( حكم مع … المولى )).. الحلقة 6

الحكم الدولي السابق.  صبحي رحيم

(( حكم مع … المولى )).. الحلقة 6
( شيخ الحكام ) هكذا كان يلقب من قبل الصحافة والجمهور في وقته وهو لقب ناله عن جدارة واستحقاق كونه كان عادل وجريء في أكثر قراراته ، كان يحلم بالدخول لكلية القانون ليصبح قاضي إلا إن الرياح أتت بما لا تشتهي سفنه ونال شهادة البكالوريوس في اللغة الانكليزية ، من جديد تدخلت عدالة السماء ومنحته بعضا من حلمه المفقود عندما أصبح قاضي لكن هذه المرة قي ملاعب كرة القدم ، هو من قال عنه الحكم الدولي المرحوم فهمي القيماقجي في جريدة العراق خلال لقاء له مع الصحفي عدنان الجبوري قال : لم امتدح حكما في حياتي لكن هذا الحكم أجبرني على إن امتدحه ، كان ابرز عمالقة التحكيم العراقي وحفر اسمه بأحرف من ذهب في قائمة حكام العراق الدوليين ، مثابر وخلوق وصاحب ابتسامة ، دخل عالم التحكيم رسميا عام 1974 واستمر متألقا حتى اعتزاله رسميا عام 1995 ، وقبل إن يدخل لمجال التحكيم كان لاعب كرة قدم في نادي الكرخ في الدرجة الثانية كما انه مارس العاب عدة منها كرة السلة والطائرة والعاب القوى ، حصل على الشارة الدولية باستحقاق عام ١٩86، وخلال رحلته مع الصافره قاد ما يزيد على 700 مباراة محلية وأكثر من 25 مباراة دولية ، حصل على عدد من التكريمات خلال حياته الرياضية ، أول مباراة قادها في دوري الأضواء كانت ودية بين نادي الميناء ونادي والتجارة على ملعب الشعب عام 1982 ، وعن أطرف موقف في حياته التحكيميه قال لي : ( حدث ذلك عام 1976عندما انيطت بي مهمة مراقب خط لمباراة دولية ودية بين منتخب العراق ومنتخب ليبيا ووقتها لا زلت حكم درجة ثالثة وهذا الأمر لم يحدث لأي حكم عراقي على مر تاريخ كرة القدم العراقية كنت أفكر في داخلي وأقول من ورطني كانت رهبة كبيرة لكنني اجتزنها بنجاح ) ، يقول : اسعد لحظات حياتي هي : ( عندما اجد اسمي متداول في الصحف بعد أي مباراة أقودها والى جانبه عبارات المديح والثناء ) ، وعن أجرأ موقف اتخذه كحكم يقول : ( هذا الأمر حدث في مباراة الزوراء والقوة الجوية عام 1992حسب تقديري ، حينها كنت مراقب خط مع الحكم الدولي المرحوم صلاح محمد كريم ، أشرت لحالة تسلل ضد اللاعب ليث حسين الذي استلم الكرة من كريم صدام وهو في موقف تسلل لم ينتبه حكم الوسط لرفع الراية حيث تأخرت بعض الشيء فسجل ليث حسين هدفا انتبه الحكم للراية وألغى الهدف مما اثأر شكوك وغضب جمهور الزوراء وظل البعض يشكك بصحة الهدف وإنا إصر على إن قراري صحيح 100% إلى إن تأكدت صحة الهدف عام 2008 في برنامج أنت الحكم الذي حلله بواسطة الكمبيوتر ) ، وعن أصعب مباراة قادها يقول : ( كانت مباراة العراق والدنمارك الودية على ملعب الشعب وأتت صعوبتها كونها أول مباراة دولية أقودها كحكم ساحة لكن الله وفقني وأتت الإشادة من مدرب منتخب الدنمارك في المؤتمر الصحفي بعد المباراة ) ، إما أكثر شيء ندم عليه في حياته الرياضية فيقول : ( ضربة الجزاء التي احتسبتها للزوراء ضد الجوية حيث لمحت الكرة وكأنها ارتطمت بيد اللاعب حاتم إبراهيم داخل منطقة الجزاء وكنت بموقع خلف اللاعب تماما ، سجل منها الزوراء هدف الفوز وبعد المباراة اخبرني الأستاذ مؤيد البدري بأنني أخطأت في احتساب ضربة جزاء لكنني واصلت اصراري على إن الحالة صحيح عندها قال لي سأعرضها في برنامج الرياضة في أسبوع وعندما شاهدت الحالة أدركت بان الحالة ليست ضربة جزاء ) ، وعن أكثر اللاعبين والمدربين مشاكسة الذين يضعهم في مفكرته قبل المباراة يقول : ( جميع اللاعبين والمدربين أضعهم في مفكرتي واترك تقدير الحالة وعقوبتها المستحقة إلى لحظة حصولها ) ، المباراة التي شاهدها وتمنى إن يكون حكما لها هي : ( مباراة انكلترا وألمانيا في نهائي كاس العالم 1966 ) ، وعن الشخص الرياضي الذي لا ينساه أبدا يقول هو : ( الحكم الدولي المرحوم فهمي القيماقجي ) ) ، إما من كان له الفضل بعد الها في دخولي لعالم التحكيم فيقول : ( الفضل الأول والأخير يعود الى لله سبحانه وتعال ولحبي للتحكيم ) وعن الحكم العالمي الذي تأثر به يقول انه : ( الحكم الايطالي كولينا ) ، وعن النادي الذي كان يعشقه ويشجعه يقول : ( أي فريق يمتع في اللعب إميل له ) ، واختتمت حديثي معه بسؤاله عن رأيه بتقنية الـ VAR التي ظهرت حديثا حيث قال : ( التقنية شيء رائع يحقق العدالة رغم انه بعض الأحيان يقلل من شخصية الحكام التحكيمية عندما يبدل قرارا اتخذه الحكم ) .
ضيفي لهذا اليوم كان الحكم الدولي السابق صبحي رحيم ، ( أبو انور ) قامة رياضية عراقية أطال الله في عمره .