عقوق الوالدين سببا لتعجيل العقوبات للفرد و المجتمع

♦️ *عقوق الوالدين سببا لتعجيل العقوبات للفرد و المجتمع* ♦️
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
اننا نعتقد اصبح اليوم من الضروري جدا ، ان نعيد النظر في حقوق الاب و الام من جديد سواء بحياتهما ، وبعد وفاتهما ، لان القضية وصلت مجتمعيا ، الى انكار الفضل لهما مما كان سببا في احد اسباب البلاء على نحو الفردي و الاجتماعي …
لان الامة الناكرة لهذا الواجب ،على مستوى العموم معناها امة جعلت نفسها في محل ، المحاربة لله تبارك وتعالى من خلال عدم تطبيق احكامة .
ونحن نرجع ايضا من اسباب سلب الخيرات و عدم التوفيقات على مستوى الحكم و السياسات هو ان الافراد المتصديق قد يكونوا مشمولين بالعقوق و بالنتيجة يكونوا مسلوبي التوفيق والنجاح في اعمالهم .
والعجيب ان عدم الالتفات الى حقوق الوالدين والدخول في دائرة ( عقوق الوالدين ) له اثار سلبية وعقوبات على مستويات ثلاث :
▪️المستوى الدنيوي البعد الدنوي وهو محل كلامنا
▪️المستوى البرزخي
▪️المستوى الاخروي
نحن ركزنا في كلامنا على الاثار و المستوى الدنيوي ، لان البعض يكون اهتمامه فقط في جانب الدنيا ، ويهمل الباقي تحت القاعدة العرفية ( الله كريم ) ، ومما يجب الاشارة له ان عقوق الوالدين من الامور التي يعجل الله تبارك و تعالى بالعقاب عليها بالدنيا دون تاجيل ، او تاخير .
بعد هذه المقدمة نقول :
عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( ع) قال: ( قال رسول الله ( ص): ( ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها، ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان ).
قال الله عز وجل: [ وَقَضَى رَبكَ أَلا تَعْبدواْ إِلا إِياه وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِما يَبْلغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدهمَا أَوْ كِلاَهمَا فَلاَ تَقل لهمَآ أف وَلاَ تَنْهَرْهمَا وَقل لهمَا قَوْلاً كَرِيمًا ].
للوالدَين منزلة عظيمة عند الله( عز وجل ) ،حيث قرن طاعته وعبادته وشكره ورضاه بذكرهما، وأوصانا بهما خيراً، وجعل لهما حقوقاً واجبة في رقابنا، وحذرنا من عقوقهما، والذي عد في الروايات الشريفة من الكبائر الموجبة لدخول النار، وأن العاق قد جعله الله سبحانه وتعالى جباراً شقياً. وورد أن أدنى العقوق أن يقول لهما أف، فكيف بضربهما وسبهما وإلحاق الأذى بهما والهجران والقطيعة وترك الانفاق عليها، بل والأسوأ من كل ذلك قتلهما، أعاذنا الله من ذلك.
وقبل الإشارة إلى آثار العقوق الدنوية ، لا بأس بالإشارة إلى حق الأب وحق الأم، كما ورد في رسالة الحقوق لإمامنا زين العابدين عليه السلام، حيث قال:
( وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فإنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله ).
وقال عليه السلام: ( وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحدٌ أحداً. وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحدٌ أحداً. ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه ).
◼️معنى العقوق وعلة تحريمه‌ :
وقد سئل رسول الله ( ص ) ، عن معنى عقوق الوالدين فقال: ( يأمران فلا يطيعهما، ويسألانه فيحرمهما، وإذا رآهما لم يعظهما بحق ما يلزمه لهما ) .
▪️العقوق لغة: مصدر عقَّ، وعقوق الابن: عصيانه ومخالفته، وعقوق الوالدين بمعنى قطعهما وجحودهما ونسيان فضلهما، وأصل الكلمة من (عقّ)، ▪️والعق: هو الشق أو القطع، وإليه يرجع عقوق الوالدين وهو قطعهما، لأن الشق والقطع لهما نفس المعنى، وعق والديه أي عصاهما وأغضبهما ولم يحسن إليهما، وضده البر.
▪️ العقوق اصطلاحا: هو كل ما يوجب الأذى للأبوين قولاً كان أو فعلاً، وعدم الإحسان إليهما وإغضابهما.
◼️وأما علة تحريمها :
فمن بيان ذلك ، كما ورد في الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام قال: ( وحرم الله عز وجل عقوقَ الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله عز وجل، والتوقير للوالدين وتجنب كفر النعمة، وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما، وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما…).
◼️ماهي الاسباب التي تجعل الابناء عاقين :
▪️جهل الإنسان لما يترتب على عقوق الوالدين من العواقب الوخيمة سواءً الدنيوية أم الأخروية، إضافةً لجهله بفضائل البر العظيمة.
▪️الصحبة السيّئة؛ فقد تؤثر الصحبة غير الصالحة على الابن فتكون وسيلة لتعليمه أخلاق غير حميدة، ومنها إيذاء الوالدين وعقوقهم.
▪️ عدم الاهتمام بمشاعر الوالدين؛ فالابن والابنة لم يُجرّبوا شعور الأبوّة أو الأمومة، وبالتالي لا يشعرون بما يصيب آباءهم عندما يُغضبوهم أو يبتعدوا عنهم
◼️آثار العقوق الدنيوية
▪️ تعجيل العقوبة في الدنيا
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “ثلاث من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان”.
▪️ عدم قبول الأعمال‌
روي أن النبي موسى ( ع ) قال: “يا رب أين صديقي فلان الشهيد؟ قال: في النار، قال: أليس وعدت الشهداء الجنة. قال: بلى، ولكن كان مصراً على عقوق الوالدين و أنا لا أقبل مع العقوق عملاً” .
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: “من نظر إلى والديه نظر ماقتٍ، وهما ظالمان له لم تقبل له صلاة”.
▪️رد الدعاء
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “الذنوب التي تغير النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك الستور شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين”.
▪️القلة والذلة
روي عن الإمام أبي الحسن الثالث عليه السلام قال: “العقوق يعقب القلة ويؤدي إلى الذلة”.
اذن بعد هذا البيان اقول على كافة الؤسسات سواء كانت الحكومية منها و خصوصا التربية و التعليم والرعاية الاجتماعية الاهتمام ضمن مناهجها وخططها في بيان ضرورة العمل على استحصال رضا الابوية من خلال زرعة المعرفة بكافة اطراف هذا الموضوع .
اما غير الحكومية فعلى تنوعها وحرية حركتها يتوجب عليها جهدا اكبر بهذا الصدد .
واعلموا ان كان المجتمع كليا عاقا وكانت ظاهرة عقوق الابوين عامة ، سيكون عندها كل نتائج المترتب على ذلك من سلب التوفيقات عامة .
نسال الله حفظ الاسلام و اهله
نسال الله حفظ العراق و شعبه