آخر الأخبار
ألمقالات

نقاد آخر زمن

“نقاد آخر زمن”:
حينما يصبح التحليل الكروي نكتة موسمية
في زمن أصبحت فيه كرة القدم وسيلة للتسلية أكثر من كونها رياضة، خرج علينا جيل جديد من “النقاد الرياضيين” ممن لا يفرقون بين التسلل والتوصيل المنزلي، وبين خط الوسط وخط الدليفري.
هؤلاء العباقرة لا يحملون شهادة في الرياضة، ولا ثقافة في التحليل، بل لا يملكون حتى أبسط قواعد الحديث اللبق. ولكنهم يملكون شيئاً واحداً “مايكروفون” وجرأة و وقاحة. وهذا كافي في زمن التفاهه حيث صار الصوت العالي بديلا عن الفكر، والانفعال بديلا عن المنطق.
تجدهم في كل برنامج رياضي، يتنقلون من قناة إلى قناة، كما يتنقل اللاعب المحلي بين أندية الدوري الممتاز بحثا عن سلفة أو عقد مؤقت. أحدهم يبدأ كلامه بنظريات كروية تتناقض مع قوانين نيوتن، ثم يختم تحليله بجملة
“أنا اعرف كل شي عن الكرة”٩
منهم من لا يجيد تركيب جملة مفيدة، وتجد مفرداته تتراوح بين “مو خوش لعب”، و’اللاعب خواف”، و”المدرب جبان”. ” ولاعوبيش”
أما الكارثة الكبرى، فهي عندما يقرر أحدهم الحديث عن المحترفين في أوروبا، فينظر إليهم نظرة استعلاء، ويقول: “خلي يرجعوا يلعبون عدنا، حتى نشوفهم عدل”. نعم طبعا، وكاننا ننتظر رأيه في لاعب يلعب في البريميرليغ، لأن رأيه أهم من رأي مدربه في إنجلترا!

وفي نهاية الحلقة، يخرج هذا الناقد مزهوا بنفسه، ظنا منه أنه “مورينيو العرب”، بينما كل ما فعله هو جلد لاعبين، وإهانة مدربين، وبيع كلام خاو في سوق المزايدات الوطنية.

نصيحة لكل من يحب كرة القدم لا تجعل صوت الجهل والنشاز يغطي على منطق العقل لديكم. فالتحليل الرياضي ليس “فزعة”، بل علم، وأسلوب، وثقافة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى