سلاح ثلاثون دولة على مدينة الزبير واخطرها السلاح الكويتي على سفوان
![](wp-content/uploads/2023/03/IMG-20230306-WA0099.jpg)
سلاح ثلاثون دولة على مدينة الزبير واخطرها السلاح الكويتي على سفوان
اقبال لطيف جابر
عالم عراقي
قضاء الزبيرهو مدينة تقع جنوب غربي محافظة البصرة جنوب العراق وهي من قدامى المدن العربية والنواحي التابعة للقضاء اداريا ومنها البرجسية وسفوان والشعيبة وقد اشتهرت بزراعة محصول ثمار الطماطم وتربية الابل ذوات الاصول العراقية كما اشتهرت على صفحات الاخبار ايام العدوان الامريكي على العراق بساحة حرب طاحنة شهدها التاريخ بالقاء اسلحة محرمة لثلاثون دولة اقدمت في محاربة الجيش العراقي الرابض على ارض الزبير ولانه القوة التي لايستهان بها فقد تجمعت اكثر من ثلاثون دولة لمواجهته بمفرده وارغامه على الانسحاب من الكويت عام 1991,وكانت مدينة الزبيرتمتلك قبل 2003حوالي 7000 مزرعة وتشتهر بزراعة محصول الطماطم حيث تبلغ ارتفاع الشجرة متر ونصف المتر وتحمل مايقارب عشرون كغم من الثمار بالموسم الواحد وبعد الاحتلال بقيت 2500 مزرعة فقط بلغ ارتفاع شجرة الطماطم نصف المتر ولايزيد انتاجية الشجرة عن الثلاث كغم بالموسم الواحد كما ان ري محصول الطماطم يعتمد على مياه الابار والذي كان يستغل لمدة عشر سنوات قبل 2003 وحاليا يتجدد سنويا وبكلفة 2000 دولار للبئر الواحد وتعود لاسباب عدة لضعف انتاجية الارض وقلة البذوروقصف المدينة بحاويات العنقودي والرفض القاطع لمزارعي الزبير وناحية سفوان في الامتثال الى قرار الحاكم المدني بول بريمر من زراعة بذور الطماطم الاسرائيلية التي طرحت في اسواق الزبير والامتناع عن زراعة بذور الام من البنك العراقي للبذور وهو الامر الذي زاد من ضعف انتاجية الارض وارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة في التربة بعد اجراء الفحوصات الكمياوية لنماذج من تربة قضاء الزبيروناحية سفوان والبرجسية والشعيبة في مختبر الصناعات الحربية بجهاز طيف الامتصاص الذري فأشارت نتائج التحليل الى ارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة وهي الرصاص والكادميوم والنيكل والنحاس والكوبلت والزئبق والكروم عن الحدود المسموح بها لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعه الفاو وقد وجد ارتفاع نسبة التلوث بعنصر الرصاص السام في الزبير اعلى من البرجسية اعلى من سفوان , بسبب لان الزبيرشهدت تواجد قوات الجيش العراقي بمختلف الصنوف ومنصات اطلاق الصواريخ ودفاعات جوية ومركز تدريب ومعامل تصليح الدبابات ومعامل تصنيع اليات العسكرية ومعمل البتروكمياويات والضغط العالي للكهرباء ومعمل طابوق ومعمل الزيوت قد تعرضت جميعها الى قصف شديد ومكثف من قوات التحالف الدولي بعد مواجهه برية ومقاومة عالية القتال للجيش العراقي وتشكيلات فدائيي صدام واعضاء الفرق الحزبية لحزب البعث وعشائر القضاء بقذائف اليورانيوم المنضب وصواريخ تحمل رؤوس نووية وحاويات العنقودي قد صهرت اليات والاسلحة القطعات العسكرية العراقية والضغط العالي للكهرباء والبنى التحتية بما فيها مستشفى الزبير قصف معسكر الريسز ويضم على مخازن اسلحة ثقيلة وطبابة عسكرية وثلاجات الموتى ومحصن بصبات من الفولاذ وانصهرت دبابات والاليات الجيش الفرقة 55 بصواريخ انطلقت من فرقاطة بالخليج, ولازالت الذخائر الملوثة بلاشعاع مصدر لانتشار الامراض السرطانية والفشل الكلوي وضمور الدماغ والتشوهات الخلقية وداء الذئب الاحمراري بين صفوف اهالي الزبير وارتفاع معدل الوفيات وكذلك هلاك الابل بالسم عند تناولها الاعشاب النامية في اراضي الزبير تنتابها نوبة صرع يعقبها رعاف شديد ثم الموت واختفاء لعدة انواع من الطيوروكذلك نمو اشجار الفاكهة بات مستحيلا بعد عام 2003وان مستوى التلوث في الزبير يعتبر من المستوى الخطروهو نفس المستوى الخطر في البرجسية بدلالة الشريط التحذيري في بعض مناطقها لانها ملوثة اشعاعيا وذلك لتدمير الدفاعات الجوية العراقية وانصهارها ,ولكن تكمن خطورة تلوث ناحية سفوان اكثر من التلوث الاشعاعي كما انه يعتبر مصدر قلق مستمر للسكان وهوارتجاج الارض باستمرار في المناطق السكنية وتلوث مياه ابار الاراضي الزراعية وذلك بسبب ابار استخراج النفط التي حفرتها الكويت على الشريط الحدودي بين العراق والكويت وتصل الى اكثر مئة وخمسين بئرا مقابل بئر التحدي العراق الوحيد في المنطقة وذلك بسبب حفر الابار بشكل شاقولي وهو غير المعتاد في عمليات استخراج النفط والمشكلة التي كانت وراء دخول العراق للكويت حيث ذكر لي الخبراء الجيولوجيين بملاحظتهم في عمليات استخراج النفط من الابار العراقية التي كانت على عمق خمسة كم في عام 1989بتخلخل عملية الاستخراج ولاسباب مجهولة حتى وقفو عليها فكانت بسبب الحفارات الامريكية التي حفرت في اراضي الكويت مقابل حدود سفوان بشكل شاقولي الامر الذي دفع بالخبراء الى رفع تقرير عن الوضع الخطير الى مجلس قيادة الثورة والذي بدوره شكل لجنة متابعة ومراقبة قبل ان يوفد وفدا للكويت واحاطتها بخطور الحفر الشاقولي واستنزاف كميات كبيرة من نفط العراق فضلا عن الاثار البيئية على البصرة وقد حدث ماحدث بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت تشكلت اتفاقية في خيمة سفوان بين قادة الجيش العراقي من جهة برئاسة وزير الدفاع وبين قادة عسكريين من قوات التحالف الدولي عن تبادل الاسرى والجثامين وليس من صلاحية المفاوضين من كلا الطرفيين في ترسيم الحدود بين العراق والكويت لكونهم عساكر وليس في السلك الدبلوماسي لوزارة الخارجية المعنية بترسيم الحدود وانما ماحدث هو اغتصاب اراضي ومزارع العراقية بطول 30كم في العمق و300كم الى حدود السعودية بدلالة رفض القيادة العراقية وعلى راسها الرئيس صدام حسين استلام مبالغ تعويضية عن تلك الاراضي المغتصبة وعدم بيعها او التنازل عنها فاليوم يعاني سكان سفوان من تلوث الهواء والتربة وتعرضهم لقطرات الزيت الاسود لاستخراج ابار نفط الكويت على الشريط الحدودي ليل نهار ولاسيما عند هبوب الرياح الجنوبية في حين اغلقت جميع ابارها النفطية ووضعتها موضع الاحتياط ولهذه الاسباب تم اخذ نماذج من تربة ومياه ابار سفوان والتحري عن مستوى التلوث بالعناصر الثقيلة وهي الحديد والرصاص والنحاس والنيكل والكروم والكوبلت والزئبق والزنك فأشارت نتائج التحليل بارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة في مياه ابار سفوان في الاراضي الزراعية بين العراق والكويت(Fe> Pb > Cu> Cr> Co> Cd> Hg> Ni> Zn) وهذه التراكيز اعلى من المسوح بها لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة الفاو وقد دفعت بالمزراعين بتحلية المياه وذلك بخلط المياه الملوثة بالتحلية وقد وصل سعر الشراء للتحلية الى 50000 دولار وفي كل الاحوال يعتبرمستوى مياه الابار في سفوان من الدرجة الخطرة وذلك شهود عيان من داخل الكويت واثناءانسحاب الجيش العراقي من الكويت وتدمير اسلحته والدبابات الملوثة بالاشعاع اتت لجان من قبل قوات التحالف لفحص نسبة الاشعاع وجدت نسبة اشعاع مرتفعه وحددتها بانها قاتلة للبشروقامت بحفر خنادق بعمق 30-40 مترومختلفة الاطوال وقامت قوات التحالف بطمرها و الاخذ بكافة التدابير لمنع تسرب الاشعاع الا ان الكويت قامت بفحص هذا الموقع فيما بعد وتبين انه السبب وراء تفشي الامراض السرطانية بين صفوف الكويتين وربما السبب في تفشي الفشل الكلوي بين البصريين وسرطانات الرئة والدم وانواع سرطانية كثير تجاوزت السبعون نوعا وذلك من خلال توثيقي للواقع البيئي في قضاء الزبير والنواحي التابعه له حيث تقدم الاهالي بطلباتهم بالتعويضات المادية والمعنوية عن الاضرار التي لحقت بهم جراء تعرضعهم لاسلحة قوات التحالف المحرمة والمطالبة القانونية باسترداد الاراضي المغتصبة العراقية الحدودية وتعويض السكان بفوات المنفعة طيلة الثلاثين عاما وعن الاضرار البيئية التي تسببت في تدهور التربة وتصحرهها وعليه نطالب التحرك العاجل بوضع قضية مزراع سفوان على طاولة مجلس الامن الدولي وتشكيل لجان دولية حيادية لمعرفة كيف ومتى تم ترسيم الحدود ومن قام بها .
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع في حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية