طارق عاكف يرحل فى هدوء ناعم بين صخب المهرجانات وعزاء الفنانين
طارق عاكف يرحل فى هدوء ناعم بين صخب المهرجانات وعزاء الفنانين
سلمى حسن
دائمًا يكون الفن اللواء الذى يجمع العرب على قاعده الحب والعمل الذى لا تعرف التعصب او العنصريه وكما يقولون”ليس للفن جنسيةً”، ويروي لنا
أحد أصدقاء الراحل طارق عاكف، عائض يحي بن عليه المخرج بمسرح تلفزيون جده بالمملكه العربيه السعوديه، كانت معرفتى به منذ كان عمرى ١٤ عام فى مسرح وزاره التجاره فى مدينه أبها السعوديه برفقه الأخ خالد العليان أن ذاك والتقينا وقتها بالملحن الكبير ثم عملنا بعدها لتوزيع أول عمل أقوم بإخرجه، أحببته كثيرا وكنت حينها صغير فى السن وهو عملاق الموسيقى ولم اري فى توضعه وكان محب بمثابه الأخ والصديق والمعلم
وأضاف كان برغم عبقريته لم بتعامل معى على انه الاستاذ وأنا المبتدأ علي العكس تمام ولم ببخل باى شيئ أو حتى يلفظ انا موزع كبير وانتم مبتدئين على الإطلاق تمامًا بل أعجب بفنى وكان يشجعني ويقف معى ويعلمنا رحمه الله عليه ترك فى دخلي فجوه وفراغ كبير
وأسترسل فى حزن كبير
الموسيقى دائما الأرض التى تجمع العرب
برغم اختلافنا كلاً من بلد الى بلد ومن منطقه الى اخرى الا انها وحدتنا وبشكل كبير نجمتع على العمل والحب ونفترق على الذكريات الجميله وطارق من الشخصيات التى لا تُنسى وانا خاصه افتقده كثيرًا
وأشار انا لا اتكلم على الموزع العظيم فقط بل على الإنسان على مستوى تعاملي معاه كأخ وصديق قبل أن يكون أستاذي فهو فنان جميل
ولايجامل في عمله ولايقبل اللحن الغير لائق.
وكان يؤثر فى كثيرًا
بكرمه وعزه نفسه واخلاقه فهو بسيط إلى أبعد حد هكذا يكونوا العظماء.
واتذكر أن أخر عمل جمعنى بالعظيم طارق كان العام الماضى فى عمل يسمى “حضن الغيم” ديتو من توزيعه وتنفيذه وكان لي عظيم الشرف أن أعمل لطارق عاكف العملاق فنيا وأخلاقي.
وأوضح عائض
مع ظهور المطربين الجدد والاستايل الجديد للأسف سمي إستايل وموجات المهرجانات الغريبه
التى لا تحتوي على نغم او احساس أو حتى موسيقى
اتظلم الأستاذ طارق عاكف ولم يعمل بسبب توجه بعض المطربين الذين تسللو للساحه الفنيه ولم يقبل بأي لحن غير متكامل حيث لا يلتقى أبدًا الإسفاف والرقي الغنائي. ولم يقبل مطلقًا ان يعمل او يكتب لأي فن هابط وكان هدفه السمو بالموسيقى والغناء، الفن رساله ترتقي بالعقول والسلوك قبل الأذن.
وطاق عاكف هو ملحن وموزع موسيقى وقائد أوركسترا ايضًا، وعازف اورج محترف أمتلك استوديو صوت الحب
درس الموسيقى فى القاهرة بمعهد الموسيقى العربيه، ثم تخصص فى التأليف والتوزيع الموسيقى.
بدا حياته الفنيه كعازف اورج أعجب بموهبته المايسترو حماده النادى وعمل معه، ثم التحق بفرقة عمار الشريعي الموسيقيه.
كان من أبرز من عمل معهُ من الفنانين
الفنان إيهاب توفيق وماجده الرومي وحسين الجسمى والفنانه أنغام فضل شاكر وراغب علامة وعبد المجيد عبد الله وهانى شاكر ولطيفه وعاصى الحلانى وعبد القادر عبدلله وغيرهم كثير.
وحصل عاكف على عده جوائز اهمها أحسن موزع موسيقى فى الوطن العربي لمده عشرة أعوام وجائزة أحسن موزع عن أغنية سيدى وصالك لأنغام ٢٠٠١، كما عمل مع يوسف شاهين فى فيلم المصير.
ورحل نجمه فى هدوء الكبار فجر يوم الأثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠ عن عمر ناهز ٦٠ عام قبل مولده بأربعه أيام فى نفس الشهر ٢٨ من نوفمبر ١٩٦٠.