الفرهود ..من سوق الهنود..
الفرهود ..من سوق الهنود..
تحياتنا الخالصة ..
منذ ٥ سنوات انضمت مئات السيدات من ذوات الكفاءة والخبرة في كل الاختصاصات، وكان لدينا لقاءات في نقابة المهندسين و اتحاد الحقوقيين و نقابة المحاميين و مقر صحفيات بلا حدود وفي قاعات بعض الفنادق، وكنا نطمح ان يكون لخبيراتنا دور في قيادة البلد الذي يدار بعقلية وارادة ذكورية..
كانت تتصل بي بشكل يومي سيدة معرف رقمها لدي ب( الله يرعاك ) ، وكانت تنصحنا احيانا و تغمرنا بدعواتها في كثير من الاحيان . وبالرغم انها تسكن في انكلترا الا انها ادعت انها التقت بي في احد ندواتنا في نقابة المهندسين في المنصور وكانت تجمع لنا بعض ما نحتاج من وثائق.. افترقنا ايام المحنة عندما اشتد خلافنا مع الحكومة و بداو باعفاء كل من كان معنا من مراكزهم و تعرض الاخرين الى الاقصاء والتهميش وتعرض لنا من تعرض و تلقينا من التهديدات ما جعل كثير من الاخوان يتخلى عنا و بعضهم باعنا مقابل منصب او رضا من اقطاب الفساد في الحكومة ..كانت اختنا قد طلبت ان اوقف كتاباتي وان اصمت لفترة من باب التقية والسلامة وحفظ النفس ، ولكني بفعل الحماسة لم اتقيد بنصيحة ،فكتبت ( هذا فراقا بيننا ) ، ( لكم دينكم ولي ديني ) ، ( لقد ارتفع ضغط دمي وكدت افقد حياتي بسبب عدم اكتراثك لعواقب الامور )..
تذكرت ( يرعاك الله ) وانا اشرع في تدوين خلاصة ما قدمته لنا من وثائق مهمة في الارشيف البريطاني تم ارسال نسخة منه الى المخابرات المركزية الامريكية حول سايكولوجية العراقي وطبيعة المجتمع العراقي …للانكليز تجربة في الهند ،عندما استعمروها شجعوا بعض الهنود من ابناء الزعماء على انكار تقديس البقرة لأنها حيوان تاكل الازبال ، ودفعوا ببعضهم وخاصة في الارياف وفي الاحياء الشعبية في المدن المكتظة ان يقوموا بضرب الابقار وعندها يقوم ضباط المخابرات الانكليز بضرب الشباب الهنود بداعي احترام المقدسات وكانت القاعدة الاولى : ( كرس الخرافة والدجل والشعوذة عند الجهلاء تكسب ولائهم وطاعاتهم و محبتهم )..وعندما كان الانكليز يبنون معسكر في احد المناطق الهندية تجاوزوا على ارض زعيم قبلي ،الذي انبرى غاضبا” وصفع الضابط الانكليزي الشاب ، وعندما هم الضابط الانكليزي بضرب الهندي ،منعه القائد العسكري الذي كان متواجد حينها وطلب من الضابط ان يعتذر للهندي ، وقام القائد بمنح الهندي مقاولة انشاء الاسيجة والحدائق والابنية ، وفي يوم اكمال المقاولة ،وضع القائد صك الاستحقاقات للهندي بيد الضابط ، وامام الجميع امر القائد الضابط ان يضرب الهندي امام الناس والعسكر ، وفعلها ولم يرد الهندي وكانت القاعدة الثانية: ( لن يقاومك من كانت مصالحه معك ، اعلف كلبك يتبعك )، ولهذا عندما قدم الجنرال مور الى جنوب العراق طلب ضباط مخابرات من الهند لجيشه ..عندما اراد الانكليز التوغل في البصرة وجدو مقاومة شرسة وتأهب عالي لكون المقاتلين قد تغذوا بفكرة الجهاد والذود عن الوطن والدين بوجه الغاصب الصليبي الانكليزي ، فامر القائد الانكليزي بجماعة ان يكسروا محلات سوق الهنود وطلب من الناس ان ياخذوا احتياجاتهم منه ، وبدا الفرهود في سوق الهنود ، وبعد يومين جاءوا التجار واصحاب المحلات والمختار الى القائد يشتكون السرقة ،فامر بدفع تعويضات الى كل المحلات بعد ان يقدموا جرد بما تم سرقته وعندها بدأو بكتابة البضائع بكميات ضخمة واسعار خيالية ،وعندما قال ضابط المخابرات البريطانية لقائده : لقد دفعت تعويضات مبالغ فيها ..قال القائد الانكليزي : لقد اشترينا دمائنا بحفنة دنانير ذهب ، وباعوا لنا مقاومتهم و قتالهم ببضاعتهم ،وكانت القاعدة الثالثة : (افسد من يحاربك ، يسهل عليك غلبتهم )..
عندما حاربنا الامريكان في ١٩٩١ و٢٠٠٣ استعانوا بالمعارضة العراقية وارشيف المخابرات المركزية الامريكية ، وعندما دخلوا العراق جمعوا وثائق ومحاضر لعدد كبير من العراقيين بالاضافة الى بيانات لملايين العراقيين المشتركين في الفيسبوك وتويتر والفايبر والواتساب والتيلكرام والذين يضعون افكارهم وحياتهم بيد الامريكان من حيث لا يشعرون..
بعد بضع سنين ، هل من عاش الرخاء و اكتنز المال وملك العقارات والحياة الفارهة بعد ان ضاق شظف العيش و مخاطرة القتال ايام المقاومة وتعرض للموت ، ان يحمل السلاح ويقاتل الامريكان ومن معهم …اتذكر ما قاله هولاكو على سقوط بغداد ، وكان الجيش العباسي منذ البداية اكبر واكثر عدة وعديد : لقد ركنوا الى الحرير والجواري وسهر الليالي وتركوا السيف والرمح وساحات ااوغى..
لنا ولاهلنا اللطيف الخبير
الله السميع العليم البصير
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي
