فنانون في الذاكرة


( فنانون في الذاكرة )
اعداد: جواد الرميثي
المطرب فاضل عواد
ولد المطرب الدكتور فاضل عواد أحمد الجنابي في بغداد – مدينة الحرية عام 1942، يمتلك صوت جميل ودافيء ويجيد الغناء باللون البغدادي والريفي .
حاصل على شهادة (الدكتوراه في الأدب العربي) من الجامعة المستنصرية ، لذلك فقد أجاد نظم الشعر الفصيح إلى جانب الشعر الشعبي ، لحن الكثير من الأغاني ، ومن اهتماماته الأخرى الضرب على الإيقاعات والأداء الصوفي إضافة إلى العزف على آلة العود .
تخرج من الثانوية بدرجات عالية ، وبالرغم من ذلك ، قدم في 1965 للدراسة في معهد إعداد المعلمين في الأعظمية ، خريج هذا المعهد يصبح معلم ابتدائية، لا أكثر .
عندما لاحظ مدير المعهد خليل أحمد جلو معدله العالي الذي يخوله دخول أية كلية يشاء في جامعة بغداد، أوشك أن يرفض قبوله في المعهد لولا تبرير فاضل بقوله ، أنا من عائلة فقيرة محتاجة ، وفي هذا المعهد يوجد قسم داخلي مجاني سيوفر على أهلي مصاريف أكلي وشربي وسكني ، اضافة لذلك ، أستطيع ان إرسل لهم الخمسة دنانير راتبي الشهري الذي ستمنحوه لي خلال دراستي .
خلال دراسته كان كثير الغياب بسبب انشغاله بالأذاعة والتلفزيون ، ولكن عندما جلبه المعاون ليواجه مدير المعهد لغرض فصله لتجاوز غياباته الحد المقرر ، رفض المدير توقيع قرار فصله بعد أن إطلع على الدرجات العالية التي كان فاضل يحصل عليها ، بعد ذلك، تم استثناءه من الالتزام بحضور الدروس ما دامت درجات امتحاناته لا تزال عالية .
يُعد فاضل عواد مطرب من أهم مطربي الأغنية السبعينية بسبب تميز صوته بشجن اخاذ وعذوبة لاتخطئها الاذن ابداً .
لعبت المصادفة والحظ معه دوراً في شهرته نهاية الستينات من خلال أغنية (لا خبر) ذائعة الصيت . هذه الاغنية لحنها الفنان الراحل (حسين السعدي) بنفسه لكن الإذاعة رفضتها ، فأراد توريط فاضل بها لانه لايعلم بمسألة رفضها ، لذا حين تقدم بها رفضت أيضاً ! لكن الملحن الراحل ياسين الراوي الذي كان يقدم ويعد برنامجاً للهواة ، أخذ بيد فاضل واغنيته (لاخبر) فقدمها وحصل على موافقة لبثها باعتبار ان برنامجه للهواة وليس للمحترفين ، وحينما بُثت الاغنية ، انطلقت في سماء الشهرة والمجد وجعلت فاضل عواد من أشهر مطربي العراق ، وصارت الاغنية في الاعراس والمناسبات وقدمتها إحدى الاذاعات أكثر من عشرين مرة متتالية .
وهكذا صعد نجمه على نحو لم تشهده الاغنية العراقية مع مطرب آخر .
قدم بعد ذلك باقة من أجمل الأغاني العراقية مثل (يا نجوم صيرن كلايد ، يا شموع ، اتنه اتنه ، حاسبينك ، هلو واحنة نهل ، للناصرية ، يلجمالك سومري ، الويل ويلي امكحله ، دور بينه يا عشك ، لا بالمحطة ، روحي بيده ، عاش من شافك ، تريد مني التفاح ، ارد انشد الصوبين كرخ ورصافه ، ضوه خدك ، عل الحواجب يلعب الشعر الحرير وغيرها الكثير ) .
في أواخر التسعينات قرر فاضل مغادرة البلاد بلا رجعة ولانه يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية ، سافر إلى ليبيا للتدريس في جامعاتها . بدأ الغناء هاوياً في حدائق السكك ببغداد مع زميله الفنان سعدون جابر وتقدم إلى برنامج ركن الهواة عام 1967 لينضم إلى الكورس الغنائي لفرقة الأنشاد العراقية ، وحقق حلم حياته بالوقوف خلف المطرب العراقي الكبير (محمد القبانجي) .
سجل للإذاعة عملاً غنائياً لإحدى القصائد الشاعر العربي (ابن زيدون) ،
كذلك ألف وأنشد القصائد الصوفية في التكية القادرية الكسنزانية ، وبقي منشدا هناك من سنة 1978 – 1987 ثم عاد إلى الإنشاد مرة أخرى سنة 1995.
عند بداية التسعينات كانت الساحة الغنائية تشهد تغيراً كبيراً وظهرت موجة جديدة من الغناء الحديث أدى إلى بزوغ أسماء جديدة في الساحة الغنائية وأفول نجم فاضل عواد وزملاؤه مثل ياس خضر وحميد منصور وحسين نعمة وسعدون جابر ، الذين سيطروا على ساحة الغناء العراقي خلال فترة السبعينات ومعظم فترة الثمانينات .
بسبب تدهور حالته المادية وعدم الاهتمام به من قبل المسؤولين في ذلك الوقت ، هجر فاضل الغناء وأتجه للعمل في مجال التدريس في ليبيا للفترة بين 1995 – 2005 . أثرت الغربة على حياته كثيرا، ومع أنه ترك الغناء هناك إلا أنه ظل ينظم الشعر واخذ ينشر قصائده في جريدة (الدرونيل) في مدينة بني وليد الليبية .
اشترك في كثير من المهرجانات الشعرية ، وكذلك اشترك في عمل فني مع مؤسسة الاجاويد الفنية في طرابلس التي يديرها الاعلامي المعروف علي الكيلاني .
عاد للعراق عام 2005 ليدرس التصوف والبلاغة القرآنية والأدب العربي الإسلامي في كلية الشيخ محمد الجامعة (كلية السلام الجامعة حاليا) في بغداد بوظيفة معاون عميد الجامعة .
أعلن اعتزاله الغناء في تموز 2019 ، العمر المديد والصحة الدائمة لفناننا الكبير الدكتور فاضل عواد .