آخر الأخبار
ألمقالات

الوعي المجتمعي المنشود: كيف يتحقق في ظل التحديات؟

كتب رياض الفرطوسي
إن تحقيق الوعي المجتمعي هو من أكثر الأهداف طموحاً لأي مجتمع يسعى للنهوض، لكنه يتطلب جهداً مستمراً وعملاً ممنهجاً، خاصة عندما يكون التعليم ضعيفاً، والثقافة محدودة، ومعظم الأفراد منشغلين بتوافه الأمور. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف ليس مستحيلاً إذا توفرت الإرادة والرؤية الواضحة من خلال :
اولا . إصلاح التعليم كركيزة أساسية : التعليم هو حجر الأساس لبناء أي وعي مجتمعي. لكن عندما يكون النظام التعليمي ضعيفاً، فإنه يخرج أجيالاً لا تمتلك الأدوات الفكرية الكافية لفهم العالم من حولها. لتحقيق التغيير، يجب : أ. إصلاح المناهج : تقديم مناهج تعليمية تركز على التفكير النقدي وليس الحفظ والتلقين . ب . تعزيز دور المعلم : رفع كفاءة المعلمين وإعادة هيبتهم كمصدر للمعرفة والإلهام . ج. إتاحة التعليم للجميع: كسر الحواجز الاقتصادية والاجتماعية التي تمنع الوصول إلى التعليم الجيد . ثانياً . دور الإعلام والثقافة في بناء الوعي: الإعلام هو السلاح الأقوى في تشكيل العقول، سواء بالإيجاب أو السلب. إذا تم توظيفه بشكل صحيح، يمكن أن يصبح وسيلة فعالة لنشر الوعي. أ. إنتاج محتوى هادف: يجب على وسائل الإعلام تقديم برامج تثقيفية وترفيهية تهدف إلى رفع مستوى المعرفة لدى الجمهور . ب. الترويج للقراءة: تشجيع القراءة من خلال مبادرات مجتمعية وتوفير الكتب بأسعار مناسبة أو مجاناً او من خلال تسهيل الحصول عليها عبر شبكة الانترنت .ج. محاربة التضليل الإعلامي: تدريب الأفراد على التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات . ثالثاً. استثمار النخب المثقفة في التغيير. على المثقفين والكتاب وأصحاب الرأي دور حاسم في قيادة المجتمع نحو الوعي. وهذا يتطلب : أ .النزول إلى الناس : بدلاً من البقاء في أبراجهم العاجية، يجب على النخب المثقفة مخاطبة الجمهور بلغة بسيطة ومفهومة . ب. تقديم القدوة الحسنة: أن تكون النخب نموذجاً يحتذى به في السلوك والتفكير المسؤول . ج . تعزيز النقاشات العامة: تنظيم ندوات وحوارات مفتوحة لمعالجة القضايا التي تهم المجتمع . رابعاً . تفعيل دور المجتمع المدني: منظمات المجتمع المدني هي أحد أهم أدوات التغيير. يمكن لهذه المنظمات أن تسهم في تحقيق الوعي من خلال : أ . إطلاق حملات توعية: حول القضايا الأساسية مثل ، البيئة، الصحة العامة. ب.توفير فرص التعليم والتدريب : لمن لا يستطيعون الوصول إلى التعليم الرسمي . ج. العمل على أرض الواقع : التواجد في المناطق المهمشة والعمل مع الفئات الأقل حظاً. خامساً . التركيز على الشباب كقوة تغيير. الشباب هم عماد أي مجتمع، وإذا تم توجيه طاقتهم بشكل صحيح، فإنهم قادرون على إحداث الفرق. لتحقيق ذلك : أ . توفير فرص العمل والتدريب:التي تضمن لهم حياة كريمة وتشغلهم بما هو مفيد . ب. تعزيز روح المبادرة: من خلال دعم المشاريع الشبابية وريادة الأعمال. ج . تعزيز الهوية والانتماء: من خلال تعليمهم تاريخهم وثقافتهم بأسلوب يُشعرهم بالفخر . سادساً . مواجهة الانشغال بالتوافه: الانشغال بالقضايا السطحية هو نتاج لغياب البدائل الجادة. لذلك، يجب تقديم خيارات جذابة ومفيدة :أ . إعادة تنظيم الوقت . عبر حملات توعية بأهمية استثمار الوقت في التعلم والتطوير الشخصي. ب. تقديم محتوى بديل: إنتاج مواد إعلامية وترفيهية تثري العقول وتُمتع في الوقت ذاته. تحقيق الوعي المجتمعي المنشود هو عملية طويلة الأمد، تتطلب جهداً متكاملاً من جميع الأطراف: الحكومة، الإعلام، المثقفين، ومنظمات المجتمع المدني. رغم صعوبة الظروف، فإن البدء بخطوات صغيرة مدروسة كفيل بإحداث فرق كبير. الوعي ليس مجرد حلم بعيد المنال، بل هدف ممكن إذا تضافرت الجهود وتحقق الإصرار.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟