( مزمار حزين )
( مزمار حزين )
حسين العيساوي
أدرك أنك سترحلين يوما ما
وسيبقى طيفك يصادفني
كالغريب ،،
في ليلي
فتتلاشى أيامي في صمت
كحقل مهجور
غادرته أسراب العصافير
وهجرته حبات المطر
كيف لي أن ألجم ذاكرتي
التي تضج بك ؟؟
كيف أنتزع صوتك الذي يستفز
غربتي ؟؟
كمزمار حزين يقرع في رأسي
أي صباح بليد يطرق بابي ؟؟
دون أن يتعطر بنسائم ظفائرك
التي تسابق الريح
أي ليل يلفني ويغسل وجعي ؟؟
وأنت صائمة عن لقائي
زاهدة بقصائدي
التي ماعادت تتمرغ برحيق
أصابعك ،،
المخضبة بماء الورد
متى يطل ضوؤك ؟؟
ليقبل نافذتي التي أوجعها
الإنتظار ،،
وأثقلتها أجنحة الصمت
أيتها الممتدة كالريح على جسد
المرايا ،،
لاشيء يعدل قربك مني
فأنت صوتي
ونبوءتي ،،
ورائحة حروفي
التي باتت تشتاق إلى منفاك
أيها القلب
المتمرد ،،
كفاك أحتراقا
وضجيجا ،،
أنفض جناحيك وحلق في سمائها
وفتش عن أمنيات قادمة
وربيع بلون البحر
ستدرك أن في عينيها
يولد الضوء
والخمر ،،
وتهدل أسراب القصائد
الحزينة ،،