واقعة الطف، في سطور

بقلم الأستاذ كاظم المشرفي
هي ملحمة وقعت سنة 61 للهجرة في كربلاء بين الامام الحسين بن علي عليه السلام وأنصاره من جهة، وجيش الكوفة من جهة أخرى، وأدّت إلى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه وسبي أهل بيته.
ففي العام الذي استولى يزيد بن معاوية على الحكم بعد موت أبيه في الـ15 من رجب سنة سنة 60 للهجرة، تمّ الضغط على الامام الحسين (ع) -وهو في المدينة- للقبول بخلافة يزيد، فغادرها في الـ28 من رجب متوجهاً إلى مكّة.
أقام الامام الحسين (ع) أربعة أشهر (من 3 شعبان حتى 8 ذي الحجة) في مكة، وفي هذه الفترة وصل خبر رفضه لخلافة يزيد، إلى شيعة الكوفة، فأرسلوا له رسائل تدعوه بالقدوم إليهم. فبعث الإمام مسلم بن عقيل سفيرع اً له إلى الكوفة يستطلع آراء الشيعة هناك. فلمّا دخل مسلم الكوفة ورأى إقبال الناس عليه يتعهدون للامام لحسين (ع)، بعث رسالة يدعو الحسين إلى القدوم نحو الكوفة. فأقبل (ع) نحو الكوفة مغادراً مكّة في الثامن من شهر ذي الحجة. كما أوردت بعض التقارير التاريخية بأن الإمام كان على علم بمؤامرة تحاك له في مكّة، فلأجل الحفاظ على حرمة البيت غادرها قاصداً الكوفة.
حینما علم ابن زياد بأن الامام الحسين (ع) يتجه إلى الكوفة، أرسل له جيشاً، فاعترضه الحرّ بن يزيد في منطقة ذو حُسَم، فاضطر الإمام أن یمیل عن طريقه صوب نينوى. وبحسب أغلب المصادر التاريخية دخل الحسين (ع) أرض كربلاء في الثاني من المحرم سنة 61 هـ. وفي اليوم التالي أوفد ابن زياد، عمر بن سعد مع جيش آخر إلى كربلاء. وبحسب التقارير الواردة جرت عدة محادثات بين الامام الحسين (ع) وعمر بن سعد، لكن ابن زياد لم يرضَ إلاّ بأخذ البيعة عنوة من الامام الحسين (ع) مهما كلفه الأمر.
وفي عصر التاسع من المحرم استعدّت الجيوش التي أرسلها ابن زياد إلى كربلاء بقيادة عمر بن سعد لبدأ المواجهة العسكرية مع الامام الحسين (ع) ومن بقي معه، إلاّ أن الامام الحسين (ع) طلب مهلة ليلة يتفرغ فيها لمناجاة الرّب. فقام ليلة عاشوراء مخاطباً أصحابه مبرءاً ذممهم عن بيعته وآذناً لهم بالرّحيل وتركِه ليواجه قدره، لكنهم التزاموا
بدأت الحرب في صباح اليوم العاشر من المحرم وسقط الكثير من أصحاب الامام الحسين (ع) صرعى حتى ظهيرة ذلك اليوم. ثم التحق الحر بن يزيد إلى معسكر الامام الحسين (ع) معلناً توبته للحسين (ع). وبعد ما قتل الأصحاب في منازلاتهم، تقدّم ذووا الإمام (ع) يتصدرهم نجله علي الأكبر وبعد أن لقوا مصرعهم جميعاً، نزل الامام الحسين (ع) إلى المعركة وظل يقاتل إلى أن استشهد في عصر ذلك اليوم، وقطع شمر بن ذي الجوشن -أو على رواية سنان بن أنس- رأسه من جسده، ثم أُرسل إلى عبيد الله بن زياد في نفس ذلك اليوم، أمر ابن سعد بوطء جثمان الحسين (ع) تحت حوافر الخيل
بعد أن حطت الحرب أوزارها، سيق النساء والأطفال سبايا إلى الكوفة ومنها إلى الشام، ومعهم الامام علي بن الحسين (ع) -الذي كان مريضاً يومها ولا يقوى على القتال- ترافقه السيدة زينب بنت الامام علي (ع)، وتتقدمهم رؤوس الشهداء على الرماح.
وبعد أن سيق السبايا إلى مجلِسَي عبيد الله ويزيد خطبت السيدة زينب (ع) فيهما وأبلغت أهداف النهضة الحسينية، وفضحت خلالها دسائس بني أمية، كما ألقى الامام السجاد (ع) خطبا عرّف فيها نفسه بأنه من أهل بيت الرسول (ص) وصدَع بحقانية رسالة أبيه الحسين (ع).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد