصر الثقافة يعود تاريخ
بنائها الى أكثر من 100 عام
يذكر ان بناية قصر الثقافة يعود تاريخ بنائها الى نحو قرن يذكر ان قصر الثقافة يعود تاريخه الى نحو قرن وقد بناه الشيخ خزعل الكعبي وهو الآن قصر حكومي ويتميز بناؤه من هندسة معمارية في غاية الجمال والتنوع الفني حيث استقبلت البصرة بناء هذا النوع من الشناشيل بأهتمام كبير وعمد اهلها إلى إغنائه بالعديد من المفردات سواء في مجال العمارة ومواد البناء ام في مجال النقوش والزخارف وقد تنوعت الشناشيل في الشكل والمحتوى وجاءت متطابقة مع الذوق العام، وجاء هذا بسبب حرية الحركة في الخشب، وسهولة التصرف به وأن شناشيل البصرة حافظت على طابعها الخاص، فهي مطعمة بالزخارف المتناظرة مع الفسيفساء. ونرى أن أهمية الشناشيل لا تنحصر في خصائصها الفنية فقط، بل تتعداها إلى أهمية اجتماعية أيضا، إذ جاءت الشبابيك ذات المشبكات الخشبية البارزة على صورة مثلثات مسننة متباينة ومتوافقة مع القيم الاجتماعية المحافظة وشكل الشبابيك المطلة على الأزقة والشوارع تسمح لأهل الدار ان ينظروا إلى الخارج، أي الزقاق، بينما لا يستطيع المارة ان يروا ما في الداخل.. وهذه الخاصية مهمة بالنسبة للنساء وهناك بعد اجتماعي آخر للشناشيل يمنح نزلاء الدور المزودة به المزيد من العلاقات الطيبة مع جيرانهم، لأن وضع الشناشيل في الطابق العلوي من المنزل أدى إلى تقارب سكان بيوت الشناشيل، بحيث يسمح للعوائل ان تتبادل التحايا والاخبار وشتى الأحاديث من خلال الشناشيل و يرى المهندسون المعماريون ان الاكتشاف الأهم في مادة بناء الشناشيل هو الخشب، وأن مادة الخشب، لخفتها، سمحت لسكان المدن العراقية ان يرفعوا بيوتهم إلى طابق ثان من غير مخاوف من طبيعة الأرض فضلا عما تؤلفه الشناشيل في الزقاق الواحد من نسق معماري ذي ابعاد هندسية جميلة؛ لأنها في ارتفاع واحد سواء عن مستوى ارض الزقاق ام على مستوى إطلالتها أو طلعاتها الخارجية.