آخر الأخبار
ألمقالات

تفنيد خطاب الحسيني: هشاشة المنطق ومغالطات الواقع

كتب رياض الفرطوسي
في الرد على مقالة محمد علي الحسيني المنشورة في صحيفة الرياض بتاريخ 4 ديسمبر 2024 . تحت عنوان ( الحرب على لبنان ونتائجها ).
لا يمكن قراءة مقال السيد محمد علي الحسيني حول الحرب الإسرائيلية على لبنان دون الوقوف عند التناقضات الواضحة والمغالطات الفكرية التي حاول من خلالها تقديم رؤيته، والتي لا تعدو كونها سردية مبنية على قناعات هشة وتبريرات واهية. إن وصفه لخيار المقاومة بأنه ( غير مدروس ) و ( متهور ) يتجاهل السياق التاريخي والسياسي الذي فرض على حزب الله خوض حرب وجودية، لا حرباً عبثية كما يحاول أن يصورها . الحسيني يتناسى أو يتغافل عن السبب الحقيقي وراء الحرب، وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، والاحتلال الذي امتد لعقود في الجنوب اللبناني، والانتهاكات اليومية التي طالت الأرض والشعب. المقاومة ليست خياراً عابراً، بل ضرورة فرضها الاحتلال. إذا كان السيد الحسيني يروج للحلول السلمية، فأين كانت هذه الحلول أمام عربدة الاحتلال وقصفه للمدنيين قبل اندلاع الحرب؟ . يتحدث الحسيني عن تكاليف الحرب كأن الشعب اللبناني كان يعيش في رفاه وسلام قبلها، متجاهلًا أن الاحتلال الإسرائيلي كان يكلف لبنان كل يوم من السيادة والكرامة الوطنية. نعم، الحرب كلفت لبنان الكثير، ولكنها كانت حرباً للدفاع عن الوجود، وعن شعب يرفض أن يكون خاضعاً لإرادة المحتل. إذا كانت الكرامة تُحسب بالدولار والمليارات، فبئس الحساب الذي يروج له الحسيني. يركز المقال على الخسائر البشرية والمادية، متجاهلًا الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة اللبنانية بفرض توازن ردع مع العدو الإسرائيلي. هذه الحرب، رغم الدمار الذي خلفته، أجبرت إسرائيل على الانسحاب من الجنوب اللبناني وأثبتت أن الشعوب قادرة على مقاومة الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة دولياً. أين الحسيني من هذه الحقائق؟ يُظهر الحسيني نفسه كداعية للسلام، متناسياً أن الطرف الوحيد الذي يملك قرار السلم والحرب هو إسرائيل، التي كانت وما زالت تتبنى سياسة الحرب والعدوان. دعواته للحوار والسلام تنطلق من منطق استسلامي يتجاهل طبيعة المشروع الصهيوني الذي لا يعترف بالسلام إلا بشروط الإذعان. الشعوب التي تفقد خيار المقاومة تفقد حقها في الحياة الحرة الكريمة. لو لم يختر لبنان المقاومة، لكان الآن مستباحاً بالكامل من الاحتلال الإسرائيلي. الحرب ليست خياراً ترفياً، بل قرار تفرضه الظروف حين تغيب العدالة الدولية وحين تكون لغة القوة هي الوحيدة التي يفهمها المعتدي . مقال السيد الحسيني يعكس رؤية سطحية ومبتورة للواقع اللبناني، تتجاهل عمق القضية وتاريخها وسياقها. المقاومة ليست خطأ استراتيجياً، بل هي شرف الشعوب التي تدافع عن حقها في البقاء. خطاب الحسيني، بدلًا من أن يقدم حلولًا واقعية، يعيد إنتاج منطق التبعية والاستسلام الذي لا يليق بشعب كالشعب اللبناني، الذي قدم تضحيات جسيمة ليحيا بكرامة . إذا كان الحسيني يرى أن خيار المقاومة متهور، فإن التاريخ والحقائق على الأرض تُثبت العكس. المقاومة ستبقى الخيار الأسمى، ما دام الاحتلال والعدوان قائمين .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟