عندما نكتب عن تضحيات أبطالنا الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن، لا نعيد فتح جراح الماضي، بل نحيي ذكراهم وفاءً وعرفاناً منا لهم
عندما نكتب عن تضحيات أبطالنا الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن، لا نعيد فتح جراح الماضي، بل نحيي ذكراهم وفاءً وعرفاناً منا لهم، لتبقى دماؤهم الزكية وأرواحهم الطاهرة حية في قلوبنا، وليظل الوطن الذي قاتلوا لأجله مكللاً ببطولاتهم.
الشهيد البطل كريم علاج لفتة، وُلد عام 1991 في محافظة المثنى، قضاء الخضر. التحق بجهاز مكافحة الإرهاب بتاريخ 26 ايلول 2012، ومنذ تلك اللحظة كرّس نفسه للدفاع عن الوطن.
كانت معركته الأولى في تحرير مدينة الرمادي عام 2014، حيث قاد مع زملائه الأبطال من جهاز مكافحة الإرهاب ملاحم من الشجاعة والإقدام، ومن أبرزها معارك تحرير مناطق البو فراج، والبوبالي، والملعب، لتُحفر بطولاته في تاريخ تلك المعارك.
وبعد انتهاء المعارك في الرمادي، شعر هو وإخوته المقاتلون بأن العاصمة بغداد مهددة، فانتقلوا على الفور لمواجهة خطر المجاميع الإرهابية في مناطق البو زيدان والشورتان غرب بغداد. في وقت قياسي، نجحوا في صدّ الهجمات الإرهابية وتحرير المناطق، ليكونوا درعاً يحمي العاصمة ويمنح أهلها الأمان.
لم يتوقف البطل كريم عن النضال، حيث شارك في معارك سامراء، والموصل، وتلعفر، اذ نفّذ الأبطال عملية إنزالٍ جويٍ لإنقاذ العوائل المحاصرة، في ملحمة جديدة من التضحية.
وفي 17 حزيران 2016، وأثناء تقدم قطعات جهاز مكافحة الإرهاب لتحرير ناحية زنكورة، استهدفته قذيفة من عصابات داعش الإرهابي، ليرتقي شهيداً، حاملاً معه ذكريات بطولية وإنسانية خالدة تركت أثراً عميقاً في نفوس إخوته المقاتلين.
رحل كريم، لكنه بقى حياً في قلوب رفاقه، وبقيت ذكراه رمزاً للوفاء والشجاعة، وكأن روحه لا تزال تحلق فوق العراق، تذكّرنا بواجبنا نحو الوطن وبأن دماء الأبطال كانت وما زالت السبيل نحو الحرية والسلام.